يواجه سكان مخيم جبل كلي شمالي إدلب مشاكل صحية وبيئية بعد توقف منظمات عدة عن العمل في مشاريع النظافة بسبب نقص الدعم المالي، ما أدى لتراكم النفايات وانبعاث روائح كريهة، تنذر بانتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين.
ويشرح النازح طارق الناصر للجزيرة مباشر الأوضاع في المخيم ويقول إن “القمامة من سنة ما ترحلت، صرنا نشوف حشرات عجيبة غريبة”، مؤكدًا انتشار الأمراض الجلدية بين الأطفال والكبار في المخيم، داعيًا إلى حل أزمة القمامة في القريب العاجل.
وأكد النازح حسن المحمد انتشار القمامة ما تسبب في إصابة أطفاله بأمراض جلدية منها الجرب وداء “الليشمانيا” (مرض تسببه طفيليات من جنس الليشمانيا)، موضحًا: “الطفل يضل يحك ليطلع الدم بأيده، أولادنا كرهوا الحك من كثر ما بيحكوا”.
وأضاف “البق والذباب والصراصير.. هذه الحشرات كلها منتشرة في مخيم جبل كلي”، آملًا أن تقوم المؤسسات الخدمية برفع القمامة قبل الصيف.
ولفت النازح علي الحلبي إلى لجوء الأهالي للجهود الذاتية إلى رفع القمامة بعد توقف الدعم عن المؤسسات المعنية، مشيرًا إلى استمرار مبادرات جمع الأموال من الأهالي لمدة معينة ثم توقفت على وقع الوضع المادي الصعب للنازحين في مخيمات الشمال السوري “الحالة المادية تعبانة جدًا”.
وشدد المهندس أحمد شحادة، مشرف على مشاريع خدمية” على الآثار السلبية الكبيرة لانتشار القمامة بين مخيمات النازحين في مخيمات الشمال السوري، وما يتبعها من انتشار الحشرات والقوارض ما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتفشيها بين النازحين.
وأكد أن توقف الخدمات أثر بشكل كبير في سكان مخيمات الشمال السوري، التي تتجاوز عددها حاليًا 1500 مخيم، ويبلغ عدد النازحين فيها مليون ونصف المليون، موضحًا أن أسباب توقف الخدمات يعود إلى قلة الدعم المقدم للمناطق الشمالية من سوريا.
وبيّن شحادة أن هناك أكثر من 288 مخيمًا لا يتم توفير أي خدمات فيها حاليًا، وهذه المخيمات في حاجة ماسة إلى ترحيل النفايات، مؤكدا أن هذه المسألة تتطلب تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية للتعامل مع هذه الأوضاع الصحية والبيئية الخطرة، وضمان سلامة سكان المخيمات.