طهران – في ظل مثلث الضغط الغربي المتصاعد على إيران -الملف النووي، وحقوق الإنسان، والمسيّرات في أوكرانيا- قال كبير مستشاري وزير الاستخبارات الإيرانية إن “المسيرات الإيرانية تقوم بدور حاسم في الحرب بين روسيا والغرب”، وفق تعبيره.
وأضاف المستشار الذي لم تذكر وكالة إرنا الإيرانية اسمه الأربعاء الماضي أن قدرات إيران بلغت حدا جعل الصين تستعد لشراء 15 ألف طائرة مسيرة من طهران، مشيرا إلى وجود زبائن للمسيرات الإيرانية في 90 دولة.
واعتبر كبير مستشاري وزير الاستخبارات الإيرانية أن تعزيز بلاده علاقاتها مع الشرق وبلوغها هذه المكانة، دفع الغرب لعدم التسامح مع ذلك.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي أعلنت أوكرانيا أنها تمكنت للمرة الأولى من إسقاط طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد-136” في منطقة خاركيف وتستخدمها القوات الروسية.
وجاء ذلك بعد بضعة أسابيع من كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عزم روسيا شراء مئات من الطائرات القتالية الإيرانية المسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا.
ونفت طهران رسميا أن يكون لديها نية لبيع طائرات مسيّرة لروسيا، وقالت إن ما سلمته لموسكو كان قبل الحرب على أوكرانيا.
في هذا السياق، يوضح القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم، أن طهران تنتج أنواع المسيرات وتتاجر بها لتقليص الاعتماد على النفط، ولا تهتم بالمواقف الغربية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى مقدم أن هذا التصريح لا يؤكد تقديم إيران مسيرات حربية لروسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، موضحا أن المسيرات تحمل تقنيات متنوعة، وقد تكون روسيا غيرت فيها وجعلتها حربية. واستدرك بالقول “ربما تكون إيران قد باعت بالفعل مسيرات حربية إلى روسيا، لكن لم تكن بغرض الاستخدام في الحرب، بينما روسيا فعلت ذلك”.
وحول الموقف الذي من الممكن أن يتخذه الغرب حيال هذا التصريح الإيراني، يقول مقدم في حالة الحرب ليس مهما ما يقوله الطرف الآخر، مضيفا أن أميركا والغرب يحاولون الضغط على إيران في ملف المسيرات، وهم أكبر مصدري أسلحة لأحد طرفَي الحرب (يقصد أوكرانيا).
وفي حين لم يصدر تعليق من طهران أو موسكو، أعلنت وسائل إعلام غربية قبل أيام قليلة تدشين إيران مصنعا للمسيرات في الأراضي الروسية، ووفق “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) سيتمكن هذا المصنع من إنتاج 6 آلاف طائرة مسيّرة إيرانية في روسيا، واعتبرت الصحيفة الأميركية هذا الأمر أحدث علامة على تعميق التعاون بين إيران وروسيا.
وفي هذا الإطار، يشير محلل السياسة الخارجية علي رضا فراستخواه إلى ما يصفه بـ “مشروع الضغط على إيران”، لافتا إلى وجود أجندة مشتركة (غربية) في ما يخص موضوعي الملف النووي والمسيرات.
وفي حديثه للجزيرة نت، يتوقف فراستخواه عند ما وصفه بـ “ادعاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي جاء مؤخرا حول بعض أنشطة إيران في منشأة فردو، ثم بيان أميركا والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بغية تحويل الخلافات المتعلقة بالضمانات وقضية الأنشطة النووية الإيرانية إلى نقطة خلاف صعبة، عشية الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين”.
وبهذا التزامن، يعتقد فراستخواه أنه في الوقت الراهن “هناك أداء مشابه في ما يخص دور إيران في الحرب الأوكرانية، لكي تواجه إيران ضغطا من جميع الجوانب في كل القضايا”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قد صرح في يناير/كانون الثاني الماضي أن فريقا من بلاده بحث مع الجانب الأوكراني في بلد ثالث الاتهام الغربي لإيران بشأن تزويد روسيا بمسيرات لاستخدامها في الحرب.
وأكد أن الجانب الأوكراني لم يتمكن من إثبات ادعاءاته بحضور خبراء تقنية ضمن الفريقين، كما قال كنعاني إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أخبر مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، استعداد بلاده لاستئناف المحادثات مع كييف.
وعلى الرغم من المحادثات بين طهران وكييف، ما زال ملف المسيرات الإيرانية في الواجهة.
وفي هذا الصدد، يرى علي رضا فراستخواه أن السبب هو ضعف دبلوماسية الحكومة الإيرانية التي يرأسها إبراهيم رئيسي، مضيفا “على الرغم من نفي المسؤولين الإيرانيين تقديم أي من أنواع الدعم لروسيا أو أوكرانيا في هذه الحرب، وإبداء استعدادهم للتوسط، لكنهم لم يتمكنوا من الخروج من هذه الأزمة باستخدام الدبلوماسية”.