خطط لترامب سيشهدها العالم حال فوزه بالرئاسة
يسعى الجمهوري دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، مما يثير تكهنات بما ستكون عليه الأوضاع في الولايات المتحدة في حال فاز بانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسط تساؤلات عن عمليات ترحيل واسعة، وثأر سياسي من خصومه، أو حتى إحلال السلام في العالم والدخول في عصر ذهبي جديد مثلما يعد في خطاباته الأخيرة.
وفي ما يأتي خطة ترامب الرئاسية لبلاده والعالم، في 5 نقاط:
المهاجرين والترحيل
تعهد ترامب الذي يواجه نائبة الرئيس الحالية الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، بإطلاق أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير القانونيين في تاريخ الولايات المتحدة، منذ اليوم الأول لتوليه مهماته بحال فوزه.
وقال “سنخرجهم بأسرع ما يمكن”، متّهما المهاجرين غير المسجّلين بأنهم يقومون بـ”تسميم دم بلادنا”.
وأكد الرئيس السابق البالغ 85 عاما، والذي لم يتمكن من إنجاز مشروع بناء جدار عند الحدود الأميركية المكسيكية، بأنه لا يمانع “استخدام العسكر” في عمليات الترحيل، وقد ينشئ معسكرات احتجاز لإنجاز التدقيق في ملفات الأشخاص الذين سيكونون هدفا للإبعاد.
وأكد ترامب خلال شريط ترويجي أثناء حملته الانتخابية أنه “في اليوم الأول من ولايتي الجديدة، سأوقّع أمرا تنفيذيا يوضح للوكالات الفدرالية بأنه في ظل التفسير الصحيح للقانون، من الآن فصاعدا لن ينال الأطفال المستقبليون للأجانب غير القانونيين الجنسية الأميركية بشكل تلقائي”.
وأعلن أنه سيعيد تطبيق حظر دخول مواطني عدد من الدول المسلمة الولايات المتحدة، والذي أصدره خلال ولايته الأولى، وذلك بهدف “إبقاء الإرهابيين… خارج بلادنا”، وفق تعبيره.
المناخ
ألغى ترامب خلال ولايته الأولى مفاعيل اتفاق باريس للمناخ 2015، وأكدت حملته أنه يعتزم سحب الولايات المتحدة منه مجددا في حال عودته إلى الرئاسة.
وأبلغ ترامب مناصريه خلال تجمع انتخابي هذا الصيف بأنه يعتزم “وقف الإنفاق المهدِر من بايدن ووضع حد سريع للخديعة الخضراء الجديدة”، في إشارة إلى الإنفاق الذي تعهد به الرئيس الحالي للحد من آثار التغير المناخي.
وأضاف “سألغي التفويض الجنوني للسيارة الكهربائية من جو بايدن الفاسد، وسنحفر يا عزيزي سنحفر”، مستخدما شعارا جمهوريا قديما يدعم مواصلة عمليات الحفر النفطية في الولايات المتحدة وتوسيعها.
وتعهد أن سوف “تنخفض أسعار موارد الطاقة بشكل سريع جدا.. في العديد من الحالات، سنقوم بخفض ما تتكلفونه في مجال الطاقة إلى النصف”.
العملات الرقمية
تعهّد ترامب بجعل الولايات المتحدة “عاصمة البتكوين والعملات الرقمية في العالم”، وتكليف الملياردير إيلون ماسك قيادة عملية تدقيق في أداء الحكومة الفدرالية بأسرها في حال فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية.
ويعتزم الرئيس الجمهوري السابق كذلك فرض رسوم جمركية “على أكثر من 10 بالمئة” من كل الصادرات، على أن تسددها الشركات المستوردة وتاليا زبائنها، عوضا عن الشركات المصدِّرة.
وشدد على أن العائدات التي ستوفرها هذه الرسوم ستتيح “تمويل خفض ضريبي كبير” يطال مختلف الطبقات الاجتماعية.
كما يريد ترامب الذي خاض حربا تجارية شرسة ضد الصين خلال ولايته الأولى، إلغاء اعتبار العملاق الآسيوي “الدولة الأكثر تفضيلا”، وهو وضع ممنوح لها بغرض تعزيز التجارة.
غموض بشأن الإجهاض
لا يفوّت ترامب فرصة للإشارة إلى أنه بفضله، وبفضل 3 قضاة محافظين عيّنهم في المحكمة العليا، شهدت الولايات المتحدة تقليصا كبيرا في القدرة على القيام بالإجهاض. إلا إنه يبقى أكثر غموضا بشأن مستقبل الرعاية الصحية الإنجابية.
وامتنع المرشح الجمهوري عن الدفع باتجاه حظر وطني على الإجهاض، وهي خطوة ستمنحه بلا شك أصوات اليمين الديني، مصرا على أن القرار في هذه المسألة يجب أن يعود لكل ولاية.
وقال “يجب أن تتبع قلبك في هذه المسألة وألا تنسى أن عليك الفوز بالانتخابات”، متعهدا بأن إدارته “ستكون عظيمة للنساء وحقوقهن الإنجابية”.
“المفاجأة” وحربي غزة وأوكرانيا
يكرر ترامب منذ أشهر أنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا “خلال 24 ساعة”، من دون أن يوضح السبيل لذلك.
يعتقد خصومه بأن خطته ستشمل الضغط على كييف من أجل القبول بالتخلي عن أراضِ احتلتها روسيا في 2014 و2022.
وقال خلال مقابلة صحفية “لدي خطة محددة للغاية لوقف (الحرب) بين أوكرانيا وروسيا. ولدي فكرة معيّنة، ربما ليست خطة بل فكرة، بشأن الصين”.
لكن ترامب رفض الخوض في التفاصيل. وقال لمحاوره “إذا أعطيتك إياها، فلن أتمكن من استخدامها”، مشدّدا على ضرورة الحفاظ على تأثير “المفاجأة”.
ولدى اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قدّم ترامب نفسه كمدافع شرس عن إسرائيل. لكنه عدّل نبرته خلال الفترة الماضية، ملمحا إلى عدم “إعجابه” بالطريقة التي تخوض فيها إسرائيل الحرب في قطاع غزة.