عمان – الإحساس هو انعكاس لما نتلقاه بحواسنا الجسدية، واستكشاف لما نشعر به ويحيط بنا، وتحليل وإدراك له، وهو أيضا توصيف لما يخالج مشاعرنا ويولّد ردود فعل عاطفية لدينا.
أما تبلد الإحساس، أو ما يعبّر عنه أيضا بـ”التراجع العاطفي” فهو عدم تأثر الفرد بما يدور حوله، ورغم أن بعض حالاته قد تكون “عادية”، فإنه قد يكون مؤشرا على حالة غير طبيعية، لأن الطبيعي أن تكون للإنسان ردة فعل على ما يحيط به، وألا يتسم سلوكه باللامبالاة وعدم الاهتمام وغياب المشاعر والانفعال.
ويستخدم مصطلح التراجع العاطفي أحيانا لوصف رد الفعل العاطفي المحدود للشخص، وربما انعدام المشاعر، وأحيانا يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة بنوع من “الخدر المزعج” بدلا من المشاعر.
وحسب ما نشر موقع “هيلث لاين” (heallthline)، فهناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الشخص يعاني من التراجع العاطفي، مثل الوصفات الطبية النفسية، وتعاطي المخدرات، وبعض اضطرابات الصحة العقلية.
قد يترافق مع “التراجع العاطفي” بعض الأعراض، منها:
يعرف الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور مازن مقابلة تبلد المشاعر أو “التراجع العاطفي” (Emotional Blunting) بأنه “نقصان أو محدودية التفاعل الحسّي أو الشعوري عند الاستجابة للمؤثرات الداخلية أو الخارجية للفرد”.
ويقول في حديث للجزيرة نت إن تبلد المشاعر “تنتج عنه صعوبة في الشعور بالسعادة أو حتّى الحزن، وصعوبة في الشعور بالحب أو الانجذاب العاطفي أو الجنسي للآخرين، وفقدان المتعة في الأنشطة اليومية، وضعف التواصل الاجتماعي وضعف بناء العلاقات الشخصية، والخمول أو الكسل وفقدان الدافع للإنتاجية”.
لا يعدّ تبلّد المشاعر أو التراجع العاطفي بحد ذاته مرضا أو اضطرابا نفسيا، وفق الاختصاصي مقابلة، بل يصنف من الأعراض المصاحبة أو الناتجة عن اضطرابات نفسية مثل الفصام العقلي أو ما يعرف بـ”السكيزوفرينيا” (Schizophrenia)، والاكتئاب، أو كرب ما بعد الصدمة.
ويمكن أن يكون تبلد المشاعر أيضا من أعراض إدمان المخدرات أو بعض مثبّطات أو منشّطات الجهاز العصبي المركزي، أو استخدام مضادات الاكتئاب استخداما مطوّلا وبجرعات مرتفعة.
وحسب الدكتور مقابلة، تكمن طريقة علاج تبلد المشاعر في علاج أسبابه الرئيسة، سواء من خلال العلاج النفسي الدوائي (Psychopharmacology) أو العلاج النفسي الكلامي (Psychotherapy)، بالإضافة إلى أساليب فردية مثل التنشيط الحسّي (Sensory Stimulation) كتنشيط حاسة اللمس من خلال مداعبة الحيوانات الأليفة أو الاستحمام بمياه باردة، وتنشيط حاسة الذوق وحاسة الشم من خلال تناول الأطعمة الحارّة أو المتبّلة جيدا.
ويوصي أيضا بضرورة تنشيط حاسة السمع من خلال سماع الموسيقى الحماسية أو الصاخبة، ومواصلة العمل والإنتاج، على الرغم من الخمول أو الكسل أو فقدان الدافع، ومواصلة تنفيذ الأنشطة الممتعة على الرغم من عدم الإحساس بالمتعة، والحرص على التواصل الاجتماعي على الرغم من عدم الرغبة بذلك، والانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي (Support Groups).