نيويورك تايمز: خلاف كبير في حكومة الأحتلال الأسرائيلي بشأن نووي إيران
أورد تقرير نشرته “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين منقسمون بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وأن مسؤولين في جيش الاحتلال واستخباراته يؤيدون الاتفاق، على الرغم من أن الحكومة عارضت أي اتفاق مع إيران.
وأوضح التقرير أن أعضاء رفيعي المستوى في مؤسسات الدفاع والاستخبارات الإسرائيلية يقولون على نحو متزايد إن اتفاقا جديدا على غرار الاتفاق السابق مع إيران سيكون في مصلحة إسرائيل.
وأضاف أن النقاش الذي شمل جيش الاحتلال وجناح استخباراته والموساد كان إلى حد كبير في الخلفية منذ عام 2018، عندما ألغى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الاتفاق النووي، لكن الأمر أصبح أكثر بروزا مع ضغط الرئيس جو بايدن من أجل إحياء الاتفاق، كما فعل هذا الأسبوع، إذ حاول طمأنة الحلفاء، مثل إسرائيل والسعودية، بأن استعادة الاتفاقية ستعزز أمنهم.
لأميركا وإيران مصالح في الاتفاق النووي
ويعتقد كبار المسؤولين الإسرائيليين أن كلا من أميركا وإيران لديهما مصالح كبيرة في إبرام اتفاق، إذ إن طهران حريصة على التحرر من العقوبات الاقتصادية القاسية، في حين ترغب واشنطن، بالإضافة إلى المخاوف الأمنية، في الدفع بالنفط الإيراني من أجل انخفاض أسعار الطاقة.
ويقول التقرير إن القائد الجديد لسلاح المخابرات في جيش الاحتلال، أهارون هاليفا، ومساعديه يجادلون في المناقشات الداخلية بأن أي صفقة، حتى لو كانت بها عيوب كبيرة، ستكون أفضل من الوضع الراهن، حيث تحرز طهران تقدما سريعا في برنامجها النووي. ويقولون أيضا إن ذلك سيجمد أنشطة طهران عند المستويات الحالية، ويمنح إسرائيل الوقت لإعادة بناء قدرتها على مهاجمة البنية التحتية النووية الإيرانية.
من ناحية أخرى، يقول مسؤولو المخابرات الإسرائيلية المطلعون على عمليات الموساد ووجهات النظر السياسية إن قادة الموساد ما زالوا مقتنعين بأن إيران لن تتخلى عن طموحاتها النووية من دون مزيج من العقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية وحملة تخريب واغتيالات ضد المشروع النووي، ويضيفون أن الاتفاق النووي سيلغي -أو يخفض بشكل كبير- كل تلك الجهود، وسيضخ مليارات الدولارات في خزائن إيران.
الضغوط والاغتيالات وعمليات التخريب ضد إيران غير مفيدة
ويرفض المسؤولون العسكريون هذا النهج، قائلين إن عمليات التخريب السرية في السنوات الأخيرة لم تفعل الكثير لعرقلة تطوير إيران مشروعها النووي، بل ربما تدفع إيران للانتقام إما بمفردها أو عن طريق مليشيا تابعة لها.
ويضيف العسكريون أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فإن الولايات المتحدة وأوروبا ستتخليان عن الموضوع. وفي هذه الحالة، قد تُترك إسرائيل وحيدة في الساحة الدولية، في مواجهة إيران التي تتقدم في مشروعها النووي، الذي يقول المحللون إنه على بُعد أسابيع من جمع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع رأس حربي نووي.
أخطر الأخطاء منذ قيام إسرائيل
ونسبت الصحيفة إلى رئيس الموساد الأسبق تامير باردو (في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما) قوله -في مقابلة أجريت معه مؤخرا- إن الخطوة الإسرائيلية لإقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي كانت من أخطر الأخطاء الإستراتيجية منذ قيام إسرائيل، مشيرا إلى أنه، في النهاية، بدلا من الإضرار بالمشروع النووي الإيراني، وضعت إسرائيل نفسها حيث أصبحت إيران أقرب بكثير إلى الحصول على القنبلة.
ونقل التقرير عن جدعون فرانك، الذي شغل منصب رئيس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، قوله إن إسرائيل أمام الاختيار بين بديلين سيئين للغاية “إذا لم يكن هناك اتفاق، فإن إيران، التي يفصلها حاليا نحو أسبوعين عن إنتاج ما يكفي من المواد المخصبة لقنبلة واحدة، وشهرين آخرين لقنبلة أخرى، ستكون قادرة على المضي قدما بوتيرة سريعة”.
وأضاف فرانك أنه إذا كان هناك اتفاق، فستكسب إسرائيل الوقت الذي يسمح لها بإعداد خيار عسكري مهم، لكن من ناحية أخرى، ستحصل طهران على مخزون من المال سيساعدها كثيرا على البقاء، خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط.
والحل، يقول فرانك، أنه “يجب أن تجتهد إسرائيل لإقناع واشنطن باستخدام القوة ضد إيران في حال تجاوزها العتبة النووية”.