حرب أوكرانيا.. بدء عمليات الإجلاء من ماريوبول والكرملين ينتقد التعاون الاستخباراتي الغربي مع كييف
أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي -في ختام مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة البولندية وارسو اليوم الخميس- جمع ما يزيد على 6.5 مليارات يورو لمساعدة أوكرانيا والداعمين لها في مواجهة الحرب التي تشنها روسيا.
وانعقد المؤتمر بمشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ومسؤولين كبار من الاتحاد الأوروبي لبحث المساعدات الإنسانية التي ستقدم إلى أوكرانيا، لمواجهة التكلفة الاقتصادية والإنسانية العالية للحرب.
ويأتي ذلك في وقت قالت فيه سلطات ماريوبول إنه تمّ إجلاء 344 شخصا عبر الممر الإنساني إلى زاباروجيا، معظمهم نساء وأطفال وكبار سنّ، في حين رأى الكرملين أن المعلومات الاستخباراتية التي تُقدم لأوكرانيا لن تعوق روسيا.
من جهتها، قالت الإدارة العسكرية في لوغانسك إنه تمّ إجلاء 40 شخصا من 3 بلدات في المقاطعة.
وكانت قيادة الأركان الروسية قد أعلنت فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مجمع آزوفستال لصناعة الصلب -آخر جيب يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول (جنوبي شرقي أوكرانيا)- وذلك لمدة 3 أيام ابتداء من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء بتوقيت موسكو (أيام الخميس والجمعة والسبت).
وقالت -في بيان- إنه خلال هذه الفترة ستقوم قواتها وقوات إقليم دونيتسك الانفصالي بوقف إطلاق النار من جانب واحد، وستنسحب الوحدات إلى مسافة آمنة تضمن انسحاب المدنيين في أي اتجاه يختارونه.
وبخصوص ماريوبول، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال إن هناك مدنيين، من بينهم نساء وأطفال، ما زالوا في المدينة المحاصرة.
ودعا زيلينسكي إلى ضرورة إرساء هدنة مطولة لتأمين عمليات الإجلاء، موضحا أن الأمر سيستغرق وقتا لإخراج الناس من الأقبية ومن الملاجئ تحت الأرض.
يأتي ذلك في وقت أفاد فيه حاكم مقاطعة بيلغورود بتعرض بلدتي جورافليوفكا ونيخوتيفكا لقصف أوكراني أوقع ضررا بمنزل من دون إصابات.
رواية روسيا
من جهتها، قالت روسيا إن مدفعيتها قصفت مواقع ومعاقل أوكرانية عديدة مساء أمس الأربعاء، مما أسفر عن مصرع 600 مقاتل.
وذكرت وزارة الدفاع أن “القوات المسلحة الروسية تواصل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا… وقد قُتل أكثر من 600 قومي، وتم تدمير 61 وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية”.
وأضافت الوزارة أن صواريخها دمرت معدات جوية في مطار كاناتوفو في منطقة كيروفوراد (وسط أوكرانيا)، ومستودعا كبيرا للذخيرة في مدينة ميكولايف الجنوبية، معلنة أيضا تدمير 4 بطاريات مدفعية أوكرانية ومحطة رادار أميركية الصنع.
وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أراضي أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي فيما وصفته بعملية خاصة لتقويض القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية والقضاء على من وصفتهم بأنهم قوميون خطرون.
وعلى الجانب الأوكراني، أفاد رئيس مصلحة السكك الحديدية بوقوع غارة صاروخية استهدفت منشأة تابعة للمصلحة في مدينة دنيبرو.
وفي تطور ميداني آخر، أفاد مراسل الجزيرة بسماع انفجارات عنيفة في مدينة كراماتورسك الأوكرانية ودوي صفارات الإنذار في عموم مدن إقليم دونباس.
جنوبا وفي مدينة أوديسا، قال مراسل الجزيرة إن صفارات الإنذار دوّت في المدينة التي تتعرض لقصف روسي منذ أيام.
وليس بعيدا عن أوديسا، أفاد مراسل الجزيرة بأن منطقة ميكولايف تتعرض لقصف روسي عنيف براجمات الصواريخ وسط دعوات إلى السكان للبقاء في الملاجئ.
تحركات بريطانية
على الصعيد السياسي، بحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إمكانية تزويد بريطانيا لأوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.
كما ناقش الزعيمان تطورات المعارك على الأرض، ومتطلبات الجيش الأوكراني، بما في ذلك أسلحة بعيدة المدى، لمنع قصف المدنيين.
من جانب آخر، قال متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية إن جونسون ونظيره الياباني فوميو كيشيدا اتفقا، خلال لقائهما في لندن، على أن ما وصفاه بالغزو الهمجي الروسي لأوكرانيا شكل نهاية فترة ما بعد الحرب الباردة، وأن هذا الغزو ستكون له تداعيات كبيرة على الاستقرار الدولي.
كما اتفق الزعيمان، وفق المتحدث، على أن الأمن في منطقتي، الأطلسي والمحيطين الهندي والهادي، غير قابل للتجزئة، وأن الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم بحاجة للوقوف متحدة في وجه الأنظمة الاستبدادية.
في الأثناء، أكد رئيس الوزراء الياباني فرض طوكيو عقوبات جديدة على روسيا تشمل تجميد أرصدة 140 شخصا وتوسيع حظر التصدير.
تطورات سياسية
سياسيا أيضا، قال الكرملين -اليوم الخميس- إنه يدرك جيدا أن الولايات المتحدة وبريطانيا ودولا أخرى في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) تزوّد الجيش الأوكراني بمعلومات استخباراتية، مؤكدا أن هذا لن يمنع روسيا من تحقيق أهدافها.
جاء ذلك، في تعقيب المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) يفيد بأن واشنطن قدمت معلومات استخباراتية ساعدت القوات الأوكرانية في قتل قادة عسكريين روس.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن أوكرانيا تحتاج إلى الانضمام بسرعة للاتحاد الأوروبي بخطوات ملموسة، وإن كييف جاهزة لذلك.
ورأى أن انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي يجب أن يتحول إلى حقيقة وليس مجرد وعود، مشيرا إلى استعدادهم لذلك
يأتي ذلك في وقت وصف فيه مفاوض روسي المفاوضات مع الجانب الأوكراني بالصعبة، مشيرا إلى أن ممثلي كييف تراجعوا عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
وفي تطورات متصلة، قالت وزارة الخارجية الروسية -اليوم الخميس- إنها أعلنت 7 دبلوماسيين دانماركيين “أشخاصا غير مرغوب فيهم”، ردا على قرار كوبنهاغن بطرد 15 دبلوماسيا روسيًّا في أبريل/نيسان الماضي، في حين اعترضت موسكو أيضا على تقديم الدانمارك مساعدة عسكرية لأوكرانيا.
وقالت الوزارة إن سياسة الدانمارك المعادية لروسيا تلحق ضررا خطيرا بالعلاقات الثنائية، وإن روسيا تحتفظ بالحق في اتخاذ خطوات أخرى ردا على ذلك.
وقف العنف
وفي شأن متصل، دعا كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي -إثر اجتماع في باريس مساء أمس الأربعاء- إلى “وقف فوري للأعمال العدائية” في أوكرانيا.
وقال الزعيمان، في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع أعقبه عشاء عمل في قصر الإليزيه، إن “فرنسا والهند أعربتا عن قلقهما العميق إزاء الأزمة الإنسانية والنزاع الدائر في أوكرانيا”.
وحاولت الهند موازنة علاقاتها مع روسيا والغرب -على خلفية الخلاف الكبير جراء الحرب في أوكرانيا- لكنها على خلاف الأعضاء الآخرين في دول الحوار الأمني الرباعي، الذي يضم أيضا الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، لم تفرض عقوبات على روسيا.