حرب شوارع في باخموت وروسيا تهاجم أهدافا أوكرانية بطائرات “كاميكازي” الانتحارية
أفاد موقع عسكري روسي بأن المعارك مستمرة للسيطرة على منطقتين في شمال غرب مدينة باخموت الأوكرانية، مشيرا إلى أن قوات فاغنر تخوض حرب شوارع في عدد من أحياء المدينة.
وأكد موقع “ريبار” أن قوات فاغنر تواصل التقدم في المناطق الجنوبية من المدينة، خاصة في منطقة إستاد “أفانغارد”، في حين تدور معارك دامية للسيطرة على منطقة “كراسنويه” جنوب غرب المدينة.
وحسب الموقع، فإن القوات الروسية تواصل تطويق مدينة “أفدييفكا” من الشمال والجنوب مع قصف مواقع تحصينات القوات الأوكرانية داخل المدينة، كما تسيطر القوات الروسية على مدينة نوفوباخموتكا الواقعة شمالي مدينة أفدييفكا.
في المقابل، قالت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا إن 4 مدنيين أصيبوا بجروح في القصف الأوكراني المتواصل على مدينة ومقاطعة دونيتسك، وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية قصفت أمس الخميس 5 أحياء سكنية، في مركز المدينة، بأكثر من 70 قذيفة.
هجوم كاميكازي
وفي باخموت أيضا، نشرت قوات دونيتسك الموالية لروسيا مقطع فيديو لما قالت إنها لحظة تدمير أهداف عسكرية أوكرانية باستخدام طائرات “كاميكازي” المسيرة الانتحارية. وتظهر اللقطات المصورة لحظة تنفيذ الطائرات المسيرة هجمات على مواقع وأهداف عسكرية أوكرانية وتدميرها.
ونشرت وسائل إعلامية مقربة من وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو قالت إنه يوثق الاشتباكات المباشرة وسيطرة القوات الروسية على مواقع أوكرانية في مكان غير محدد. ويظهر المقطع المصور اشتباكات بالأسلحة الخفيفة على موقع للقوات الأوكرانية ووقوع قتلى منهم.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، قال الجيش الأوكراني إن 1020 جنديا روسيا قُتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية في هجمات لم تكلل بالنجاح على ليمان وأفدييفكا ومارينكا وشاختارسكي.
وأضاف الجيش أن القوات الأوكرانية صدت الهجمات مجددا في كل المدن المذكورة، في إطار 80 هجوما روسيًا تمكّن المدافعون الأوكرانيون من صدها على مدى اليوم المنصرم.
قصف صاروخي
وغير بعيد عن باخموت، قُتل 5 أشخاص في ضربة روسية على مركز للمساعدة الإنسانية في بلدة كوستيانتينيفكا شرقي أوكرانيا.
وقالت أجهزة الطوارئ إن بلدة كوستيانتينيفكا تعرضت لقصف صاروخي خلال الليل، أصاب مبنى من طابق واحد، أسفر عن مقتل 3 نساء ورجلين.
وقال مكتب المدعي العام -عبر منصة تليغرام- إن النساء اللواتي انتشلت جثثهن من تحت الأنقاض، كان قد تم إجلاؤهن في السابق من مناطق باخموت وتشاسيف إيار وأوبيتني، التي تضررت بشدة من المعارك.
وقال مكتب المدعي العام إن قذيفة من راجمة روسية مضادة للطائرات من طراز “إس-300” (S-300) أصابت المبنى الذي يضم المركز وسقطت أخرى بجواره.
وفي هجوم آخر، قُتلت امرأة وجُرح 4 مدنيين آخرين في قصف مدفعي على قرية بيلوزيركا بمنطقة خيرسون (جنوب)، وفق مكتب المدعي العام. ولحقت أضرار بمنازل وخطوط كهرباء وغاز من جراء القصف، حسب ما أكدت السلطات.
زيلينسكي يستعجل الأسلحة
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه من غير المقبول تأخير إمداد بلاده بالأسلحة، واعتبر خلال كلمة موجهة إلى اجتماع المجلس الأوروبي أن -ما سماه- “التأخير” في تزويد بلاده بصواريخ بعيدة المدى كبير بالفعل.
وقال زعماء أوروبا -في بيان مشترك أمس الخميس- إن الاتحاد الأوروبي سيعزز الجهود “من أجل المساعدة على الوفاء باحتياجات أوكرانيا العسكرية والدفاعية الملحة”، ورحبوا باتفاق لإرسال مليون قذيفة مدفعية إلى كييف العام المقبل.
يأتي هذا في وقت نشرت فيه السلطات العسكرية النرويجية صورا لإرسال 8 دبابات “ليوبارد-2” (Leopard-2) ألمانية الصنع، وذخائر عسكرية أخرى إلى أوكرانيا، وذلك ضمن ما يُعرف بتحالف الدبابات داخل حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) المشكل لدعم كييف.
ويضم هذا التحالف حتى اليوم -إضافة إلى النرويج- ألمانيا وبولندا والبرتغال وكندا، لإرسال 48 دبابة “ليوبارد-2” إلى أوكرانيا.
وقالت القوات المسلحة النرويجية إنها تقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام الدبابات في بولندا.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع السلوفاكية تسليم أول 4 طائرات مقاتلة من طراز “ميغ-29” (MiG-29) إلى أوكرانيا، وأضافت أنها ستسلمها طائرات أخرى الأسابيع المقبلة.
الزحف إلى كييف
وفي روسيا، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي إن الرئيس فلاديمير بوتين هو من يستطيع تحديد وقت انتهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأضاف أنه لا يمكن استبعاد ذهاب القوات الروسية إلى كييف أو لفيف في أوكرانيا، كما قال إن بلاده لا تحارب النظام الأوكراني بل جيش الناتو.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ميدفيديف قوله -اليوم الجمعة- إن موسكو لا تخطط للدخول في صراع مباشر مع حلف الناتو، وإنها مهتمة بحل الأزمة الأوكرانية من خلال المحادثات، غير أنه حذر من أن أي محاولة أوكرانية للاستيلاء على شبه جزيرة القرم ستشكل مبررا لروسيا لاستخدام “أي سلاح على الإطلاق” ضد كييف ردا على ذلك.
واعتبر ميدفيديف أن العالم تغير بشكل جذري، مشيرا إلى أن “إملاءات الدول الأنجلوساكسونية وصلت نهايتها وعصر الاتفاقيات الإقليمية مثل بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون قادم”.
وفي وقت سابق، حذر ميدفيديف من تداعيات الاستمرار في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، مؤكدا أن ذلك يزيد خطر اندلاع حرب نووية.