عرفت أسعار الأضاحي هذا العام ارتفاعا تفاوتت نسبته من بلد عربي إلى آخر تبعا لعدة عوامل، أبرزها إذا كان البلد منتجا أو مستوردا لرؤوس الماشية، فضلا عما إذا كانت السلطات تخصص دعما لأسعار بيع الأضاحي مثل ما يقع في بعض الدول الخليجية.

وبصفة عامة، العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الأضاحي في كل دول المنطقة تمثلت في ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، وارتفاع أسعار الشحن المرتبط بشكل كبير بالارتفاع الكبير لأسعار النفط في الأسواق العالمية.

 

وفي ما يلي بعض المعطيات الأساسية عن سوق الأضاحي في بعض الدول العربية.

الأردن

شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعا هذا العام نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف والشحن البحري. ويتوفر بالأردن نحو 550 ألف رأس من الماشية، في حين تقدر حاجة الأردنيين كل عام بـ300 ألف أضحية، منها 240 ألف من الخراف البلدية، و310 آلاف رأس مستوردة، و27 ألف رأس من العجول، ونحو ألف رأس من الإبل.

وتستورد البلاد بعض حاجياتها من الأضاحي من دول أوروبية وعربية وإسلامية، مثل رومانيا وأستراليا وإسبانيا والسودان وباكستان وغيرها.

السودان

يواجه البلد المعروف بإنتاجه الوفير من رؤوس الماشية أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، وهو ما ينعكس على أسعار الأضاحي التي تراوحت هذا العام بين 70 ألف جنيه (153 دولارا) و120 ألف جنيه (262 دولارا)، في حين تراوحت الأسعار في العام السابق بين 40 ألف جنيه (87.6 دولارا) و75 ألف جنيه (164 دولارا).

وأعلنت العديد من منافذ البيع الحكومية إمكانية توفير الأضحية للموظفين بنظام التقسيط، في محاولة للتخفيف عن الموظفين غير القادرين على تحمل تكلفة شراء الأضحية.

وعلى الرغم من تصنيف السودان ضمن أكثر دول العالم إنتاجا للماشية، فإن الأمر لا ينعكس إيجابيا على المستهلك المحلي بسبب الكميات الكبيرة التي يتم تصديرها للخارج، إلى جانب تأثير ارتفاع كلفة النقل مع الزيادة المضطردة في أسعار الوقود، حيث تربى المواشي في ولايات نائية بعيدا عن المراكز الحضرية.

تونس

شهدت أسعار أضاحي العيد ارتفاعا في تونس، مقارنة بأسعار العام الماضي، نتيجة غلاء الأعلاف والجفاف والمضاربة.

وبعد جولة سريعة في بعض أماكن البيع والحديث مع بعض التجار والفلاحين، تبين أن الارتفاع في سعر الخروف لا يقل عن 100 دينار (32 دولارا) في أحسن الأحوال مقارنة بالعام الماضي.

وذكر مراسل الجزيرة في تونس أن بعض الأسر التونسية قررت عدم شراء الأضاحي بسبب تدهور قدرتها الشرائية.

ولمساعدة الفئات المعوزة، خصصت نقاط بيع منظمة لشركة اللحوم الحكومية، التي تبيع الأضاحي بسعر مخفض يبلغ بـ14 دينارا للكيلوغرام الواحد (4.5 دولارات)، لكن الشركة الحكومية لا توفر سوى بضعة آلاف من الخرفان.

مصر

في أكبر بلد عربي سكانا (104 ملايين نسمة)، قفزت أسعار الأضاحي بشكل كبير قدر بما بين 35% و45%، متأثرة بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار مواد الغذاء والنقل.

ويقول المعلم حامد أبو هيكل صاحب محل جزارة وشادر (خيمة) لبيع الأضاحي بالجيزة “أسعار العلف ارتفعت إلى مستوى غير مسبوق ووصل سعر الطن نحو 10 آلاف جنيه (530 دولارا) بزيادة نحو 45% عن العام الماضي، مما أدى إلى خروج عدد المربين من السوق”.

ولا يتجاوز إنتاج مصر من المواد الأساسية للأعلاف 15% إلى 20% ويتم استهلاكه محليا، والباقي يتم استيراده من الخارج.

وتعاني مصر فجوة غذائية في العديد من المحاصيل والسلع الغذائية، من بينها اللحوم الحمراء، وتستورد نحو 45% من احتياجاتها من الخارج.

 

الصومال

تراوحت أسعار الماعز هذا العام ما بين 20 دولارا و130 دولارا، في حين كانت لا تتجاوز العام الماضي ما بين 70 و120 دولارا، أما أسعار الأكباش فبلغت ما بين 60 و100 دولار هذا العام مقابل 50 إلى 80 دولارا الموسم الماضي.

وناهزت أسعار العجول في البلاد ما بين 240 و400 دولار مقابل 180 إلى 340 دولارا العام الماضي.

قطر

شهدت بعض أصناف الأضاحي هذا العام في البلد الخليجي ارتفاعا بنسبة 30%، ولكن النسبة الأغلب من الماشية زادت بنسبة أقل من ذلك. وأعلنت السلطات سعرا مدعوما لأضاحي العيد لفائدة المواطنين القطريين، وذلك بهدف ضبط السوق خلال فترة العيد.

وقد حددت وزارة التجارة والاقتصاد سعر الخروف المحلي (عواسي عربية) بحدود 1300 ريال (356 دولارا)، بينما كان يبلغ سعره العام الماضي ألف ريال (275 دولارا).

وبلغ سعر الخروف السوري 1400 ريال (نحو 380 دولارا)، مقارنة بـ950 ريال (260 دولارا) العام الماضي.

وأما الخراف الأردنية التي تحظى بطلبات عالية من قبل المستهلكين، فتراوحت أسعارها ما بين 1100 ريال (302 دولار) إلى 1400 ريال (385 دولارا).

الكويت

ارتفعت أسعار الأضاحي عن العام الماضي، لكن بنسبة بسيطة عكس ما هو متوقع بسبب حالة الحرب في أوكرانيا مصدرة الأعلاف للمنطقة، فقد تراوح سعر الأضحية النعيمي (العربي) مرعى سعودي أو كويتي 130 دينارا (423 دولارا) إلى 150 دينارا (488 دولارا).

ويتراوح سعر الأضحية الشفالي القادمة من العراق والأردن من 100 دينار (325 دولارا) إلى 110 دنانير (357 دولارا)، وكانت العام الماضي يتراوح سعرها من 90 دينارا (292 دولارا) إلى 100 دينار (325 دولارا) فقط.

وأما الأضاحي الأسترالية، التي تباع بدعم من الحكومة، فظل سعرها متراوحا بين 80 دينارا (260 دولارا) و90 دينارا (292 دولارا) ويتم شراؤها من شركة المواشي الحكومية فقط بالبطاقة المدنية.

المغرب

رغم موسم الجفاف بالمغرب وارتفاع أسعار العلف، فإن وزارة الفلاحة قالت إن المعروض من للأغنام والماعز يغطي بكثير الطلب خلال عيد الأضحى، إذ يقدر العرض بنحو 8 ملايين رأس، في حين يقدر الطلب بحوالي 5.6 ملايين رأس.

ويقول رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، عبد الرحمن المجدوبي، إن بعض السماسرة الذين يطلق عليهم في المغرب “الشناقة” يروجون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأثمنة مرتفعة للأضاحي، في حين أن جولة في الأسواق الشعبية ستكشف أن الأثمنة عادية ومناسبة وتبدأ بنحو 1400 درهم (138 دولارا).

والسماسرة (الشناقة) هم أشخاص يقتنون مئات الأضاحي من الفلاحين بأثمنة بخسة، ثم يعيدون بيعها للمستهلك بأثمنة مرتفعة.

ولتفادي السماسرة، أطلقت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز قبل بضعة أيام منصة للبيع عبر الإنترنت تتيح للمستهلكين شراء الأغنام والماعز، من دون الحاجة إلى التنقل مع خدمة التوصيل على الصعيد الوطني.

المصدر : الجزيرة

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *