هاتاي (جنوب تركيا)- بعد مرور 4 أيام على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا والشمال السوري لا يزال الناشط الإعلامي السوري فادي الحلبي يأمل أن تخرج عائلته العالقة تحت أنقاض منزله في ولاية هاتاي التركية التي باتت من أكثر المناطق التي تعرضت لخسائر فادحة في الأرواح والمنازل.

وقال الحلبي الموجود في سوريا بمنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن أخبارا وصلته بانتشال أفراد من أسرته على قيد الحياة من ركام الأنقاض، وإنهم في أحد مستشفيات هاتاي، قبل أن يكتشف أن ذلك غير صحيح.

 
 

منصات التواصل

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات تطبيق واتساب أطلق عشرات السوريين الموجودين في سوريا وتركيا نداءات استغاثة ومناشدات عاجلة للكشف عن ذويهم المفقودين منذ اليوم الأول للزلزال المدمر بعد أن انقطع التواصل معهم ولم يعرف مصيرهم حتى اللحظة.

وامتلأت تلك المجموعات بعشرات الصور لأطفال وكبار سن وشبان سوريين باتوا في عداد المفقودين، في وقت تكافح فرق الإنقاذ منذ الاثنين الماضي للوصول إلى أحياء تحت أنقاض الأبنية.

ولا توجد إحصائية رسمية بعد لعدد ضحايا الزلزال من السوريين في ولاية هاتاي التركية المجاورة لمحافظة إدلب السورية، وسط تقديرات بأن يكون الرقم قد تجاوز الألفين.

سوريون وأتراك ومنقذون ينتظرون أي أخبار عن ذويهم المفقودين في هاتاي جنوبي تركيا (الجزيرة نت)

نهاية العالم

وقال اللاجئ السوري حسين إنه وصل إلى ولاية هاتاي منذ 3 أيام قادما من غازي عنتاب بحثا عن شقيقه المفقود، وإنه ينتظر منذ وصوله أمام المبنى الذي كان يقيم فيه أخوه على أمل أن يخرج حيا، مشيرا إلى أنه لن يغادر المكان قبل الكشف عن مصيره رغم تضاؤل فرص نجاته.

وأضاف حسين -في حديث للجزيرة نت- أنه حاول الاتصال مع شقيقه بعد حدوث الزلزال بدقائق دون الحصول على رد، وظل يحاول عشرات المرات الاتصال به دون جدوى، مما دفعه للتواصل مع أصدقاء شقيقه الذين أكدوا عدم معرفة مصيره.

وأشار اللاجئ السوري -الذي يقضي ليله في سيارته أمام أنقاض سكن شقيقه- إلى أن مشاهد الدمار حوله أشبه بأفلام نهاية العالم، لافتا إلى أن عشرات الأبنية حوله سويت بالأرض وتحولت إلى حطام وأكوام من الحجارة والأتربة.

سوريون يستلمون جثامين ذويهم الذين قضوا في زلزال تركيا عند معبر باب الهوى (الجزيرة نت)

جنائز لا تتوقف

وعلى الطرف الآخر من الحدود بدأ سوريون يستقبلون جثامين ذويهم الذين قضوا في الولايات التركية التي ضربها الزلزال المدمر، في مشهد مثير للحزن والتعاطف.

وعلى مقربة من باب الهوى الحدودي مع تركيا استلم عثمان العبد الله جثمان والده المسن عبد العزيز الذي قضى في انهيار منزله بولاية هاتاي، قبل أن ينهار باكيا فوق جثة أبيه الذي لم يلتق به منذ 5 سنوات.

وقال مدير المكتب الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا مازن علوش إن جثامين نحو 580 لاجئا سوريا من ضحايا الزلزال وصلت إلى المعبر قادمة من الأراضي التركية كي تسلم إلى ذويها.

وأضاف علوش -في حديث للجزيرة نت- أن سيارات جنازات السوريين تصل تباعا كل نصف ساعة محملة بضحايا جدد يتم نقلهم عبر المعبر إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا.

المصدر : الجزيرة

About Post Author