أعلنت روسيا  أنها ستُنشئ 12 وحدة عسكرية وتشكيلات فرعية جديدة غربي البلاد ردا على تعزيز حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) قواته وتوسعه المنتظر في فنلندا والسويد، في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيبحث غدا السبت مع المسؤولين في فنلندا موضوع طلب عضوية الناتو، في ظل رفض أنقرة انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمام مسؤولي وزارته والجيش “بحلول نهاية العام الجاري سننشئ 12 وحدة عسكرية وسننشر وحدات في المنطقة العسكرية في الغرب”، مشيرا إلى “تزايد التهديدات العسكرية على الحدود الروسية”.

وكانت فنلندا والسويد قد تقدمتا رسميا بطلب العضوية إلى حلف الناتو، وتشترك فنلندا مع روسيا بحدود طويلة تناهز ألف كيلومتر، وجاءت هذه الخطوة بعد أن تسبّبت الحرب الروسية في أوكرانيا في تحوّل كبير في سياسات الحياد العسكري التي انتهجتها السويد وفنلندا على مدى عقود.

وأضاف المسؤول الروسي أن التهديدات العسكرية عند الحدود الغربية لبلاده تتزايد بسبب تصرفات واشنطن وحلف الناتو.

تعاظم التوتر

واستعرض وزير الدفاع الروسي ما سمّاها الأسباب العملياتية لتعاظم التوتر العسكري مع الناتو في المنطقة الغربية من بلاده، فقال إنه على مدى السنوات الثماني الماضية زادت رحلات القاذفات الإستراتيجية الأميركية إلى أوروبا من 3 إلى 45 مرة في السنة. وحسب الوزير شويغو، فإن زيارات السفن الأميركية الحاملة للصواريخ الموجهة إلى بحر البلطيق أصبحت منتظمة، ورُصد 24 تحركا من هذا القبيل منذ عام 2016.

 

وأضاف الوزير شويغو أن الولايات المتحدة والناتو رفعا وتيرة التدريبات القتالية بالقرب من حدود روسيا وكان آخرها تدريبات يشارك فيها نحو 40 ألف عسكري من 30 دولة، ويقول شويغو إن الهدف الرئيس للتدريبات هو نقل فرقة أميركية كاملة (بين 10 آلاف و30 ألف جندي) إلى القارة الأوروبية، فضلا عن نشر مجموعة من القوات في 3 اتجاهات إستراتيجية، هي: القطب الشمالي والغرب والجنوب الغربي.

وفي سياق متصل، قالت شركة الطاقة الفنلندية “غازوم” إن روسيا ستقطع واردات الغاز الطبيعي إلى فنلندا بدءا من يوم غد السبت. وذكرت شركة الغاز الروسية “غازبروم” أنها أبلغت نظيرتها الفنلندية بأنها ستوقف تدفقات الغاز إليها بسبب تخلّف الشركة الفنلندية عن دفع قيمة الصادرات الروسية بالروبل الروسي.

 

موقف تركيا

من جهة أخرى، قال الرئيس التركي اليوم إنه سيناقش غدا السبت مع المسؤولين الفنلنديين موضوع طلب العضوية في حلف الناتو، الذي تقدمت به فنلندا والسويد وتعارضه أنقرة بسبب استضافة البلدين الأوروبيين جماعات تصنفها تركيا ضمن الجماعات الإرهابية.

 

وأضاف الرئيس أردوغان أنه تحدث اليوم الجمعة مع رئيس وزراء هولندا مارك روته بشأن موضوع طلب عضوية فنلندا والسويد، كما سيتحدث في الشأن نفسه غدا السبت مع المسؤولين في بريطانيا.
وصرح الرئيس التركي بأن هناك دولا أوروبية كثيرة تعطي ضمانات للإرهابيين مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا والسويد وفنلندا، وأضاف أردوغان أنه يجب إيقاف دعم فنلندا والسويد للتنظيمات الإرهابية، ودعا حلف الناتو إلى عدم قبول انضمام ما سماها الدول الداعمة للإرهاب.

وردا على الاتهامات التركية، قالت وزيرة الخارجية السويدية آن لينده إن بلادها كانت من أوائل الدول التي أدرجت حزب العمال الكردستاني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وإن موقفها لم يتغير، وأضافت الوزيرة -في تغريدة نشرتها عبر حسابها على تويتر- أن حكومة أولوف بالمه كانت أول دولة بعد تركيا تصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية عام 1984، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي تبنّى هذا النهج عام 2002.

وقد استقبلت الدول الأعضاء في حلف الناتو طلبَي فنلندا والسويد بحفاوة، باستثناء تركيا التي أبدت اعتراضها، ولم يتمكن السفراء المجتمعون في بروكسل من التوصل إلى توافق على بدء مفاوضات الانضمام رسميا. وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قد تعهّد بأن تكون إجراءات الانضمام “سريعة وسلسة”، لكن موقف تركيا يستدعي الاستجابة لهواجسها الأمنية قبل المضي قدما في المفاوضات.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *