تأهب جوي في مدن أوكرانية.. زيلينسكي يؤكد الاقتراب من النصر والكرملين يتمسك بشروطه للسلام مع كييف
أفاد مراسل الجزيرة بإعلان حالة تأهب جوي اليوم الأربعاء في مدن أوكرانية، وبينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده “تقترب من الانتصار على العدو الروسي” نفى الكرملين وجود خطة سلام لدى كييف.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية أن السلطات أعلنت حالة التأهب الجوي في كييف ومقاطعات زاباروجيا وخيرسون وميكولايف وأوديسا جنوبي البلاد تحسبا لهجمات روسية جديدة بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.
وأمس الثلاثاء، قال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو إن روسيا قد تستخدم القذائف وصواريخ كروز في هجوم واسع النطاق ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة التي توافق السبت المقبل.
من جانبه، قال الجيش الأوكراني إنه تصدى لمحاولات تقدم القوات الروسية على أكثر من محور اليوم الأربعاء في مقاطعة زاباروجيا (جنوب).
وأكدت الإدارة العسكرية الأوكرانية في زاباروجيا أن قواتها تمسك بخطوط الجبهات في المقاطعة وتصد محاولات تقدم للقوات الروسية على أكثر من محور.
وأشارت إلى أن القوات الروسية قصفت البنية التحتية المدنية في 11 منطقة وبلدة في زاباروجيا.
في المقابل، بثت وزارة الدفاع الروسية لقطات لما قالت إنه هجوم جوي استهدف مواقع أوكرانية لم تكشف عنها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مروحياتها دمرت مواقع قيادة مموهة وعتادا للقوات المسلحة الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات المدفعية والصواريخ الروسية دمرت مقر قيادة لقوات الاحتياط الأوكرانية في مدينة كراماتورسك، مشيرا إلى تنفيذ هجمات على مواقع أوكرانية في زاباروجيا وكوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
أضرار المطار الروسي
وفي سياق متصل، كشفت أوكرانيا عن بعض الأضرار التي لحقت بقاعدة إنغلز الإستراتيجية في روسيا بعد هجوم استهدفها الأسبوع الجاري.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات إن طائرات حربية روسية عدة نقلت من مطار إنغلز الروسي إلى مطارات أخرى بعد ساعات من استهدافه قبل يومين.
وأضاف إغنات أنه سُجّل في الساعات الماضية انخفاض ملحوظ في نشاط المقاتلات الروسية داخل الأجواء الأوكرانية، مرجعا ذلك إلى الأضرار المحتملة التي قد يكون تعرض لها المطار.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أول أمس الاثنين أن أنظمة الدفاع الجوي أحبطت هجوما بطائرة مسيرة أوكرانية على قاعدة إنغلز العسكرية في مقاطعة ساراتوف، وهي القاعدة الرئيسية للقاذفات الإستراتيجية الروسية.
وبينما لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها المباشرة عن الهجوم الذي تسبب بمقتل 3 جنود روس دعا مسؤول عسكري أوكراني وقتئذ للانتظار بضعة أيام حتى تظهر صور الأقمار الصناعية حجم الانفجارات في قاعدة إنغلز، حسب قوله.
تحذيرات روسية
بدوره، اتهم أوليغ سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بأنه يوزع من خلال أوكرانيا ما وصفها بالأسلحة الإلكترونية بشكل “محفوف بالمخاطر” على المجتمع الدولي.
وحذر سيرومولوتوف في تصريح صحفي نقلته قناة “روسيا اليوم” من أن تصرف الناتو محفوف بعواقب لا يمكن التنبؤ بها تقع على جميع أعضاء المجتمع الدولي، وأنه إذا كانت روسيا اليوم هي الهدف ففي الغد ستكون أي دولة أخرى معارضة لواشنطن مكاننا.
وفي وقت سابق، ذكر الدبلوماسي الروسي أن عدد الهجمات الإلكترونية ضد المراكز المعلوماتية الروسية زاد بعد بدء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه الهجمات مصدرها بشكل رئيسي بلدان أميركا الشمالية والاتحاد الأوروبي.
وفي مايو/أيار الماضي كشفت وزارة الخارجية الروسية أن أوكرانيا ساعدت المخابرات الأميركية في تعبئة “جيش إلكتروني” بهدف إلحاق ضرر بالبنية التحتية لروسيا وحلفائها، كما اتهمت واشنطن بالعمل على زيادة التطوير العسكري للفضاء المعلوماتي لأوكرانيا.
تصريحات زيلينسكي
سياسيا، تعهد الرئيس الأوكراني بمواصلة إعداد قوات الدفاع والأمن الأوكراني للعام المقبل، مشددا على أن بلاده وحدت الاتحاد الأوروبي، وهي “تقترب من النصر على العدو الروسي”.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستعيد الحياة إلى طبيعتها في دونباس وشبه جزيرة القرم، حسب وصفه.
من جانبه، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية إن ثوابت بلاده تتمثل في استعادة دونباس وشبه جزيرة القرم وكافة الأراضي التي استولت عليها روسيا.
وأضاف أن روسيا بدأت حربا لقتل المدنيين والاستيلاء على الأراضي، وما عدا ذلك من مبررات روسية هو محض كذب، على حد وصفه.
شروط موسكو للسلام
بدوره، نفى الكرملين اليوم الأربعاء وجود خطة سلام لدى أوكرانيا حتى الآن، متهما كييف بأنها لا تأخذ ما سماها حقائق اليوم في الاعتبار.
وأكد الكرملين رفضه أي خطة سلام مع أوكرانيا لا تعترف بانضمام “المناطق الأربع الجديدة” إلى روسيا، في إشارة إلى مناطق دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون التي أعلنت موسكو ضمها قبل أشهر بعد إجراء استفتاء رفضت نتائجه كييف وحلفاؤها الغربيون.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو لبحث القضايا الأمنية في أوكرانيا وغيرها من القضايا الإستراتيجية الكبرى.
وقال لافروف -في تصريحات له من موسكو- إنه لا يمكن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلا إذا أدركت واشنطن “سلبية سلوكها الحالي”، وفق تعبيره.
وأضاف أنه لا بدائل لبناء علاقات الاحترام المتبادل مع روسيا في أوكرانيا، مطالبا واشنطن بالتخلي عن مواقفها الراهنة تجاه بلاده.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية لا تستطيع عقد قمة سلام بشأن أوكرانيا دون موافقة جميع الأطراف، وذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا التي اشترط فيها أن تواجه روسيا محكمة جرائم الحرب قبل أن تجري محادثات مباشرة مع بلاده.
وتدخل الحرب بين روسيا وأوكرانيا شهرها الـ11 ولا يزال الأمل ضئيلا في وقفها عبر الحلول الدبلوماسية كما تشير إلى ذلك تصريحات مسؤولي الدولتين المتناقضة في رؤيتهما لوقف القتال.