دعوا أطفالكم يلعبون خارج المنزل دون قيود ليكونوا أكثر ذكاء وسعادة وصحة
بيروت- اللعب في الخارج يطلق العنان لدى الطفل ليصبح أكثر إبداعا وذكاء وتطورا وقدرة على التكيف وأقل توترا. كما أن اللعب مع الرفاق يؤدي إلى تطوير المهارات الاجتماعية بعيدا عن العزلة، إضافة لتخفيف حدة التوتر والقلق وتحسن المهارات وحلّ المشكلات.
وينصح الخبراء بعدم حرمان الطفل من اللعب المتحرر من القيود والمشاركة بالأنشطة الحركية، وإلا ستكون النتائج سلبية ولا تساهم في تنمية الذكاء الاجتماعي. لكن هل هنالك ألعاب معينة يجب تشجيع الأطفال عليها؟ وكيف يعزز اللعب بالخارج الذكاء؟
ابني لم يعد سعيدا مثل السابق
عبد الرحمن الأسود يتحدث عن ابنه عبيدة (9 سنوات) والذي كان لا يحب الخروج للعب مع أصدقائه، لشدة تعلقه بالأجهزة الإلكترونية لدرجة قللت قدرته على التواصل مع الآخرين بصورة صحيحة، فصار منعزلا ومنطويا على نفسه، وخفت لديه القدرة على الإبداع والعطاء أكثر، ولم يعد سعيدا مثل السابق.
ويضيف الأسود بأنه “اتخذ قرارا حاسما بمنع طفله من الألعاب الإلكترونية سوى مرتين في الأسبوع، وليس لساعات طويلة”. فتفاقمت الأزمة بينهما، لكن من أجل مصلحته ولسلامته الشخصية والجسدية. فالأمر لم يعد محتملا، كما يقول الأب.
وبما أن موسم الصيف قد جاء، قرر الأسود الخروج يوميا مع طفله والقيام بعدة نشاطات مختلفة مثل السباحة وممارسة رياضة كرة السلة، والتسلق وغيرها من النشاطات الترفيهية رغبة باستعادة ابنه، فهو لا يريد خسارته، لأنه من مؤيدي نظرية أن الأطفال الذين يلعبون خارج المنزل أكثر صحة وسعادة وذكاء وقوة.
وبحسب الأسود، تحسن طفله كثيرا جسديا وفكريا، وتغيرت طريقة معاملته مع شقيقته الصغيرة ومع والدته وعاد محبا ولطيفا مع الجميع، كما أنه لم يعد عصبيا ومنطويا على ذاته كالفترات السابقة.
وينصح الأسود كل الأهالي بعدم ترك أولادهم متسمرين فترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية، فالألعاب الرياضية مهمة جدا لتنمية قدرات الأطفال، ومن أهمها ألعاب الدفاع عن النفس وركوب الدراجات وكرة القدم والسباحة.
مخيم صيفي بعيدا عن الألعاب الإلكترونية
وتحاول ديانا الزين تعزيز ذكاء ابنها آدم من خلال اللعب خارج المنزل، لذلك قامت بتسجيله في نشاط رياضي لأنه يعد أمرا حيويا يمنحه الصحة السليمة والتفاعل مع غيره، وتحاول دائما الخروج معه للمشي أو الركوب على الدراجة والاستمتاع بالطبيعة.
كما قامت بتسجيله في مخيم صيفي ليعتاد على الاستقلالية والثقة بالنفس لتنمية مهاراته الحركية والاجتماعية والفكرية، بعيدا عن الألعاب الإلكترونية التي لا جدوى منها سوى الآثار السلبية، وهكذا صارت شخصيته أكثر مرحا وإبداعا ومهارة.
فوائد لعب الأطفال خارج المنزل
تقول الاختصاصية في علم النفس العيادي فاتن زين الدين للجزيرة نت “بكل أسف، في أيامنا هذه، الأطفال يقضون الكثير من الأوقات داخل المنزل في اللعب على الأجهزة الإلكترونية التي تستحوذ على كل انتباههم وتشتت أفكارهم ولا تحفزهم على الخيال وعلى تنمية مهارات جديدة. لذلك، لا بد أن يلعب الأطفال في الخارج لأنهم سيحصلون على فوائد كثيرة بشكل مرح، ومن أهمها:
- تنشيط الابتكار والإبداع بشكل إيجابي: تواصل الأطفال مع غيرهم دون خوف أو خجل، أي على صعيد، يساعد في تنمية المهارات الاجتماعية، إضافة إلى تحسين شخصيتهم نحو الأفضل.
- ممارسة الأنشطة الرياضية: ومنها كرة القدم، أو ركوب الدراجة أو الركض مع الرفاق في الهواء الطلق، أو التسلق، وحب الاستكشاف وحب الطبيعة. فهذه الأنشطة تجعلهم يتقنون مهارات حركية مهمة ويخترعون ألعابا جديدة مع الاعتماد على النفس.
- الصحة الجسدية للأطفال: ومن أهم فوائد اللعب خارجا أنه يجعلهم يحرقون الكثير من الطاقة، ويأكلون بشكل أفضل ويبقون مركزين. وجسم الطفل يتعود على النشاط ويصبح أكثر رشاقة ولديه نظام مناعي أقوى من قبل.
وتضيف اختصاصية علم النفس “كل هذه الفوائد تجعل الطفل أكثر سعادة في حياته وتدفعه ليتطور بصورة أسرع ويتخطى العديد من العقبات، فالأماكن المفتوحة هي مفتاح بناء الشخصية القوية والمستقلة للطفل، فالطفل السعيد ناجح وقادر على تحقيق العديد من النجاحات. والذين يلعبون خارج المنزل أكثر نشاطا وذكاء وإبداعا وسعادة وصحة”.
وتؤكد ضرورة الانضمام إلى المعسكرات الصيفية التي تنظمها المدارس والمؤسسات، فهذه المخيمات تجعل الطفل يعتمد على نفسه وتعزز مهاراته الاجتماعية والقيادية وقدرته على التواصل مع الآخرين.
وتشير الاختصاصية إلى أن الأنشطة المختلفة تساعد في تعديل سلوك الأطفال وتنمية مهاراتهم سواء كانت حركية أو حسية أو اجتماعية.
نصائح لتنمية ذكاء الطفل أثناء اللعب خارج المنزل
أما المربية في رياض الأطفال لينا دملج فتقدم مجموعة من النصائح لكل الأمهات اللواتي يصبن بالقلق والتوتر بشأن تنمية ذكاء الطفل وزيادة مهاراته العقلية والاجتماعية، وهي كالتالي:
- النشاطات الخارجية خاصة في فصل الصيف ضرورية جداً لتعزيز ذكاء الطفل، ومنها ممارسة الرياضة كالسباحة وكرة القدم، والجمباز وكل ألعاب القتال.
- ضرورة مشاركة الأهل اللعب مع أطفالهم فهي تهيئ جوا تفاعليا ونفسيا وعاطفيا وإيجابيا بين الأهل والأبناء. وهذا يكون باللعب العشوائي حيث ينطلق في الهواء الطلق ويمرح ويخرج الطاقة الكامنة داخله.
- الأطفال الذين يقضون أوقاتا في الخارج أكثر صحة ورشاقة وينامون بشكل أفضل. فبقاء الطفل لفترة طويلة في المنزل مع استخدام الأجهزة النقالة والألعاب الإلكترونية كلها تؤدي إلى السمنة والاكتئاب والوحدة وصعوبة في الذاكرة وضعف الجهاز المناعي.
- اللعب في الخارج يؤدي إلى بناء العلاقات والتعلم من التعاون مع غيره من الأطفال بذات العمر.
- تشغيل كل الحواس وهي من أهم المميزات التي يتعلمها الطفل أثناء اللعب في الخارج.
مخاطر اللعب في الخارج
ومع ذلك تحذر المربية دملج من بعض المخاطر لدى قيام الطفل باللعب خارج المنزل، ومن أهمها:
- من الممكن أن يتعرض الطفل للأذى الجسدي مثل السقوط أو حادث بسيط أو إصابة معينة أو كدمات أو رضوض. لذلك من الواجب التنبه لهذه الأمور.
- معرفة الأصدقاء الذين سيلعب معهم في الخارج إذا كانوا جيدين أم لا.
- معرفة البيئة التي يجب أن يلعب فيها إذا كانت ملوثة أم لا حتى لا يتعرض للأمراض.
- الانتباه لعدم التعرض للشمس كثيرا، تحاشيا للإصابة بضربات الشمس القوية.
- قد يتعرض للتحرش أو السرقة أو الأذى من قبل الغرباء أو مجهولين، لذلك يجب التنبيه وتحذير الطفل مسبقا.