وصل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم الثلاثاء إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة مفاجئة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب الروسية على البلاد في 24 فبراير/شباط الماضي.
يأتي ذلك بينما وجّه 30 نائبا ديمقراطيا بالكونغرس الأميركي رسالة إلى الرئيس جو بايدن يدعونه فيها إلى بذل جهود دبلوماسية نشطة لدعم تسوية ووقف لإطلاق النار في أوكرانيا، والانخراط في “محادثات مباشرة” مع روسيا.
وقال المشرعون إن على الإدارة الأميركية مضاعفة الجهود للبحث عن إطار واقعي لتحقيق وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أنه من المفترض أن يتضمن هذا الإطار حوافز لإنهاء الأعمال العدائية تشمل شكلا من أشكال تخفيف العقوبات، وإعطاء المجتمع الدولي ضمانات أمنية لأوكرانيا تكفل حريتها واستقلالها وتكون مقبولة لجميع الأطراف، ولا سيما الأوكرانيين.
وقد كررت روسيا تحذيراتها من أن كييف تستعد لاستخدام “قنبلة قذرة” في أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ستطرح هذه القضية، التي يرفضها الغرب ويعدّها مجرد مزاعم، على مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء.
واتهمت الخارجية الروسية كييف وحلفاءها الغربيين بالتفاوض من أجل تزويد أوكرانيا بمكونات القنبلة القذرة، محذرة من اتخاذ ما قالت إنها إجراءات تؤدي بالعالم إلى كارثة نووية.
وقد نفى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاتهامات الروسية، قائلا إنه اتفق مع نظيره الأميركي على أن ما وصفها بـ”حملة التضليل” الروسية بشأن القنبلة القذرة قد تكون ذريعة لعملية تحضر لها موسكو.
وبينما طالب حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا بألا تستخدم الادّعاءات ذريعة لتصعيد حربها على أوكرانيا، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الولايات المتحدة ترفض مزاعم روسيا العارية من الصحة بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها.
وأضافت أن واشنطن ترحب بموافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إرسال خبراء إلى المنشآت الأوكرانية.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن نفي الدول الغربية تخطيط كييف لتصنيع “قنبلة قذرة” لا أساس له من الصحة، مشيرا إلى أن اتهام موسكو بإمكانية القيام بمثل هذه الخطوة “حديث غير جاد”، وفق تعبيره.
وقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري أميركي أن واشنطن لا ترى مؤشرات على أن روسيا اتخذت قرارا لاستعمال الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية.
على صعيد آخر، قال البنك الدولي أمس الاثنين إنه قدم 500 مليون دولار إضافية لمساعدة أوكرانيا على تلبية احتياجات الإنفاق العاجلة التي نجمت عن الحرب المستمرة على أراضيها.
جاء ذلك عشية مؤتمر ينعقد في برلين اليوم يناقش فيه زعماء عالميون وخبراء تنمية ومديرون تنفيذيون كيفية إعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب الروسية التي دخلت حاليا شهرها التاسع.
وفي ملف الحبوب، اتهمت أوكرانيا روسيا أمس الاثنين بتعمّد تأخير أكثر من 165 سفينة لشحن الحبوب من خلال تمديد عمليات التدقيق التي تنفذ تطبيقا لاتفاق مبرم بشأن هذه الإمدادات الحيوية لبلدان عدة في أفريقيا وآسيا.
واتّهمت وزارة الخارجية الأوكرانية موسكو -في بيان لها- بـ”تقويض الأمن الغذائي العالمي”، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط عليها.
واتفقت روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز على استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية التي ظلت عالقة منذ بدء الحرب، لكن موسكو انتقدت الاتفاق لاحقا، مؤكدة أن العقوبات الغربية التي فرضت عليها تحول دون شحن صادراتها.
ميدانيا، قالت موسكو إنها صدّت محاولات هجوم أوكرانية في دونيتسك وخاركيف وخيرسون وكراسني ليمان، وألحقت خسائر بالقوات المهاجمة، واستهدفت 4 مواقع لقيادة القوات الأوكرانية.
كما أعلنت القوات الموالية لها في خيرسون تشكيل ما وصفته بقوات دفاع إقليمية في المقاطعة.
من جهتها، قالت القوات الأوكرانية إنها شنّت هجوما مضادا في لوغانسك، بينما تستمر المعارك على محاور عدة في مقاطعة دونيتسك.