دبابة روسية مدمرة في خاركيف بعد تقدم القوات الأوكرانية (الأناضول)

دبابة روسية مدمرة في خاركيف بعد تقدم القوات الأوكرانية (الأناضول)

أعلن الانفصاليون في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا تحقيق تقدم على محور مدينة باخموت الإستراتيجية، في المقابل قالت كييف إنها صدّت محاولات الهجوم في هذه المنطقة، وطالبت بمزيد من التسليح وسط تعهد غربي بتقديم منظومات دفاعية مضادة للطائرات والصواريخ.

وعلى أبواب مدينة باخموت في شمال شرقي مقاطعة دونيتسك، تواصل القوات الأوكرانية القتال للحيلولة دون سقوطها بيد القوات الانفصالية الموالية لروسيا المدعومة بمرتزقة شركة فاغنر، والتي سيطرت على بلدتين قرب باخموت.

 

وتبعد المدينة نحو 55 كيلومترا عن مدينة كراماتورسك الإستراتيجية، أهم المدن التي لا تزال بيد سلطات كييف في إقليم دونباس، والتي تتخذها مركزا بديلا لإدارة مقاطعة دونيتسك عوضا عن العاصمة دونيتسك التي سقطت بيد قوات الانفصاليين.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة استخباراتية أن المجموعة العسكرية الخاصة المعروفة باسم مجموعة فاغنر الروسية حققت تقدما تكتيكيا في الأيام الثلاثة الماضية نحو وسط باخموت في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وأنه من المرجح أن تتوغل في القرى بجنوب المدينة.

 

وقالت الوزارة إن روسيا واصلت عملياتها الهجومية في وسط منطقة دونباس وتحقق تقدما “بطيئا جدا”.

وفي مقاطعة خيرسون في الجنوب، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هجوما للقوات الأوكرانية وكبدتها خسائر كبيرة.

 

من ناحية أخرى، قال المدير العام لوكالة الطاقة الدولية رافائيل غروسي إن إنشاء منطقة آمنة في محطة زاباروجيا النووية أصبح أقرب للتحقق بعد أسبوع من المفاوضات مع الجانبين الروسي والأوكراني.

وأضاف غروسي، في تغريدة على تويتر، أن وضع المحطة لا يمكن تحمله، كما أن هناك حاجة إلى إجراءات فورية لحمايتها.

في الأثناء، واصلت روسيا القصف الصاروخي على المدن والبلدات الأوكرانية، حيث سقط أكثر من 40 صاروخا أمس الخميس، بعضها من طراز “إس-300” المخصص للأهداف الأرضية، وكان لمدينة ميكولايف النصيب الأكبر منها.

استعادة المناطق

في سياق متصل، شنّ سلاح الجو الأوكراني أكثر من 30 غارة على مواقع للقوات الروسية والقوات الانفصالية الموالية لها.

وقال حاكم إقليم بيلغورود الروسي فياتشيسلاف غلادكوف إن عمليات القطارات عُلّقت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة بالقرب من نوفي أوسكول، وهي بلدة في الإقليم المتاخم لأوكرانيا، بعد سقوط شظايا صاروخ بالقرب من خط السكك الحديد، ألحقت أضرارا بخطوط الكهرباء.

كما اتهم غلادكوف أوكرانيا يوم الخميس بقصف مبنى سكني في مدينة بيلغورود مركز الإقليم.

 

وأكدت “وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا” في أوكرانيا أن القوات الأوكرانية استعادت أكثر من 600 منطقة الشهر المنصرم.

ومن بين المناطق المستعادة 502 منطقة سكنية في شمال شرقي إقليم خاركيف، و75 في إقليم خيرسون الإستراتيجي، و43 منطقة في إقليم دونيتسك، و7 في لوغانسك.

وفي بيان مصور، قال فلاديمير سالدو حاكم خيرسون الروسي، الذي أعلنت موسكو ضمه إليها أخيرا، “كل يوم تتعرض مدن خيرسون لهجمات صاروخية. لذلك، قررت قيادة خيرسون منح عائلات الإقليم خيار السفر إلى مناطق أخرى من الاتحاد الروسي للراحة والدراسة”.

وشجع سالدو جميع سكان خيرسون على النزوح إلى مناطق أخرى في روسيا، معتبرا أن على الناس “المغادرة مع أطفالهم”.

وبعد صدور بيان سالدو، أصدر نائبه كيريل ستريموسوف بيانا نفى فيه وجود أي خطة لإخلاء إقليم خيرسون، وقال “لا أحد يخطط لسحب القوات الروسية منه”.

 

وقال مسؤولون محليون إن ميكولايف، أقرب مدينة كبيرة إلى خيرسون تسيطر عليها أوكرانيا، تعرضت لقصف روسي مكثف أمس الخميس، أدى إلى تدمير مبنى سكني، ومقتل طفل تحت الأنقاض.

 

تعهد بالتسليح

واختتم وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس الخميس اجتماعاتهم في بروكسل بالتعهد بتسليم منظومات دفاع جوي متطورة للجيش الأوكراني في الأسابيع المقبلة.

ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أمس الخميس، إن أوكرانيا لا تزال تملك نحو 10% فقط مما تحتاجه لحماية نفسها من الهجمات الجوية الروسية.

وأقيم توقيع اتفاق تلتزم بموجبه ألمانيا وأكثر من 12 عضوا أوروبيا في حلف الناتو بالاشتراك في شراء أسلحة للمنظومة المسماة “درع الفضاء الأوروبي”، حيث قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت “نحن نعيش في أوقات خطيرة وممتلئة بالتحديات”.

من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ للصحفيين إن الحلف ليس طرفا في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

 

وأضاف أن الحلفاء سيواصلون دعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديا، معتبرا أن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النووي غير مسؤول وأن الحلف يأخذه بجدية.

التدريبات النووية

وأكد ستولتنبرغ أن الحلف سيراقب من كثب التدريبات النووية الروسية المقبلة، مضيفا “لن نخضع للترهيب… التصريحات النووية الروسية خطيرة ومتهورة ويعلمون أنهم لو استخدموا سلاحا نوويا ضد أوكرانيا سيكون لذلك عواقب وخيمة”.

ورأى ستولتنبرغ أنه “حتى استخدام سلاح نووي صغير سيكون أمرا خطرا جدا، وسيغير بشكل جذري طبيعة الحرب في أوكرانيا”.

أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فقال “أي هجوم نووي على أوكرانيا سيتبعه رد، ليس ردا نوويا بل هو رد قوي من الجانب العسكري لدرجة أن الجيش الروسي سيهلك”.

وامتنع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن التكهن بطبيعة رد الحلف في تلك الحالة، لكنه وصف التهديدات الروسية بأنها “متهورة” و”غير مسؤولة”، وقال في مؤتمر صحفي “وأنا أطالع المؤشرات والتحذيرات، لا أرى أي حاجة لتغيير ما نفعله الآن”.

 

وفي المقابل، قال نائب أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي يمكن أن يشعل حربا عالمية ثالثة، محذرا من أن تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف يجعل أعضاء الناتو “طرفا مباشرا في الصراع”.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author