نقل مراسل الجزيرة في سوريا أن المدفعية والطيران الحربي التركي كثفا قصفهما لمواقع ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية شمال وشمال شرق سوريا، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أمس الأربعاء إن الضربات الجوية التركية تهدد سلامة الجنود الأميركيين، كما قرر العراق إعادة نشر قواته على الحدود مع تركيا.

وذكر مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر محلية في سوريا أن القصف المدفعي والجوي التركي استهدف مناطق واسعة، شملت المالكية والقامشلي (محافظة الحسكة)، فضلا عن محافظتي الرقة وحلب.

 

وقال القائد العام لما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي -في لقاء مع وسائل إعلام محلية- إنها المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش التركي مناطق شمال وشرق سوريا بهذا العمق والمسافة.

وأضاف عبدي أن قواته تأخذ على محمل الجد إمكانية شن الجيش التركي عملية برية جديدة داخل سوريا في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

خسائر “قوات سوريا”

وذكر الإعلام التابع لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية أنه منذ بدء الضربات الجوية التركية قبل 4 أيام قتل 11 مقاتلا من مقاتلي الوحدات الكردية.

وكانت أنقرة قالت إن حملتها الجوية على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وعلى مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، تأتي ردا على تفجير إسطنبول الذي وقع في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، والذي أودى بحياة 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين.

 

واتهمت تركيا حزب العمال ووحدات حماية الشعب الكردية (المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية) بالوقوف وراء التفجير، وهو ما ينفيانه.

وأمس الأربعاء، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصميم بلاده على التحرك لتأمين حدودها الجنوبية مع سوريا، مجددا اتهامه لقوى دولية بعدم الوفاء بوعودها بشأن الضمانات الأمنية، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة وروسيا.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن سكان في مدينة القامشلي أمس الأربعاء أن انفجارا كبيرا وقع داخل محطة القطار القديمة شمال المدينة، كما قصفت طائرة مسيرة سيارة عند المدخل الشمالي الغربي للقامشلي.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر كردية أن الضربات التركية بواسطة مسيرات استمرت أمس الأربعاء على نقاط عدة في محافظة الحسكة، بينها مصفاة غاز ومحطة لضخ النفط.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الطيران التركي استهدف بـ5 ضربات قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لقوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن حماية مخيم الهول للنازحين السوريين، ويقع المخيم في محافظة الحسكة.

 

الجنود الأميركيون

وقالت وزارة الدفاع الأميركية أمس الأربعاء إن الضربات الجوية التركي في الشمال السوري هددت سلامة العسكريين الأميركيين، وإن الوضع المتصاعد “يعرض للخطر التقدم الذي أحرز على مدى سنوات ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية”.

وصرح المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر في بيان أن الغارات التركية الأخيرة “تشكل تهديدا مباشر لأمن الجنود الأميركيين ممن يعملون مع الشركاء المحليين”، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وكانت الصحافة الأميركية ذكرت أول أمس الثلاثاء أن المقاتلات التركية نفذت هجمات ضد بعض مواقع الوحدات الكردية في الحسكة، مشيرة إلى أن تلك المواقع كانت قريبة من مقر للجنود الأميركيين في المنطقة.

وللولايات المتحدة قرابة 900 جندي في سوريا، لا سيما في شمالها الشرقي، يعملون مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة فلول تنظيم الدولة.

 

وذكرت وزارة الدفاع التركية أمس الأربعاء أن رئيس هيئتي الأركان العامة التركية يشارجولار والأميركية مارك ميلي بحثا التطورات الحالية، ولم تكشف الوزارة عن أي تفاصيل عن فحوى الاتصال الهاتفي بين الطرفين.

 

الحدود مع العراق

وقرر المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق أمس الأربعاء وضع خطة لإعادة نشر قوات عراقية على حدود البلاد مع تركيا وإيران، وذلك في اجتماع ترأسه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة.

وأضاف المتحدث باسم القائد العام للقوات العراقية اللواء يحيى رسول عبد الله أن المجلس اتخذ قرارات تشمل “وضع خطة لإعادة نشر قوات الحدود العراقية لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا”، و” تأمين جميع متطلبات الدعم اللوجستي لقيادة قوات الحدود وتعزيز القدرات البشرية والأموال اللازمة وإسنادها بالمعدات وغيرها، بما يمكّنها من إنجاز مهامها”.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author