روسيا تحدد موعدا لاستفتاء ضم أراض أوكرانية والخارجية الأميركية تتهم روسيا بترحيل مئات الآلاف من الأوكرانيين
دعا الحزب الحاكم في روسيا إلى إجراء استفتاء في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية لضمها إلى روسيا، يأتي ذلك مع استمرار المواجهات العنيفة بين الجانبين، وفي وقت تتهم فيه وزارة الخارجية الأميركية روسيا بترحيل مئات الآلاف من الأوكرانيين بمن فيهم الأطفال.
وقال سكرتير المجلس العام لحزب “روسيا الموحدة” الحاكم، أندريه تورتشاك، إن “دونيتسك ولوغانسك (تشكلان معا إقليم دونباس في جنوب شرق أوكرانيا) والكثير من المدن الروسية الأخرى ستتمكن من العودة إلى بر الأمان، والعالم الروسي الذي تقسمه حاليا حدود رسمية سيستعيد وحدة أراضيه” على حد تعبيره.
وكانت موسكو قد اعترفت باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك قبل حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، فضلا عن منطقتي خيرسون وزاباروجيا اللتين يسيطر عليهما الجيش الروسي.
وأضاف تورتشاك، على ما أوردت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء أنه من المناسب تنظيم هذه الاستفتاءات في دونباس وما سماها المناطق المحررة في أوكرانيا في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي يصادف يوم عيد الوحدة الوطنية، الذي تحتفل به روسيا.
وقال إن حزب “روسيا الموحدة” يعمل في هذه المناطق منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية الخاصة ويتواصل مع الناس هناك.
بدورها، نقلت وكالة تاس عن السلطات الموالية لروسيا في خيرسون أن المنطقة تستعد للاستفتاء في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، متوقعة نسبة إقبال بـ80%، وفقا للوكالة.
وسبق لروسيا أن نظمت في مارس/آذار 2014 استفتاء في شبه جزيرة القرم أفضى إلى ضمها إلى الأراضي الروسية.
على صعيد آخر، اتهمت الخارجية الأميركية روسيا بأن قواتها تواصل استجواب واعتقال وترحيل مئات الآلاف من الأوكرانيين بمن فيهم الأطفال. وقالت إن الأوكرانيين يستحقون العدالة وإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيستمرون في الوقوف “متحدين” إلى جانب كييف.
كما قال البيت الأبيض إن الاستخبارات الأميركية تظهر أن روسيا تستخدم مراكز فرز في شرق أوكرانيا وغرب روسيا لاحتجاز آلاف الأوكرانيين، وأضاف أن الكرملين يعتبر عمليات الفرز حاسمة في إطار جهوده لضم المناطق الخاضعة لسيطرته في أوكرانيا.
التطورات الميدانية
وفي آخر التطورات الميدانية لحرب روسيا على أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تسيطر بشكل كامل على مدينة كوديما بمقاطعة دونيتسك، مشيرة أيضا إلى إسقاط طائرتين أوكرانيتين من طراز ميغ 29 في خيرسون، وسوخوي 25 في ميكولايف.
واستمرت المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني في مختلف المحاور والجبهات، واستُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة البرية والجوية، واشتدت المواجهات في الجبهة الجنوبية حيث يواصل الجيش الأوكراني هجماته المضادة في منطقة خيرسون على مواقع القوات الروسية على خط الجبهة.
وفي الجبهة الشرقية، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية في منطقة باخموت بمقاطعة دونيتسك، بينما تعرضت مدن كراماتورسك وخاركيف للقصف الروسي.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين أن سعي كييف لاستعادة خيرسون من القوات الروسية بحلول نهاية العام الجاري يعتبر هدفا طموحا، لكنه ممكن إذا استمرت أوكرانيا في إحراز تقدم عسكري.
وأضافت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن القوات الأوكرانية تحقق مكاسب جنوب البلاد وتسعى إلى استعادة السيطرة على خيرسون بحلول نهاية العام الجاري.
وأوضحت نقلا عن مسؤولين أوكرانيين أن الهدف هو استعادة السيطرة على جميع الأراضي الواقعة شمال أو غرب نهر دنيبرو على الأقل بما في ذلك خيرسون، مشيرين إلى أن القوات الأوكرانية صعدت هجماتها شرقي البلاد لمنع نقل روسيا قواتها إلى الجنوب في محاولة لصد الهجوم الأوكراني المضاد.
كما اعترف رئيس أركان الجيش الأوكراني فاليري زالوجني، اليوم الأربعاء للمرة الأولى، بتنفيذ ضربات صاروخية استهدفت قواعد روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بما في ذلك ضربة تسببت في دمار بمنشأة ساكي العسكرية الشهر الماضي.
وهدد زالوجني بمواصلة هذا النوع من العمليات، مؤكدا أن “مهمة القوات المسلحة الأوكرانية لعام 2023” هي الاستمرار في “تحويل القتال” إلى شبه جزيرة القرم حيث لموسكو “تجمعات كبيرة من القوات” تستخدمها في حربها على أوكرانيا.
محطة زاباروجيا
على صعيد آخر، ما تزال موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بقصف محطة زاباروجيا بما يهدد بوقوع كارثة نووية، ودعت أوكرانيا سكان المناطق المحيطة بزاباروجيا إلى مغادرة منازلهم حفاظا على سلامتهم.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيرشتشوك على تطبيق تليغرام “أناشد سكان الأحياء القريبة من محطة زاباروجيا للطاقة النووية الإخلاء! اعثروا على طريقة للوصول إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا”.
ويتواصل الاهتمام الدولي بمحطة زاباروجيا النووية بأوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن عمليات القصف في الموقع ومحيطه يجب أن تتوقف لتجنّب أي أضرار جديدة قد تلحق بالمحطة.
وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة أن تجدد القصف أضر بخط طاقة احتياطي يربط بين محطة زاباروجيا النووية ومحطة طاقة قريبة.
وكانت الوكالة دعت في تقرير لها إلى اتفاق جميع الأطراف المعنية على إقامة منطقة سلامة وحماية أمنية نووية.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أعرب عن ثقته في تقرير الوكالة لكنه قال إن التقرير أحجم عن القول إن أوكرانيا قصفت المحطة، بسبب ما سماها ضغوطا أميركية على مسؤولي ومفتشي الوكالة، نافيا وجود معدات عسكرية روسية في المحطة.
في المقابل، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووصفه بالجيد. ودعا زيلينسكي لإنهاء وجود القوات الروسية بمحطة زاباروجيا النووية أولا، قبل مناقشة إنشاء منطقة منزوعة سلاح.