فور انطلاق شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، بادرت كييف إلى تحييد المافيا المشتبه في موالاتها لموسكو والتي ترى فيها طابورا خامسا قد يطعنها في الظهر في أي وقت، وفق تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وسارعت أجهزة الأمن الأوكرانية في وقت مبكر من الحرب للتعامل مع شبكات المافيا القوية التي قدم بعضها من منطقة القوقاز بعد طردها من جورجيا واستقرارها في مدينة أوديسا.
ولإلقاء الضوء على الحرب الأوكرانية الشرسة ضد المافيا الروسية، انطلقت صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية، في تقرير أعدّه مبعوثها الخاص إلى أوكرانيا جاك فولورو، من قصة المواطن الأرميني “أوليغ” أحد الأشخاص الذين وضعتهم كييف تحت المراقبة للاشتباه في تعاونهم مع موسكو.
تشير الصحيفة إلى أن “أوليغ” سُجن من قبل أجهزة الأمن الأوكرانية ثم أطلق سراحه لاحقا، ويخضع الآن للرقابة القضائية.
وتعتقد السلطات أنه يعمل لمصلحة لأرمين سركسيان، زعيم “عصابة دونيتسك”، وهو مرتبط بجماعة إجرامية مقرها في بلدة هورليفكا الخاضعة لسيطرة روسيا في دونباس، وفق تقرير الصحيفة.
ويخشى أوليغ من التعرض للترحيل من أوكرانيا كما حدث للعديد من رجال الجريمة المنظمة من أصل أجنبي في البلد. وحسب مارك جوردينكو الذي يترأس لجنة من المتطوعين الأوكرانيين تساعد السلطات في مواجهة المخططات الروسية في المنطقة، فإن “أكثر من 100 مجرم معروف قاموا بدوريات مع الشرطة عندما هددت موسكو بغزو شواطئ أوديسا، وحمل بعضهم أسلحة أوتوماتيكية وغيرها”.
وتقول لوموند إن عملاء بإدارة الأمن الإستراتيجي الأوكراني يقومون بجولات استطلاعية منتظمة لاختبار ولاء قادة المنظمات المشتبه بها.
ومن الأمثلة الأخرى التي ساقها تقرير لوموند على مطاردة السلطات الأوكرانية للطابور الخامس الروسي في أراضيها الشبهات التي أثيرت حول أشخاص موجودين في مفترق الطرق بين الأعمال والبلطجة والسياسة.
فقد أشار تقرير الصحيفة إلى أن أجهزة الأمن الأوكرانية تشتبه في شخصيات عديدة منها رجال أعمال وسياسيون مثل ألكسندر أنجويرت وفلاديمير جالانتيرنيك، الملقبين “بالملاك” و”الكاردينال الأسود”، وهما رجلا أعمال يعيشان بين لندن وأوكرانيا، وتقول الصحيفة إنهما يحملان مصير أوديسا في راحتيهما.
وتخلص “لوموند” إلى أن الرجلين مقربان من رئيس بلدية أوديسا هينادي تروخانوف الذي اختفى في الأيام العشرة الأولى من الحرب قبل أن يعاود الظهور، وهو يقول “إن من يعرفونني يعرفون أنني سأقاتل حتى النهاية من أجل بلدي”، ويضيف “إننا نبالغ عندما نتحدث عن فكرة الإجرام الموالي لروسيا، فالإجرام لا جنسية له، بل تُسيّره المصالح”.