حشد ومعارك في خيرسون وباخموت وزيلينسكي يبحث مع الأوروبيين عقوبات إضافية على إيران
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ناقش اليوم الأحد مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين المساعدات المالية لأوكرانيا وفرض مزيد من العقوبات على إيران.
وكتب زيلينسكي على تويتر “ندرك أهمية استمرار مبادرة الحبوب من أجل الأمن الغذائي العالمي. وناقشنا فرض مزيد من العقوبات على إيران ومعارضة تصرفاتها التي تدعم العدوان”.
يتزامن ذلك مع إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا في مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد أن القوات الأوكرانية تحشد عددا كبيرا من الدبابات والعربات المدرعة استعدادا لهجوم كبير على المدينة.
كما أفادت مصادر موالية لموسكو باقتراب قوات فاغنر الروسية من مدينة باخموت الإستراتيجية شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس، حيث باتت تتمركز على بُعد أقل من كيلومترين عن المدينة.
اتهام بالكذب
وكان زيلينكسي قد هاجم في وقت سابق القيادة الإيرانية، متهما إياها بـ”الكذب” بعد إقرارها لأول مرة بأنها قدمت طائرات مسيّرة لروسيا قبل بدء الحرب الأوكرانية.
وقال إن قوات بلاده تُسقط يوميا ما لا يقل عن 10 طائرات مسيّرة إيرانية، في حين تقول طهران إنها زوّدت موسكو بعدد محدود منها قبل الحرب.
وبرر الرئيس الأوكراني اتهاماته بأن عدد المسيرات التي أسقطها سلاح الدفاع الجوي الأوكراني يتجاوز عدد الطائرات المسيّرة “القليلة” التي تحدثت عنها إيران.
وأكد أن بلاده على يقين بوجود عسكريين إيرانيين يدربون الروس على استخدام تلك الطائرات.
كما حذر المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو طهران من تبعات دعمها لموسكو، مؤكدا أن “على طهران أن تدرك أن عواقب التواطؤ في جرائم العدوان الروسي ضد أوكرانيا سوف تفوق بكثير فوائد دعم روسيا”.
هجوم محتمل
وفي آخر التطورات الميدانية، قال كيريل ستريموسوف نائب الحاكم الروسي في منطقة خيرسون إن قوات كبيرة من القوميين الأوكرانيين تحتشد في ضواحي المنطقة، وهم يكدسون كمية كبيرة جدا من المعدات ويحشدون عددا متزايدا من المرتزقة والعربات المدرعة والدبابات الأجنبية استعدادا للهجوم على محورها.
من جانبها، أعلنت الإدارة الإقليمية في مقاطعة خيرسون (موالية لروسيا) عن تشكيل مجموعات من الدفاع الشعبي للرجال المتبقين في المدينة.
وأضافت أنها أجْلت نحو 700 من سكان مدينة كاخوفكا على نهر دنيبرو بشكل إلزامي، مؤكدة أنه سيتم نقل السكان إلى مدينة توباسي جنوبي روسيا، وذلك للحفاظ على حياتهم من خطر أي هجوم أوكراني محتمل، وفق تعبيرها.
وقد انقطعت الكهرباء بشكل تام عن مدينة خيرسون، وسط تحذيرات من أن معركة فاصلة قد تكون على وشك البدء.
كما أفادت وكالات أنباء روسية اليوم الأحد -نقلا عن خدمات الطوارئ- بأن سد نوفا كاخوفكا الأوكراني الذي تسيطر عليه روسيا في خيرسون أصيب بأضرار جراء قصف القوات الأوكرانية له.
ونقلت وكالة تاس عن ممثل لخدمات الطوارئ قوله إن صاروخا أطلقه نظام صواريخ هيمارس الأميركي الصنع أصاب السد وألحق أضرارا به، مشيرا إلى أنها كانت “محاولة لتهيئة الظروف لكارثة إنسانية” من خلال إصابة السد، وفق تعبيره.
من ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عن صد عدد من هجمات الجيش الأوكراني على محور ميكولايف- كريفوي روغ في مقاطعة خيرسون.
وأضاف كوناشينكوف أنه جرى تصفية أكثر من 80 جنديا أوكرانيًّا وتدمير 3 مركبات قتالية مدرعة و4 مركبات على ذلك المحور.
كما قال إن القوات الروسية قتلت نحو 55 جنديا أوكرانيًّا في مناطق متفرقة من جبهات القتال بينهم نحو 40 ممن وصفهم بالمرتزقة من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن دفاعاته الجوية أسقطت مروحيتين للقوات الروسية في خيرسون و6 مسيّرات جنوبي البلاد، كما دمرت 3 مستودعات ذخيرة روسية في بيريسلاف وخيرسون.
فاغنر في باخموت
وفي سياق متصل، قالت وكالة ريا نوفوستي الروسية إن قوات شركة فاغنر باتت تتمركز على بُعد أقل من كيلومترين عن مدينة باخموت.
وقال قائد ميداني في المجموعة إن قواته سيطرت على بلدتين ملاصقتين للمدينة من جهة الجنوب، وإن الجيش الأوكراني يحاول صد هجماتهم باستخدام مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولا سيما المدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ.
بدوره، قال أولكسندر مارتشينكو نائب رئيس بلدية مدينة باخموت المحاصرة في شرق أوكرانيا إن سكان المدينة يعيشون ظروفا قاسية، وإن مدنيين يسقطون بين قتيل وجريح يوميا، في الوقت الذي يستعر فيه القتال حولها بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأضاف “نحن صامدون، ونأمل أن تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية من إبعاد العدو أكثر عن المدينة”.
وباخموت هدف مهم للجيش الروسي في تقدمه البطيء بمنطقة دونيتسك، وهي إحدى المناطق التي أعلن الكرملين ضمها بعد استفتاءات في سبتمبر/أيلول الماضي، وصفتها كييف والغرب بأنها صورية.