ريف حلب- رغم البرد القارس، هجرت مئات العائلات شمالي سوريا المباني ولجأت إلى الخيام ومراكز الإيواء المؤقتة خوفا من توابع الزلزال الذي ضرب البلاد الاثنين الماضي، وبلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر.

مدينة حلب -التي مزقتها الحرب في سوريا إلى عدة أجزاء؛، منها التي يسيطر عليها نظام الأسد، وأخرى تسيطر عليها المعارضة، وثالثة يسيطر عليها الأكراد- كانت أكثر المدن السورية التي دمرها الزلزال، ودمر أجزاء من تركيا أيضا.

 

الهلع الذي يسيطر على السكان في مدينة حلب دفع عمار صطيف (42 عاما) إلى نقل عائلته من مدينة إعزاز (شمال حلب) إلى مخيمات علي بن أبي طالب في منطقة سرمدا (شمال إدلب) على الحدود السورية مع تركيا بعد تصدع بنائه السكني نتيجة الزلزال.

عمار قضى 36 ساعة في سيارته مع عائلته بعد الزلزال، ولم يستطع النوم خلال اليوم الثاني للزلزال بعد تصدع منزله، ولم يعد يأمن على أطفاله البقاء في الشقة السكنية.

ويقول صطيف في حديث للجزيرة نت “استيقظنا في الرابعة صباحا في اليوم الأول للزلزال، ونزلنا إلى السيارة ثم عدنا لتناول الفطور فحدثت هزة أرضية أخرى، ثم عدنا للسيارة وبقينا فيها حتى صباح اليوم التالي”.

الخوف من الهزات الارتدادية دفع المئات إلى اللجوء للخيام (الجزيرة)
الخوف من الهزات الارتدادية دفع المئات إلى اللجوء للخيام (الجزيرة)

هزات ارتدادية

وأضاف “قررنا الذهاب إلى المخيم بعد تصدع الشقة السكنية بشكل واضح، وخشيت من وقوعها على رؤوس أطفالي في حال حدوث هزات ارتدادية قوية أخرى”.

وبدأت مئات العائلات البحث عن مأوى، وذلك بعد تركها الشقق السكنية خشية تعرضها لزلازل أخرى قد تودي بحياة أفرادها بعد مقتل مئات المدنيين جراء سقوط الطوابق السكنية فوق رؤوسهم وهم نيام.

مازن أبو زهير (50 عاما) يملك شقة سكنية يقطن فيها هو وعائلته في منطقة الدانا (شمال إدلب) بالقرب من الحدود مع تركيا، وتركها منذ يومين وقام بشراء خيمة وجهزها للسكن.

اللجوء إلى الخيام بعد تقطع السبل بضحايا الزلزال في سوريا (الجزيرة)
معاناة كبيرة لضحايا الزلزال جراء البرد القارس (الجزيرة)

برد قارس

وقال أبو زهير في حديث للجزيرة نت “لم تغمض عيناي بعد الزلزال، وفي كل ثانية أشعر بأن الشقة ستتحول إلى مقبرة لي ولعائلتي، لذلك قررت تركها والسكن في خيمة بالقرب من المنطقة حتى تنقضي أزمة الزلازل”.

ويصف المعاناة التي تشعر بها عائلته بالقول “نعاني من البرد الشديد بسبب تدني درجات الحرارة، وكذلك الاكتظاظ حيث نعيش 10 أفراد في خيمة تبلغ مساحتها 30 مترا، بالإضافة إلى عدم وجود صرف صحي”.

ولفت إلى أن معظم المدنيين تركوا الشقق السكنية ونزحوا إلى المخيمات ومراكز الإيواء بالتزامن مع تحذيرات تصل بوجود هزات ارتدادية قد تدوم شهرا كاملا.

اللجوء إلى الخيام بعد تقطع السبل بضحايا الزلزال في سوريا (الجزيرة)
الأمطار والهلع يحاصران المتضررين من الزلزال (الجزيرة)

احتياجات المتضررين

وبدأت المنظمات الإنسانية والفرق التطوعية في مناطق ريفي حلب وإدلب (شمال غربي سوريا) بناء مراكز إيواء وتزويدها بالأغطية والتدفئة لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المدنيين.

مصطفى مصطو عضو في فريق صلة التطوعي أشار إلى أنهم قاموا ببناء 5 مراكز إيواء في مدينة إدلب، وذلك بهدف استيعاب أكبر عدد من النازحين من الشقق السكنية الذين لم يجدوا مأوى.

(مراكز إيواء وتوزيع مواد إغاثية من قبل منظمات إنسانية
فريق صلة التطوعي قام ببناء 5 مراكز إيواء في مدينة إدلب (الجزيرة)

وأضاف في حديث للجزيرة نت “رأينا مئات العائلات المشردة في الشوارع لا تجد مأوى؛ فقمنا بتأمين أغطية ومساعدات غذائية وتدفئة ضمن مراكز الإيواء التي هي عبارة عن خيم تقسم بين الرجال والنساء والأطفال”.

ولفت مصطو إلى أنهم يسعون لبناء أكبر قدر من مراكز الإيواء، وذلك بدعم من أفراد سوريين وعرب مغتربين قاموا بتحويل مبالغ مالية لمساعدة السوريين الذين شردهم الزلزال.

المصدر : الجزيرة

About Post Author