رحبت مختلف الأطراف بمغادرة أول سفينة شحن محملة بالحبوب الأوكرانية بعد أشهر من الانقطاع بسبب الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، في حين أعلنت واشنطن عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وغادرت أول سفينة محملة بالحبوب ميناء أوديسا الأوكراني اليوم الاثنين منذ توقفه بسبب الحرب، وترفع علم سيراليون، وستتجه إلى لبنان.
وذكرت وزارة الدفاع التركية -في بيان- أن هذه الخطوة تأتي في إطار اتصالات الجانب التركي مع الوزراء والأطراف ذات الصلة والعمل المكثف.
من جانبه، أكد الجيش الأوكراني مغادرة السفينة “رازوني” ميناء أوديسا. ومن المقرر أن تغادر سفن أخرى في إطار الممرات والإجراءات المحددة، كما سيستمر نقل شحنات غذائية أخرى.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مغادرة أول سفينة محملة بالحبوب من ميناء أوديسا بعد أشهر من الحصار الروسي بيوم الراحة للعالم، ولا سيما لأصدقاء أوكرانيا في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
وقال في تغريدة على تويتر إن أوكرانيا ستظل شريكا موثوقا به كما كانت، إذا التزمت روسيا بدورها في الاتفاق.
بدوره، وصف الكرملين خروج أول سفينة تحمل الحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا بأنه أمر إيجابي وفرصة جيدة لاختبار تنفيذ اتفاقيات إسطنبول.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا تأمل تنفيذ جميع الاتفاقيات المتعلقة بتصدير الحبوب من الأطراف كافة، وترجو أن تعمل آلية التنفيذ بشكل فعال.
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن خروج السفن سيتوالى بآلية خروج السفينة “رازوني” التي غادرت اليوم الاثنين ميناء أوديسا في أوكرانيا.
وأوضح في مقابلة مع وكالة أنباء الاناضول أن السفينة “رازوني” ستصل بعد ظهر غد إلى مضيق البوسفور حيث ستخضع حمولتها للتدقيق، ومن ثم تكمل وجهتها.
وشدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على أهمية حل مسألة نقل الحبوب الأوكرانية والروسية، وقال إن نقلها مهم للأمن الغذائي العالمي، وأضاف أن تفاقم مشكلة الغذاء قد يؤدي إلى موجة هجرة خطيرة من أفريقيا إلى تركيا وأوروبا.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مغادرة السفينة المحملة بالحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا اليوم الاثنين إنجاز جماعي هائل لمركز التنسيق المشترك في إسطنبول.
وحذر غوتيريش من أن الناس على شفا مجاعة، وبحاجة إلى نجاح الاتفاقات من أجل البقاء على قيد الحياة.
ورحبت السفارة الأميركية في كييف أيضا بخروج أول سفينة من ميناء أوديسا، وأضافت أن العالم سيراقب التنفيذ المستمر لهذه الاتفاقية التي ينبغي أن تطعم الناس في جميع أنحاء العالم بملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.
أعلنت الولايات المتحدة -اليوم الاثنين- أنها سترسل أسلحة جديدة بقيمة 550 مليون دولار للقوات الأوكرانية التي تواجه الهجوم الروسي، بينها ذخائر لقاذفات الصواريخ التي تزداد أهمية في النزاع.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافة أن هذه المساعدة ستتضمن خصوصًا “مزيدًا من الذخائر لمنظومات (…) هيمارس”.
وبذلك ترتفع القيمة الإجمالية للمساعدة العسكرية الأميركية المقدّمة لأوكرانيا منذ تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن مهامه إلى أكثر من 8 مليارات دولار، وفق المتحدث.
وزوّدت واشنطن حليفتها أوكرانيا بدفعات متواترة من المساعدات من الأسلحة المتطورة، في مقدمتها منظومة هيمارس وهاربون ومدافع هاوتزر، وأسهمت تلك الأسلحة في صدّ وإعاقة الهجوم الروسي المستمر منذ 24 فبراير/شباط الماضي.