حرب أوكرانيا.. زيارة مرتقبة لبلينكن وأوستن إلى كييف واستخبارات بريطانيا تكشف عن أسباب تأخر التقدم الروسي
يزور وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن العاصمة الأوكرانية (كييف)، اليوم الأحد، للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي لبحث جداول تسليم شحنات السلاح، وفق ما صرّح به زيلينسكي.
وبينما واصلت القوات الروسية تكثيف هجماتها على مناطق في شرق أوكرانيا وجنوبها مع دخول الحرب شهرها الثالث، رجحت الاستخبارات البريطانية أسبابًا لتأخر التقدم العسكري الروسي.
وفي مؤتمر صحفي عقده في محطة مترو بساحة كييف المركزية أمس السبت وحضره عدد كبير من الصحفيين، جدد زيلينسكي دعوته لإجراء مفاوضات مباشرة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرا أنه لا يمكن إيقاف الحرب إلا من قِبل من بدأها، وفق تعبيره.
وكان زيلينسكي لوّح بالانسحاب من أيّ مفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب إذا نظّمت استفتاء شعبيا في منطقة خيرسون الواقعة جنوبي أوكرانيا بما يمهّد لإعلان استقلالها.
وذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أن مجلس الأمن القومي الأميركي ووزارة الخارجية لم يردّا على طلبات للتعليق على ما ذكره الرئيس الأوكراني بخصوص زيارة الوزيرين بلينكن وأوستن.
وأوضحت الوكالة أنه إذا تم تأكيد ذلك فسيكون بلينكن وأوستن أول المسؤولين الأميركيين الكبار الذين يصلون إلى العاصمة الأوكرانية منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط الماضي.
هجمات مكثفة
وتأتي الزيارة المرتقبة للوزيرين الأميركيين ودعوة زيلينسكي للقاء بوتين في حين كثفت القوات الروسية هجماتها على مناطق عدة شرق أوكرانيا وجنوبها، على نحو أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأعلنت موسكو أنها استهدفت مستودعا للأسلحة الأميركية والأوروبية قرب مدينة أوديسا، كما أعلنت عزمها نشر صواريخ “سارمات” العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية بحلول الخريف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها الجوية دمرت بصواريخ عالية الدقة محطة لوجستية في مطار عسكري بمنطقة أوديسا تُستخدم لتخزين كمية كبيرة من الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، كما قال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن 22 منشأة عسكرية في أوكرانيا دُمّرت.
وكان عمدة مدينة أوديسا قد أكد ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الصاروخي الروسي على مبنى سكني في المدينة إلى 8، ووصف الهجوم بالعمل الوحشي عشية الاحتفال بعيد الفصح، وقال المتحدث العسكري لمنطقة أوديسا إن الدفاعات الأوكرانية أسقطت صاروخ كروز فوق المدينة.
وتتعرض خاركيف (شرقي أوكرانيا) لقصف روسي مكثف منذ صباح الجمعة، خاصة في الأحياء المركزية وسط المدينة وفي منطقة سالتوفكا شمالها، وأعلن حاكم خاركيف أن القوات الأوكرانية شنّت هجوما مضادا على مواقع القوات الروسية شمال المدينة واستعادت بلدات بيزوكي وسلاتيني وبروديانكا.
إجلاء
في الأثناء، لا تزال عمليات إجلاء المحاصرين في مدينة ماريوبول تواجه عقبات كثيرة في ظل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين الروسي والأوكراني بإعاقة سير هذه العمليات، لكن عددًا قليلًا فقط من سكان ماريوبول تمكنوا قبل يومين من الوصول إلى زاباروجيا.
وبينما لقي هؤلاء النصيب الأكبر من الاهتمام يشكو آخرون ممن نزحوا منذ أيام الحرب الأولى من ضعف المساعدات المقدمة لهم.
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي تشن روسيا ما تسميه “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا بهدف نزع سلاحها وضمان عدم انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأدت الحرب التي بلغت اليوم الأحد شهرها الثاني إلى نزوح أكثر من 10 ملايين أوكراني عن منازلهم.
تقرير استخباراتي
قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إنه على الرغم من تحقيق روسيا بعض المكاسب الإقليمية، فإن القوات الأوكرانية كانت قوية في جميع المحاور وكبّدت القوات الروسية خسائر كبيرة.
وفي آخر تحديث لها بشأن مجريات الحرب، أكدت الاستخبارات البريطانية أن الجيش الأوكراني صدّ هذا الأسبوع العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس في دونباس.
ورجحت الاستخبارات البريطانية أن يؤدي ما وصفته بضعف الروح المعنوية لدى الجنود الروس والوقت المحدود لإعادة تنظيم القوات وتجهيزها إلى إعاقة الفعالية القتالية الروسية.
من جانبها، أعلنت قيادة الأركان الأوكرانية أن قواتها صدّت 12 هجوما روسيا في الساعات الـ24 الماضية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد.
وأضافت -في بيان- أن القوات الروسية تنفذ هجمات في منطقة العمليات الشرقية للسيطرة على أراضي دونباس وفتح طريق بري باتجاه شبه جزيرة القرم.
وأشارت قيادة الأركان الأوكرانية إلى أن القوات الروسية أعادت تنظيم صفوفها وشكّلت وحدات صاروخية ومدفعية لدعم الهجوم، كما تواصل شن ضربات صاروخية على البنية التحتية العسكرية والمدنية.
“سارمات”
على صعيد آخر، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بمحاولة إقناع المجتمع الدولي بأن روسيا تستخدم أسلحة سامة وبيولوجية في أوكرانيا، وبأنها تخطط مع كييف لزرع أسلحة كيميائية وبيولوجية في موقع للقوات الروسية بأوكرانيا.
كما أعلنت روسيا أنها تعتزم نشر صواريخ “سارمات” العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية بحلول الخريف، وفق ما صرح به ديمتري روغوزين رئيس وكالة “روسكوزموس” للفضاء لوسائل إعلام روسية.
وقال روغوزين إن الصواريخ ستنشر في منطقة كراسنويارسك في سيبيريا على بعد نحو 3 آلاف كيلومتر شرق موسكو، مشيرا إلى أنها ستوضع في مواقع صواريخ “فوييفودا” نفسها التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وأضاف أن صاروخ “سارمات” سيضمن أمن أطفال روسيا على مدى 30 إلى 40 عاما القادمة، وفق تعبيره.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي نجاح اختبار نسخة مطورة من صاروخ “سارمات” العابر للقارات، وأكدت أنه الأقوى والأكثر قدرة على حمل الرؤوس الحربية.
ويزن الصاروخ “سارمات” -أحدث الصواريخ الباليستية الروسية- نحو 100 طن، وله قدرة على حمل حمولة نووية تقدّر بـ10أطنان، وبهذه الحمولة يمكن أن يسبّب انفجارا أقوى بألفي مرة من القنبلة النووية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945، وفق وسائل الإعلام الروسية.
ويعمل “سارمات” الذي أطلق عليه الروس أيضا اسم “ملك الصواريخ” بالوقود السائل، وينطلق من المنصات المخبّأة تحت الأرض، ويسمح مخزون الطاقة للصاروخ بالتحليق عبر القطبين الشمالي والجنوبي.