الشركات تستمر في تطوير إستراتيجيات تسويق منتجاتها للتأقلم مع تغير النظام العالمي وسلوك المستهلك (غيتي)

الشركات تستمر في تطوير إستراتيجيات تسويق منتجاتها للتأقلم مع تغير النظام العالمي وسلوك المستهلك (غيتي)

تمر العديد من القطاعات ومجالات الأعمال بمرحلة من إعادة التطوير في ظل المتغيرات العالمية وزيادة الرقمنة، حيث تلجأ الشركات إلى طرق مختلفة من أجل الوصول إلى جمهور كبير، ويعد التسويق الأخضر أهم اتجاهات التسويق الصاعدة اليوم.

يقول موقع “تيكي ماكس” (ticimax) -في تقرير له- إن الشركات تستمر في تطوير إستراتيجيات تسويق منتجاتها من أجل التأقلم مع التغير في النظام العالمي وسلوك المستهلك.

 

والسنوات الأخيرة، طرحت العديد الشركات منتجاتها وخدماتها بطريقة تسويق صديقة للبيئة تسمى التسويق الأخضر.

ويُعرّف بأنه تسويق المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة، ويشمل عددًا من الممارسات المختلفة مثل إنشاء منتج صديق للبيئة، واستخدام عبوات صديقة للبيئة، واعتماد ممارسات تجارية مستدامة، لكن عند الحديث عن التسويق الأخضر، فإنه من المهم إيجاد الوعي البيئي لدى كل من المستهلكين والشركات.

سمات التسويق الأخضر

أوضح تقرير “تيكي ماكس” أن الترويج للمنتجات الآمنة بيئيًا من خلال التسويق الأخضر له بعض السمات البارزة، ومنها:

  1. الاستدامة.
  2. إيجاد الوعي لدى المستهلك من خلال تصميم تعليب مستدام.
  3. إنتاج وتوزيع منتجات تفيد البيئة.

تُستخدم إستراتيجيات التسويق الأخضر أيضًا مع المنظمات غير الربحية الخاصة التي تركز على مبادرات الاستدامة.

 

عند تسويق منتج يصدّر قضايا مثل تغير المناخ وانبعاثات الكربون، فإنه يهدف أيضًا لزيادة الوعي البيئي كجزء من إيجاد تصور بأن العلامة التجارية صديقة للبيئة.

ما مجالات التسويق الأخضر؟

أفاد التقرير بأن التسويق الأخضر يعد جزءًا من حركة اجتماعية أكبر نحو ممارسات أكثر استدامة وأخلاقية، مما دفع المستهلكين إلى التطلع إلى مساهمة الشركات بهذه الممارسات البيئية بهذا المعنى. ولتلبية احتياجات المستهلكين، تستجيب الشركات بتقديم العلامات التجارية التي تعمل بوعي بيئي يستخدم أساليب التسويق الخضراء للترويج للمنتجات.

وغالبًا ما يُظهر التسويق الأخضر للمستهلكين مدى مسؤولية الشركة الاجتماعية والتزامها بالاستثمار في الأعمال المستدامة، كما أنها تضع الشركات التي تستخدم إستراتيجيات التسويق الأخضر في خطر انتقاد المستهلكين إذا كانت مزاعم الاستدامة الخاصة بهم غير حقيقية أو فاقدة للمصداقية.

ما مزايا التسويق الأخضر؟

سلط تقرير “تيكي ماكس” الضوء على عدد من المزايا بالنسبة للشركات والمستهلكين، حيث يتميز التسويق الأخضر بأنه:

يخاطب سوقًا جديدًا

أصبحت الشركات قادرة على إيجاد سوق جديد من خلال إستراتيجيات التسويق الأخضر، حيث تعمل على تكوين وعي بيئي جديد في مجتمع أصبح أكثر قدرة على فهم تأثير الأفراد والشركات الكبيرة على البيئة، مما أدى إلى دخول المزيد من المستهلكين هذا السوق، حيث يستطيعون معرفة كيفية تصنيع المنتجات وتأثيرها على العالم الذي يعيشون فيه.

 

يزيد الربحية والولاء للعلامة التجارية

الشركات التي تنخرط في التسويق الأخضر تنجح في جذب العملاء المخلصين، فالمستهلكون الذين يملكون هذا الوعي لا يستغنون عن الشركات التي تقدم وعودًا بالحرص على الاستدامة، بل يوصون بها أيضًا، كما يعطي التسويق الأخضر للشركات ميزة عن منافسيها، وبهذا يمكّن الشركات من زيادة ربحيتها والولاء لعلامتها التجارية.

علاقة دائمة مع المستهلك

هناك طلب استهلاكي متزايد على السلع والخدمات الموجهة بيئيًا، لذا فإن الشركات التي تتبنى التسويق الأخضر لديها الفرصة لعلاقة تجارية دائمة مع المستهلك والتواصل مع جمهورها المستهدف.

تكاليف تسويق أقل

يؤدي التحول إلى التسويق الصديق للبيئة واستخدام المواد المستدامة إلى تقليل تكاليف التسويق والإنتاج، كما يمكن أن يؤدي استخدام المواد المستدامة في المنتج إلى تقليل تكاليف النفايات، وحتى مواد البناء الصديقة للبيئة يمكنها جعل الشركات أكثر ربحية.

يقدم مساهمات كبيرة بالبيئة

لا يقتصر دور التسويق الأخضر على تحقيق المزيد من الأرباح واكتساب المزيد من المستهلكين المخلصين فحسب، بل يساهم بشكل بناء في الطبيعة، حيث يساعد بشكل كبير في إبطاء تغير المناخ وحماية البيئة، ناهيك عن بناء وعي المجتمع.

التسويق الأخضر يعد جزءًا من حركة اجتماعية أكبر نحو ممارسات أكثر استدامة وأخلاقية (شترستوك)
التسويق الأخضر يعد جزءًا من حركة اجتماعية أكبر نحو ممارسات أكثر استدامة وأخلاقية (شترستوك)

ما إستراتيجيات التسويق الأخضر؟

نشر موقع “إنفستوبيديا”(investopedia) تقريرا للكاتب جيسن فرناندو أوضح فيه إستراتيجيات التسويق الأخضر، وأكد أنه يتضمن إستراتيجيات مثل إنشاء منتج صديق للبيئة، وجعل المنتج مستدامًا، ومراعاة حساسية البيئة أثناء تسويق المنتج.

ومن الأمثلة على ذلك، استخدام التسويق الإلكتروني بدلاً من المواد المطبوعة، أو استخدام مواد مطبوعة صديقة للبيئة، كما أن هناك شركات لديها برامج إعادة التدوير، واستخدام تغليف صديق للبيئة، ومصادر الطاقة النظيفة، والمنتجات التي تسبب أقل ضرر للبيئة.

 

أفضل أمثلة التسويق الأخضر

أشار الموقع إلى أبرز الشركات التي تتبنى إستراتيجيات التسويق الأخضر، حيث تقوم شركة ستاربكس العالمية بتنفيذ أنشطة تسويقية تعتمد على الاستدامة، وتتبنى البرامج البيئية مثل إعادة التدوير، وتطوير الطاقة المتجددة، واستخدام أكواب يمكن التخلص منها.

وقد وضعت علامة “مافي” التجارية الشهيرة مثالًا نموذجيًّا للتسويق الأخضر يتعلق بتطوير المنتجات الصديقة للبيئة والمستدامة، وذلك من خلال إنتاج النسيج المخلوط من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها.

ما يجب مراعاته أثناء التسويق الأخضر

رغم أن الشركات التي تتبنى التسويق الأخضر تقلل التكاليف وتقطع شوطًا في زيادة رضا العملاء، إلا أن أساليب التسويق الأخضر قد تتسبب في رد فعل عنيف في بعض الحالات التي لا يتم فيها تطبيق إستراتيجيات التسويق الأخضر بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى رفض المستهلكين للمنتج.

ويختتم الموقع بتعريف التسويق الأخضر الكاذب أو “الغسيل الأخضر” بأنه إيجاد الشركات تصورًا صديقًا للبيئة للمنتجات غير الصديقة للبيئة، حيث تواجه الشركات التي لا تنفذ بالفعل ممارسات صديقة للبيئة خطر تدمير سمعتها تمامًا. لهذا السبب، سيكون من المهم تنفيذ ممارسات المنتجات الخضراء الحقيقية التي أثبتت جدواها في تطبيقات التسويق.

المصدر : الصحافة التركية

About Post Author