تطورات متسارعة في خيرسون وأول تعليق من زيلينسكي على إقرار إيران بتزويد روسيا بالمسيرات
تسارعت التطورات الميدانية في خيرسون جنوبي أوكرانيا مع تواصل تبادل القصف بين الجيشين الروسي والأوكراني، في وقت عبر فيه الرئيس الأوكراني عن موقفه من إقرار إيران للمرة الأولى بتزويد موسكو بطائرات مسيرة.
وبينما تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف بالمدفعية الثقيلة، قالت كييف إن قواتها دمرت مواقع روسية في منطقتي لوغانسك ودونيتسك شرق البلاد.
من جهتها، أعلنت القوات الروسية أنها أسقطت صاروخين من نوع “هيمارس”، وصدت هجمات في خيرسون جنوبا ودونباس وخاركيف شرقا.
يتزامن ذلك مع إعلان السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك تقدم قواتها على محور بلدة مايورسك الإستراتيجية، وهي إحدى بلدات ما يعرف بالطوق في إقليم دونباس، واشتداد المعارك في كل من مدينتي باخموت وخيرسون.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن دفاعاته الجوية أسقطت مروحيتين للقوات الروسية في خيرسون و6 مسيرات جنوب البلاد، كما دمرت 3 مستودعات ذخيرة روسية في بيريسلاف وخيرسون.
وخلال الأيام الماضية تصدرت مقاطعة خيرسون عناوين المعارك بعد حديث القوات الأوكرانية عن تقدم مستمر يقابله حديث روسي عن تصد لكل الهجمات.
وكانت السلطات الموالية لروسيا أكدت إجلاء عشرات الآلاف من سكان خيرسون تحسبا لهجوم قد تشنه القوات الأوكرانية لاستعادة المدينة التي سقطت بيد الروس في بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/شباط الماضي، قبل أن تعلن موسكو ضم المقاطعة إليها مع 3 مقاطعات أخرى في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
أول تعليق من زيلينسكي
وعلى صعيد متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن إيران “كذبت حتى عندما اعترفت بأنها قدمت طائرات مسيرة لروسيا”، وفق تعبيره.
وتعليقا على أول إقرار إيراني بتزويد روسيا بهذه المسيرات، أضاف زيلينسكي أن قوات بلاده تُسقط يوميا ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة إيرانية، في حين تقول طهران إنها قدمت عددا محدودا منها قبل الحرب.
وبرر زيلينسكي اتهاماته بأن عدد المسيرات التي أسقطها سلاح الدفاع الجوي الأوكراني يتجاوز عدد الطائرات المسيرة “القليلة” التي ذكرتها إيران.
وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده على يقين بوجود عسكريين إيرانيين يدربون الروس على استخدام تلك الطائرات.
كما حذر المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولنكو طهران من تبعات دعمها لموسكو، وأضاف في بيان “على طهران أن تدرك أن عواقب التواطؤ في جرائم العدوان الروسية ضد أوكرانيا سوف تفوق بكثير فوائد دعم روسيا”.
وقال المتحدث الأوكراني إن وزير الخارجية الإيراني “اعترف علنا بأن بلاده كانت تزود روسيا بمسيرات قتالية قبل أشهر من غزوها لأوكرانيا”.
وأضاف أن الخارجية وبالتنسيق مع الجهات الأوكرانية المعنية، ستواصل اتخاذ أقصى الإجراءات الصارمة لمنع روسيا من استخدام الأسلحة الإيرانية لما سماه قتل الأوكرانيين وتدمير المنشآت الأوكرانية الحيوية.
Iran acknowledged for the first time that it had supplied Moscow with drones, but said they were sent before the war in Ukraine, where Russia has used drones to target power stations and civilian infrastructure https://t.co/4Crmi5ZfdL pic.twitter.com/Cz0SBvX2QC
— Reuters (@Reuters) November 5, 2022
“سلمتها عددا محدودا”
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده سلمت روسيا عددا محدودا من الطائرات المسيرة قبل أشهر من بداية الحرب في أوكرانيا.
وأضاف الوزير أن طهران إذا تأكدت من أن روسيا استخدمت المسيرات الإيرانية في حرب أوكرانيا فسيكون لديها ردة فعل تجاه هذه المسألة.
من جهته، قال المتحدث باسم هيئة الأركان التابعة للقوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي إن بلاده ليس لها دور في حرب أوكرانيا، موضحا أن تسليم الأسلحة لروسيا كان قبل اندلاعها.
ووصف شكارجي الاتهامات الموجهة لإيران من جانب واشنطن وكييف بالكاذبة، مؤكدا ألا أساس لها، كما أوضح أن الدول الغربية بدأت الحرب في أوكرانيا وتزودها بكافة أنواع الأجهزة العسكرية.
ووفقا للجيش الأوكراني، فقد أسقطت مئات الطائرات الإيرانية المسيرة من طراز “شاهد-136 “. كما قال زيلينسكي إنه “تم إسقاط 11 مسيرة من طراز (شاهد) أمس وحده”.
وقالت كييف إن حوالي 400 طائرة مسيرة إيرانية استُخدمت بالفعل ضد المدنيين في أوكرانيا، وإن موسكو طلبت حوالي 2000 طائرة إضافية.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن إيران تستعد لإرسال صواريخ إلى روسيا.
وردا على ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على 3 جنرالات إيرانيين وشركة أسلحة متهمة بتزويد روسيا بطائرات مسيرة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي قررت كييف خفض العلاقات الدبلوماسية بشكل كبير مع طهران بسبب هذه القضية.