تضارب الأنباء بشأن السيطرة على باخموت.. مسؤولان أوروبيان في كييف وروسيا تعتزم وضع أسلحة نووية على حدود الناتو
وصل مسؤولان أوروبيان إلى كييف اليوم الاثنين، في حين سيزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بولندا بعد غد الأربعاء، فيما تعتزم روسيا وضع أسلحة نووية قرب حدود بيلاروسيا مع دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، يأتي ذلك وسط تضارب الأنباء بشأن السيطرة على باخموت.
وفي أحدث الزيارات الغربية إلى أوكرانيا، وصل اليوم روبرت هابيك نائب المستشار الألماني إلى كييف لإجراء محادثات سياسية، ويرافقه خلال الزيارة وفد صغير من رجال الأعمال، وتركز الزيارة على إعادة الإعمار والتعاون في قطاع الطاقة.
وقال هابيك -الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد الألماني- خلال رحلته إلى كييف إن الهدف هو “إعطاء الأمل لأوكرانيا” في إعادة بناء البلاد بعد الحرب، مضيفا أن قرارات الاستثمار قد اتخذت بالفعل أو على وشك أن تتخذ.
وكان رئيس اتحاد الصناعات الألمانية زيجفريد روسفورم ضمن وفد ممثلي الأعمال الذين رافقوا هابيك، ووصف الرحلة بأنها “إشارة للأوكرانيين بأن الصناعة الألمانية تقف أيضا إلى جانبهم”.
يشار إلى أن هذه هي أول زيارة لهابيك إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.
من جهة أخرى، أعلنت أمينة جبار نائبة وزير الخارجية الأوكراني عن وصول الأمينة العامة لمجلس أوروبا ماريا بوريتش إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك في إطار إنشاء سجل خاص لتوثيق ما سمتها الأضرار الناجمة عن العدوان الروسي، مشيرة إلى أن الجانبين ناقشا الخطوات الإضافية اللازمة لاستعادة العدالة ومحاسبة مجرمي الحرب، وفق تعبيرها.
وبالتوازي مع ذلك، أعلنت جبار عن وصول المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي إلى أوكرانيا.
زيلينسكي يزور بولندا
بالمقابل، سيجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الذي نادرا ما يغادر بلاده منذ بدء الحرب- بعد غد الأربعاء زيارة رسمية لوارسو على ما أعلنت بولندا اليوم الاثنين.
وقال مدير مكتب السياسة الدولية في الرئاسة البولندية مارسين برزيداتش في تصريح لإذاعة “آر إم إف” (RMF) الخاصة “هذه زيارة رسمية” لكن الرئيس الأوكراني “يريد أيضا لقاء البولنديين والأوكرانيين المقيمين في بولندا”.
أسلحة نووية روسية قرب حدود الناتو
من ناحية أخرى، قال بوريس جريزلوف السفير الروسي لدى مينسك إن بلاده ستنقل أسلحتها النووية التكتيكية إلى القرب من الحدود الغربية لبيلاروسيا، وهو ما سيجعلها على أعتاب دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وأضاف جريزلوف للتلفزيون الحكومي في بيلاروسيا أن الأسلحة “ستنقل إلى الحدود الغربية لدولتنا الاتحادية، وستزيد احتمالات ضمان الأمن”.
وقال “سيحدث ذلك على الرغم من الضجيج في أوروبا والولايات المتحدة”.
ولم يحدد جريزلوف مكان وضع الأسلحة، لكنه أكد أن منشأة التخزين الخاصة بها ستكتمل بحلول الأول من يوليو/تموز المقبل بناء على طلب بوتين، وستنتقل بعد ذلك الأسلحة إلى غرب بيلاروسيا.
ومن المرجح أن تزيد خطوة كهذه تصعيد المواجهة بين موسكو والغرب.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 26 مارس/آذار الماضي إن بلاده ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، وذلك في واحدة من أكثر الإشارات وضوحا بشأن إمكانية استخدام الأسلحة النووية منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا قبل 13 شهرا.
وشكلت الجارتان رسميا ما تعرف باسم “دولة الاتحاد”، وتجري الدولتان محادثات منذ سنوات لتعزيز التكامل، وهي عملية تسارعت بعد أن سمحت مينسك لموسكو باستخدام أراضي بيلاروسيا لإرسال قوات إلى أوكرانيا العام الماضي.
وتحد بيلاروسيا من الشمال ليتوانيا ولاتفيا ومن الغرب بولندا، وكلها جزء من الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، وتلقت هذه الدول تعزيزات بقوات ومعدات عسكرية إضافية بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
قصف أوكراني لموقع روسية
ميدانيا، قالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني اليوم الاثنين إن وحدات مدفعية وصاروخية أوكرانية قصفت مركز قيادة روسي و3 مواقع تتمركز فيها القوة البشرية للقوات الروسية و3 مواقع للدفاع الجوي، إضافة إلى 6 أهداف مهمة أخرى.
وقالت هيئة الأركان في تقريرها الصباحي على صفحتها في فيسبوك إنه “في يوم أمس شن العدو 5 هجمات صاروخية و32 هجوما جويا، وكذلك 50 هجوما مستخدما أنظمة إطلاق صواريخ متعددة، ولا تزال إمكانية شن ضربات جوية وصاروخية على كامل أراضي أوكرانيا مرتفعة، بسبب مواصلة العدو استخدام أساليب إرهابية”.
وذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية “يوكرينفورم” أن التقرير أشار إلى أن القوات الروسية تركز جهودها الرئيسية على تنفيذ عمليات هجومية في قطاعات ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا.
وفي المجمل، صدت القوات الأوكرانية أكثر من 70 هجوما، ولا تزال باخموت وأفدييفكا ومارينكا في بؤرة العمليات القتالية.
وقالت هيئة الأركان إن القوات الروسية واصلت هجومها على باخموت، في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل، وصد الجنود الأوكرانيون أكثر من 20 هجوما، مشيرة إلى تعرض منطقة دونيتسك للقصف.
وأضافت أن الروس نفذوا هجمات غير ناجحة في أفدييفكا وبيرفومايسكي ومارينكا، وخلال أمس الأحد صد الجنود الأوكرانيون أكثر من 15 هجوما روسيا على مارينكا وأفدييفكا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان أوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية “يوكرينفورم” اليوم الاثنين إن “الفاشية الروسية” يجب أن تلقى هزيمة كاملة عسكرية واقتصادية وسياسية وقانونية.
وأضاف زيلينسكي “اليوم هاجم الإرهابيون الروس مرة أخرى كوستيانتينيفكا ومنطقة دونيتسك، ولقي 6 أشخاص حتفهم وأصيب 11 آخرون”.
وقال إن “هناك سبيلا واحدا فقط لوقف الإرهاب الروسي ولإعادة الأمن إلى جميع مدننا ومجتمعاتنا، وهو النصر العسكري لأوكرانيا، ولا يوجد سبيل آخر”.
الوضع في باخموت
وبالنسبة للوضع في باخموت، أفادت وكالة أنباء نوفوستي الروسية بأن القتال يدور حاليا في الجزء الأوسط من باخموت، وأن القوات الروسية اقتربت من السكك الحديدية الرئيسية، في حين أكدت الرئاسة الأوكرانية أن المدينة ما زالت تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وأن أخبار سيطرة القوات الروسية عنها غير صحيحة.
جاء ذلك بعد نفي هيئة الأركان العامة الأوكرانية سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من إعلان رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين رفع العلم الروسي وعلم فاغنر على المبنى الإداري في مركز مدينة باخموت.
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في صفحتها على فيسبوك “العدو لم يوقف هجومه على باخموت، لكن المدافعين الأوكرانيين يسيطرون بشجاعة على المدينة وصدوا الكثير من هجمات العدو”، في إشارة إلى القوات الروسية والانفصاليين الموالين لها.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال في وقت سابق أمس الأحد إن الوضع في مدينة باخموت كان ساخنا جدا، بالإضافة إلى مناطق كريمينا وبيلوغريفكا وعدد من المدن والبلدات شرقي أوكرانيا.
وقبل أسابيع، حذر زيلينسكي في مقابلة تلفزيونية من أن القوات الروسية إذا استولت على باخموت فسيصبح “الطريق مفتوحا” أمام قوات موسكو للاستيلاء على مدن عديدة في شرقي البلاد.
وجاء النفي الأوكراني بعد ساعات من إعلان رئيس شركة فاغنر أن مقاتليه رفعوا العلم الروسي وراية قواته على المبنى الإداري في مركز مدينة باخموت، وأقر بريغوجين بأن القوات الأوكرانية لا تزال موجودة في الأجزاء الغربية من باخموت.
وذكر رئيس فاغنر في رسالة صوتية على موقع تليغرام “من وجهة نظر قانونية تم الاستيلاء على باخموت”، وذلك بعد رفع العلم الروسي على رمز السلطة في المدينة، وهو المبنى الإداري وسط باخموت.
وأورد موقع “روسيا اليوم” أن بريغوجين قال في مقطع فيديو إن قادة وحدات القوات الروسية “الذين يتولون إدارة المدينة ووسطها بأكمله سيقومون بتعليق ورفع اللافتات والأعلام”.