حرب أوكرانيا.. زيلينسكي يوجه باستعادة مناطق محتلة
وجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزير دفاعه بالعمل سريعا على استعادة المناطق المحتلة في جنوب البلاد، في حين قالت الاستخبارات البريطانية إن القوات الروسية لم تحقق تقدما كبيرا في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) بعد سيطرتها أخيرا على مقاطعة لوغانسك، وذلك رغم تصاعد وتيرة القصف والعمليات بالمنطقة.
وأصدر زيلينسكي تعليماته لوزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف بوضع خطة مستعجلة بهدف استعادة المناطق المحتلة في الجنوب، في وقت تشن فيه القوات الأوكرانية هجمات مضادة باتجاه مناطق يسيطر عليها الروس في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا (جنوب).
مقالات ذات صلة
- حرب أوكرانيا.. بايدن يتعهد بمواصلة دعم كييف والجيش الروسي يخلي جزيرة الثعبان
- حرب أوكرانيا.. زيارة مرتقبة لبلينكن وأوستن إلى كييف واستخبارات بريطانيا تكشف عن أسباب تأخر التقدم الروسي
- حرب أوكرانيا.. بوتين يتوجه لجميع الأوكرانيين بقرار جديد
وأكد الرئيس الأوكراني أمس الأحد -في رسالة عبر تطبيق تليغرام- أن الجيش الأوكراني صامد، وأنه شنّ هجمات وصدّ أخرى في اتجاهات مختلفة.
وتكررت زيارات زيلينسكي لمواقع متقدمة قرب جبهات القتال، بخاصة في إقليم دونباس الذي تتركز فيه منذ أسابيع الهجمات الروسية.
وأكد الجيش الأوكراني أنه استعاد العديد من البلدات التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية في ريف مقاطعة خيرسون، وأن قواته باتت على مقربة من المدينة.
وبث الجيش الأوكراني صورا قال إنها لاستعادة قواته السيطرة على بلدة إيفانفكا في ريف خيرسون الشمالي بعد طرد القوات الروسية منها، مشيرا إلى أن الروس يشنون هجوما مضادا في المنطقة بهدف استعادة مناطق خسروها أخيرا.
كما قال المتحدث باسم قيادة الجنوب في الجيش الأوكراني إن القوات الأوكرانية قصفت بالمدفعية مقر قيادة الحرس الروسي في خيرسون بجنوب أوكرانيا، وألحقت به أضرارا.
وفي تصريحات أذاعها التلفزيون الأوكراني أمس الأحد، دعت إيرينا فيريشتشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، المدنيين في خيرسون لإخلاء المنطقة بسرعة مع استعداد القوات الأوكرانية لشن هجوم مضاد هناك، من دون أن تحدد موعده.
وبالإضافة إلى خيرسون وزاباروجيا، تخوض القوات الأوكرانية معارك مع القوات الروسية في أرياف مقاطعتي ميكولايف (جنوب) وخاركيف (شمال شرق).
معارك دونباس
وفي التطورات الميدانية أيضا، أفادت الاستخبارات البريطانية اليوم الاثنين في تقييم دوري جديد بأن القوات الروسية تواصل قصفها في شمالي إقليم دونباس، من دون تحقيق تقدم كبير فيه.
وقالت مصادر عسكرية أوكرانية إن القوات الأوكرانية قصفت 5 مستودعات أسلحة روسية في إقليم دونباس في الساعات الـ24 الماضية.
وأضافت المصادر أن القوات الروسية قصفت بالمدفعية وراجمات الصواريخ 16 بلدة في شمال غربي مدينة سلوفيانسك بمقاطعة دونيتسك التي تشكل مع مقاطعة لوغانسك إقليم دونباس.
وفي الإطار نفسه، ذكر حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكراني سيرغي غايداي أن الجيش الروسي نفذ هجمات صاروخية ومدفعية على مناطق مأهولة بالسكان على حدود مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك، في محاولة جديدة وصفها بالفاشلة للتقدم غرب مدينة ليسيتشانسك التي سيطر عليها الروس قبل نحو أسبوع.
من جهته، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية قولها إن القوات الروسية تقصف بالمدفعية خط المواجهة في دونيتسك.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن القضاء على نحو 550 عسكريا أوكرانيا خلال العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الروسية في أوكرانيا خلال اليوم الماضي، وتحدثت عن تدمير مستودع يضم أكثر من 200 طن من الأنظمة الأجنبية المضادة للدبابات في منطقة خاركيف.
وبعد سيطرتها بالكامل تقريبا الأسبوع الماضي على مقاطعة لوغانسك، حوّلت القوات الروسية تركيزها إلى مقاطعة دونيتسك، وكثفت القصف تمهيدا لهجوم محتمل واسع النطاق.
وجراء القصف الروسي، قتل في وقت متأخر من مساء السبت 18 شخصا وأصيب عشرات آخرون عندما أصابت صواريخ مبنى سكنيا في بلدة تشاسيف يار بإقليم دونباس.
وندد الرئيس الأوكراني بالقصف، وقال إن ضباط إنفاذ القانون الأوكرانيين يقومون بكل ما يلزم لتسجيل ما وصفها بجرائم المحتلين.
وفي خاركيف، قتل اليوم 3 أشخاص وأصيب 28 آخرون جراء قصف روسي على المدينة، وفقا للسلطات الأوكرانية.
من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات فجر اليوم في قلب مقاطعة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا)، في حين قالت السلطت في أوديسا (جنوب) إن المدينة تعرضت للقصف بواسطة 4 صواريخ روسية.
وفي تطور منفصل، قالت وكالة “إنترفاكس” الروسية الرسمية إن أندريه سيغوتا رئيس الإدارة المؤقتة لمدينة ميليتوبول الموالي لروسيا تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة. وتقع مدينة ميليتوبول في مقاطعة زاباروجيا.
تدريب أوكرانيين في بريطانيا
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الأحد إن مئات من الجنود الأوكرانيين يتلقون تدريبات في معسكرات عدة في بريطانيا، ضمن المرحلة الأولى من برنامج يهدف إلى تدريب نحو 10 آلاف جندي.
ويعدّ هذا البرنامج جزءا من مساعدات واسعة قدمتها بريطانيا لأوكرانيا بقيمة 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.8 مليار دولار)، وتشمل أسلحة مضادة للدبابات وأنظمة صواريخ ومع
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس خلال زيارته أخيرا أحد معسكرات تدريب الجنود الأوكرانيين “باستخدام الخبرة العالمية للجيش البريطاني سنساعد أوكرانيا على إعادة بناء قواتها وزيادة مقاومتها”.
صراع دولي
في هذه الأثناء، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الحرب في أوكرانيا ليست حربا أوروبية، بل هي صراع دولي يهمّ العالم.
وفي أعقاب مشاركته في اجتماع مجموعة الـ20 في جزيرة بالي بإندونيسيا، صرح بوريل بأن أزمة الغذاء لم تتسبب بها العقوبات الغربية، ونفى أن يكون الاتحاد قد استهدف القطاع الزراعي الروسي، معتبرا أن ما سماها الحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا هي التي أدت إلى تفاقم أزمة الغذاء بشكل كبير.
واتهم روسيا بغزو سلة خبز العالم وتحويل ممرات الشحن في البحر الأسود إلى منطقة حرب، قائلا إنها محاولة متعمدة لاستخدام الغذاء كسلاح بوجه أكثر البلدان ضعفا.
وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنه يتعين على الغرب التضامن مع أوكرانيا بطريقة ملموسة ودحض الأكاذيب الروسية، وفق تعبيره.
وقال بوريل إنهم جادون في المشاركة المتعددة الأطراف لكن روسيا ليست كذلك، مشيرا إلى مغادرة وزير الخارجية الروسي لافروف اجتماع وزراء خارجية مجموعة الـ20 في بالي بعد إلقاء كلمته مباشرة.
في المقابل، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أمس الأحد إنه كان بالإمكان تسوية الوضع في أوكرانيا بالطرق السلمية، لكنه رأى أن ذلك لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة وأولئك الساسة الذين يسيرون على نهجها.
وأشار فولودين في برنامج تلفزيوني إلى أن ما يحدث حاليا سببه أزمة النخب السياسية التي تعيشها أوروبا والتي افتعلتها واشنطن، حسب قوله.