أعلنت روسيا استئناف حركة المرور على الممرات السليمة من جسر شبه جزيرة القرم الذي أصيب بانفجار فجر اليوم السبت، وأكدت مواصلة إرسال الإمدادات لقواتها، وسط أنباء غير رسمية عن تنفيذ القوات الأوكرانية الهجوم.

وقالت وزارة النقل الروسية إن حركة المرور للسيارات والحافلات استؤنفت على الممرات السليمة من جسر كيرتش (جسر القرم)، موضحة أن الحركة ستقتصر في الوقت الحالي على العبور بين شبه جزيرة القرم وشبه جزيرة تامان الروسية بتناوب الاتجاهات.

 

وأضافت وزارة النقل أن من المتوقع استئناف خدمات القطارات إلى القرم مساء اليوم، وذلك إثر تعليقها بعد الحادث مباشرة.

وذكرت وكالة تاس الروسية أن وزير النقل الروسي فيتالي سافيلييف أوعز بتعزيز إجراءات التفتيش على جسر القرم.

وكانت موسكو ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014 عقب استفتاء حول انفصال المنطقة عن أوكرانيا، ولم تعترف كييف وكل عواصم العالم والأمم المتحدة بضم روسيا شبه الجزيرة، وفرضت الدول الغربية عقوبات على موسكو ردا على هذه الخطوة.

 تداعيات التفجير

من جانبه، قال الحاكم المعين من قبل روسيا لشبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف إن مركبات البضائع الثقيلة ستضطر إلى انتظار العبور بالعبّارة المائية.

 

وأضاف أكسيونوف “خدمة العبارات جاهزة للانطلاق وستبدأ العمل من اليوم، سنقوم بالإبلاغ بالجدول الزمني لاحقًا، والآن يتم إنشاء محطات طعام وتدفئة للسائقين عند مدخل الجسر”.

وقال أكسيونوف إنه يريد طمأنة سكان القرم بوجود إمدادات كاملة من الوقود تكفي لما يزيد على شهر، ومن الطعام ما يكفي لما يزيد على شهرين. غير أن وزارة الطاقة الروسية قالت -عبر مواقع التواصل- إن وقود السيارات في شبه جزيرة القرم يكفيها 15 يوما فقط.

 

وقالت سلطات القرم الموالية لروسيا إن إصلاح الجسر سيبدأ فور انتهاء عمل المحققين، ويمكن أن يكون ابتداء من اليوم.

وفي سياق آخر، قالت رئيسة الوكالة الفدرالية الروسية للسياحة إنهم طلبوا من الفنادق في القرم تمديد إقامة السياح بالمجان.

وأشار اتحاد عملاء الشركات السياحية الروسية إلى وجود أكثر من 50 ألف سائح روسي في القرم حاليا؛ في حين أكد مستشار رئيس القرم أنه لا صحة للمعلومات المتداولة بشأن فرض قيود على بيع بعض المواد والسلع.

 

الموقف الأوكراني

وفي تطور جديد، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية عن مسؤول حكومي أوكراني قوله إن تفجير جسر القرم نفذته الخدمات الخاصة الأوكرانية.

وقالت الرئاسة الأوكرانية في بيان إن حادث جسر القرم “يشير لتفاقم الصراع بين الأجهزة الروسية وخروجها عن سيطرة الكرملين”.

ونشر ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني رسالة على تويتر قال فيها إن هذا الحادث مجرد “بداية”، لكنه لم يقل إن القوات الأوكرانية مسؤولة عن الانفجار.

وأضاف “يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل ما سُرق إلى أوكرانيا، ويجب طرد الروس من كل (منطقة) احتلوها”.

وقصفت أوكرانيا عدة جسور في منطقة خيرسون في الأشهر الأخيرة لتعطيل الإمدادات الروسية، وكذلك قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم، وهي هجمات لم تعلن مسؤوليتها عنها إلا بعد شهور.

 

 

أصابع الاتهام

في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن رد فعل كييف على تدمير البنية التحتية المدنية “يشهد على طبيعتها الإرهابية”.

من جانبه، قال أوليغ موروزوف نائب رئيس مجلس الدوما -في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية- “إن حربا خفية تشن على روسيا، وإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ مدة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد، بل هو إعلان حرب بلا قواعد”.

كما أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما أن “رد فعل أوكرانيا على تفجير جسر القرم لا يترك أدنى شك بتورطها في الهجوم”، ملوحا بأن الرد على التفجير “يجب أن يكون قاسيا وليس بالضرورة في الجبهة”.

 

3 قتلى

وفي وقت سابق اليوم، قالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية إن الجسر تضرر بانفجار شاحنة مفخخة، مما تسبب في اشتعال النار في 7 عربات لنقل الوقود في قطار متجه إلى شبه الجزيرة.

وأضافت أن قسمين من الجسر البري انهارا جزئيا، لكن الممر المائي عبر مضيق كيرتش، الذي تنتقل من خلاله السفن بين البحر الأسود وبحر آزوف لم يتضرر.

 

وذكرت اللجنة أن 3 أشخاص لقوا حتفهم في التفجير، وهم ركاب سيارة كان تمر بجوار الشاحنة التي انفجرت.

وأشارت اللجنة إلى أن المحققين حددوا بيانات الشاحنة وصاحبها، الذي اتضح أنه من سكان إقليم كراسنودار، وبدأت أعمال تحقيق في منزله.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف -في وقت سابق اليوم السبت- أن الرئيس فلاديمير بوتين أعطى توجيهات عاجلة بتشكيل لجنة حكومية مرتبطة بحالة الطوارئ فوق جسر القرم.

وأظهرت اللقطات والصور -التي تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي- أن قسمًا من الطريق انهار، وأن عربات القطارات تحترق على الجسر الأطول في أوروبا.

الإمدادات العسكرية

بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها التي تقاتل في مناطق ميكولايف وكريفي ريه وزاباروجيا (جنوب أوكرانيا) يمكن أن تتلقى جميع الإمدادات التي تحتاجها عبر الممرات البرية والبحرية القائمة، بعد تضرر الجسر.

وكان الجسر يستخدم لنقل القوات والإمدادات العسكرية الروسية عبر شبه الجزيرة إلى أجزاء أخرى من جنوب أوكرانيا، كما يمثل أهمية لميناء مدينة سيفاستوبول، حيث قال حاكم المنطقة للسكان عبر مواقع التواصل “التزموا الهدوء، لا داعي للذعر”.

 

وكان الرئيس الروسي افتتح الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا في احتفال كبير أقيم عام 2019.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author