أكدت دراسة جديدة لفريق من جامعة “لوند” السويدية، أنه من غير المرجح أن تنقلب الأقطاب المغناطيسية للأرض في المستقبل القريب.

وتأتي هذه الدراسة التي نشرتها دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم “بناس” (PNAS) بسبب ظهور منطقة غامضة في جنوب المحيط الأطلسي، تتناقص فيها قوة المجال المغناطيسي الأرضي بسرعة أكبر، مما أدى إلى تكهنات بأن الأرض ربما تتجه نحو انعكاس القطبية المغناطيسية.

 
منطقة غامضة في جنوب المحيط الأطلسي تتناقص فيها قوة المجال المغنطيسي الأرضي بسرعة أكبر (ويكيميديا كومونز)
منطقة غامضة في جنوب المحيط الأطلسي تتناقص فيها قوة المجال المغناطيسي الأرضي بسرعة أكبر (ويكيميديا كومونز)

التغيرات الحالية ليست جديدة

ووفق بيان جامعة لوند الصادر في السابع من يونيو/حزيران الجاري فإن الدراسة الجديدة جمعت أدلة تمتد إلى ما قبل 9 آلاف عام، وهي تشير إلى أن التغيرات الحالية ليست فريدة من نوعها، وأن هذه المنطقة التي تقع في جنوب المحيط الأطلسي قبالة ساحل أميركا الجنوبية تتميز بمجال مغناطيسي ضعيف، وكانت قد تعطلت الأقمار الصناعية فيها عدة مرات بسبب التعرض لجزيئات مشحونة للغاية من الشمس، وقد صارت المنطقة تعرف باسم “شذوذ جنوب الأطلسي” (South Atlantic Anomaly).

ووفق بيان الجامعة فإن المجال المغناطيسي للأرض، يعمل كدرع غير مرئي ضد البيئة الفضائية التي تهدد الحياة على الأرض، وضد الرياح الشمسية التي من شأنها أن تكتسح الغلاف الجوي.

وهذا المجال المغناطيسي غير مستقر، إذ يحدث انعكاس الأقطاب المغناطيسية على فترات غير منتظمة تبلغ في المتوسط 200 ألف سنة. ووفقا للبيان فإنه خلال 180 عاما الماضية، انخفضت قوة هذا المجال المغناطيسي للأرض بنحو 10%.

commons.wikimedia-VFPt_Earths_Magnetic_Field_Confusion.svg
رسم العلماء خريطة للتغيرات في المجال المغناطيسي للأرض على مدار 9 آلاف عام الماضية (مواقع إلكترونية)

خارطة التغيرات في المجال المغناطيسي

يقول أندرياس نيلسون، الباحث الجيولوجي في جامعة لوند “لقد رسمنا خريطة للتغيرات في المجال المغناطيسي للأرض على مدار 9 آلاف عام الماضية، ومن المحتمل أن تكون الحالات الشاذة مثل تلك الموجودة في جنوب المحيط الأطلسي ظواهر متكررة مرتبطة بالتغيرات المقابلة في قوة المجال المغناطيسي للأرض”.

وتستند نتائج الدراسة إلى تحليل المصنوعات الأثرية المحترقة، والعينات البركانية، ولب حفر الرواسب، وكلها تحمل معلومات حول المجال المغناطيسي للأرض، ويشمل ذلك الأواني الفخارية التي تم تسخينها لأكثر من 580 درجة مئوية، والحمم البركانية التي تجمدت، والرواسب التي ترسبت في البحيرات أو في البحر.

حيث تعمل تلك الأشياء ككبسولات زمنية، وتحمل معلومات حول المجال المغناطيسي في الماضي. وباستخدام أدوات حساسة، تمكن الباحثون من قياس هذه المغناطيسية، وإعادة بناء المعلومات حول اتجاه وقوة المجال المغناطيسي في أماكن وأزمنة محددة.

ويقول أندرياس نيلسون “طورنا أسلوبا جديدا للنمذجة يربط بين تلك الملاحظات غير المباشرة من فترات زمنية ومواقع مختلفة بإعادة بناء خارطة عالمية واحدة للمجال المغناطيسي على مدى 9 آلاف عام الماضية”.

Illustration of sun's rays reaching the Earth, creating the greatest heat in the tropics and impinging at oblique angle towards the poles (solar heating) - stock illustration
الشذوذ في جنوب الأطلسي يختفي في غضون 300 عام، والأرض لا تتجه نحو انعكاس القطبية (غيتي)

ووفق البيان، ومن خلال دراسة كيفية تغير المجال المغناطيسي، تمكن الباحثون من معرفة المزيد عن العمليات الأساسية في لب الأرض والتي يتولد عنها المجال المغناطيسي.

ويمكن استخدام النموذج الجديد لتأريخ كل من السجلات الأثرية والجيولوجية، من خلال مقارنة الاختلافات المقاسة والمنمذجة في المجال المغناطيسي.

الشذوذ سيختفي والأقطاب لن تنقلب

وبشكل مطمئن، فقد قادت هذه النتائجُ الباحثين إلى استنتاج نهائي، يقول عنه أندرياس نيلسون “نتوقع أن الشذوذ في جنوب المحيط الأطلسي سيختفي على الأرجح في غضون 300 عام، وأن الأرض لا تتجه نحو انعكاس القطبية”.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *