جنرال روسي يتهم مؤسستين أوكرانيتين بتصنيع “القنبلة القذرة” والكرملين محبط من ماكرون وشولتز
قالت روسيا إن أوكرانيا دخلت “المرحلة الأخيرة” من صنع “القنبلة القذرة”، وهو اتهام رفضته كييف وحلفاؤها الغربيون، قائلين إنه ليس سوى ذريعة للتصعيد، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه الجيش الروسي وقف تقدم القوات الأوكرانية نحو خيرسون.
وقال قائد وحدة المواد المشعة والمنتجات الكيميائية والبيولوجية داخل الجيش الروسي الجنرال إيغور كيريلوف اليوم الاثنين إنه “وفقا للمعلومات المتوفرة لدينا، هناك مؤسستان أوكرانيتان لديهما تعليمات محددة لصنع ما يسمى القنبلة القذرة، ودخل عملهما المرحلة النهائية”.
وتتكون القنبلة الإشعاعية أو “القنبلة القذرة” من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة معدة لنشرها في الغبار وقت الانفجار.
وأضاف كيريلوف أن “الهدف من هذا الاستفزاز اتهام روسيا باستخدام أسلحة دمار شامل في أوكرانيا، وبالتالي إطلاق حملة ضخمة معادية لروسيا في العالم”، كما رأى أن كييف تريد على وجه الخصوص “تخويف السكان المحليين وزيادة تدفق اللاجئين عبر أوروبا”.
وحذر الجنرال الروسي من أن تفجير عبوة ناسفة مشعة “يؤدي حتما إلى تلوث المنطقة على مساحة تصل إلى عدة آلاف من الأمتار المربعة”.
كذلك، اتهم كيريلوف المملكة المتحدة بإجراء اتصالات مع كييف بشأن “إمكان حصول أوكرانيا على التقنيات لإنتاج الأسلحة النووية”.
رد غربي
في المقابل، وصفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا -في بيان مشترك اليوم- اتهامات موسكو لأوكرانيا بشأن “القنبلة القذرة” بالكاذبة.
وقال البيان إن هذه الادعاءات ما هي إلا “ذريعة للتصعيد”، كما تعهدت الدول الثلاث باستمرار دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة ما تصفه بالعدوان الروسي.
وفي برلين، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إن بلادها تتعامل بحذر مع أي تهديد باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، وتأخذه على محمل الجد. وأضافت أن استخدام “الأسلحة النووية والقذرة سيكون تجاوزا للخطوط الحمر”.
بعد إبداء #موسكو قلقها من استخدام #كييف قنابل إشعاعية.. وزير الخارجية الأوكراني: ليس لدينا “قنابل قذرة”، وروسيا تتهم الآخرين بما تخطط هي للقيام به pic.twitter.com/9qiiqElaO5
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 24, 2022
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه تحدث مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بهذا الشأن، ودعا الوكالة رسميا “لإرسال خبراء على وجه السرعة إلى المرافق السلمية في أوكرانيا”، أي المنشآت التي “تدعي روسيا بشكل مضلل” أن أوكرانيا تصنع “قنبلة ذرية” فيها، على حد تعبيره.
وأضاف أن غروسي قبل الدعوة، وأنه “على عكس روسيا، لطالما كانت أوكرانيا وتبقى شفافة، ليس لدينا ما نخفيه”.
وذكر كوليبا أيضا في تغريدة على تويتر أنه اتفق -خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن- على أن “حملة التضليل الروسية بشأن القنبلة القذرة قد تكون ذريعة لعملية تحضر لها موسكو”.
إحباط روسي
من ناحية أخرى، قال الكرملين اليوم إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز لا يظهران أي رغبة في المشاركة في وساطة في إطار مفاوضات السلام المتعلقة بالنزاع في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه “في ما يتعلق بالسيدين ماكرون وشولتز، فإنهما في الفترة الأخيرة لم يظهرا أي رغبة في الاستماع لموقف الجانب الروسي والمشاركة في أي جهود وساطة”.
وأضاف -في تصريحات للصحفيين- أن “أنقرة تتخذ موقفا مختلفا عن موقف باريس وبرلين (…) وأعلنت استعدادها لمواصلة جهود الوساطة”.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بحث المستجدات المتعلقة بأوكرانيا في سلسلة اتصالات هاتفية أجراها أمس الأحد مع نظرائه الأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي.
تطورات في خيرسون
ميدانيا، قالت روسيا إن قواتها صدت محاولات هجوم أوكرانية في دونيتسك وخاركيف وخيرسون وكراسني ليمان، وألحقت خسائر بالقوات المهاجمة.
وأعلنت الإدارة -التي نصبتها روسيا في مقاطعة خيرسون (جنوبي أوكرانيا)- تشكيل مليشيا محلية، قائلة إنه يمكن لجميع الرجال المتبقين في المدينة الانضمام إليها.
وفي إشعار على تطبيق تليغرام اليوم، قالت الإدارة المحلية إن الرجال لديهم فرصة للانضمام إلى وحدات الدفاع عن خيرسون إذا اختاروا البقاء فيها بمحض إرادتهم.
كما أعلنت الإدارة المحلية في مدينة نوفايا كاخوفكا في خيرسون أن القوات الأوكرانية قصفت المدينة بصواريخ “هيمارس” وأنه تم اعتراض بعضها.
في المقابل، استبعدت القوات الأوكرانية انسحاب الجيش الروسي من مدينة خيرسون، وهي أول مدينة رئيسية كانت قد سقطت في يد روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية كيريلو بودانوف إن الجيش الروسي يستعد للدفاع عن المدينة.
وأضاف -في تصريحات لبوابة يوكرينسكا برافدا الإلكترونية- أن “المحتلين الروس يوهموننا بأنهم بصدد مغادرة خيرسون، ولكن في الواقع هم ينشرون وحدات عسكرية جديدة هناك”.