محطة زاباروجيا النووية التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ مطلع مارس/آذار 2022 (غيتي)

محطة زاباروجيا النووية التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ مطلع مارس/آذار 2022 (غيتي)

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية إنه بعد 5 أشهر من سيطرة القوات الروسية على محطة زاباروجيا للطاقة النووية ليس ثمة ما يحول بين العالم وكارثة نووية سوى المهندسين الأوكرانيين القائمين على تشغيل المحطة الذين يعملون تحت تهديد السلاح.

وأشارت الصحيفة في تقرير تناول واقع المحطة النووية الأوكرانية إلى أنها سبق أن تعرضت لإطلاق النار والقصف من قبل القوات الروسية في بداية الحرب، وأن الاستهداف حينها كاد أن يتسبب في كارثة، إذ اخترقت رصاصة من العيار الثقيل أحد الجدران الخارجية للمفاعل رقم “4” بالمنشأة التي تحتوي على 6 مفاعلات نووية.

 

وتعتبر محطة زاباروجيا الواقعة في جنوب أوكرانيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وواحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم، ووقعت تحت سيطرة القوات الروسية في مارس/آذار 2022.

وكشف تقرير نيويورك تايمز نقلا عن موظفين في المنشأة عن أن قذيفة مدفعية قد أصابت حينها محولا كهربائيا في المفاعل رقم “6” بالمنشأة، وكان مليئا بزيت التبريد القابل للاشتعال، كما كان المفاعل نشطا، لكن الحادث مر بسلام لحسن الحظ.

ونقلت عن أحد العاملين في المنشأة -وهو مهندس يدعى أوليكسي فضل عدم الكشف عن اسمه العائلي لدواعٍ أمنية- قوله إن عدم نشوب حريق في المفاعل كان صدفة سعيدة.

شبح كارثة نووية

 

وقالت نيويورك تايمز إنه مع تجدد استهداف أكبر محطة نووية في أوروبا بنيران المدفعية بعد 5 أشهر من الحادثين المذكورين آنفا أثار شبح كارثة نووية محتملة انتباه العالم، وتجري الآن مفاوضات عاجلة لترتيب زيارة إلى المحطة من قبل خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ودعا مسؤولون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى أن تكون المنطقة التي توجد فيها محطة زاباروجيا منطقة منزوعة السلاح، وسط تبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالتخطيط لاستهداف المحطة، الأمر الذي عزز المخاوف بشأن أمنها.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الموظفين في المحطة الذين أداروها بحذر شديد على مدى سنوات عديدة أصبحوا اليوم رهائن يعملون تحت “الاحتلال الروسي”، وتقع على عاتقهم مهمة منع وقوع كارثة خلال عملهم تحت أعين القناصة الروس.

وقالت نيويورك تايمز إن القوات الروسية أقدمت على اعتقال نحو 100 من عمال ومهندسي المحطة النووية -وفقا لمسؤولين وسكان أوكرانيين- ما زال 10 منهم في عداد المفقودين.

ونقلت عن سيرهي شفيتس -وهو عامل في زاباروجيا فر منها بعد أن أطلق عليه جنود روس النار في منزله في مايو/أيار الماضي بسبب مشاركته في احتجاجات شعبية ضد الغزو الروسي خلال الأيام الأولى من الحرب- قوله “تخيلوا رجالا ونساء يأتون إلى العمل ويواجهون الجنود المسلحين في كل مكان”.

وأعرب شفيتس (53 عاما) -الذي تمكن من الفرار إلى منطقة تسيطر عليها القوات الأوكرانية حيث ما زال يتلقى العلاج في المستشفى جراء إصابته عن خشيته مما قد يحل بالمحطة النووية والعالم، مضيفا “إنهم مثل قرد يحمل قنبلة يدوية، لا يفهمون حقا التهديد الذي يشكلونه” للمنطقة والعالم.

وتقع محطة زاباروجيا للطاقة النووية في مدينة إنيرهودار بجنوب أوكرانيا على بعد نحو 200 كيلومتر من إقليم دونباس، ويبلغ عدد سكانها نحو 53 ألف نسمة، وبنيت في العهد السوفياتي لإيواء عمال الطاقة النووية.

وقد أنشئت محطة زاباروجيا إثر قرار صدر في عام 1977 عن مجلس وزراء الاتحاد السوفياتي يقضي ببناء محطة وفقا للتصميم القياسي لبناء محطات الطاقة النووية العاملة بمفاعلات الماء المضغوط “بي دبليو آر” (PWR) من نوع “في في إي آر-1000” (VVER-1000)، ليبدأ البناء بالفعل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1977.

وفي أبريل/نيسان 1980 شرعت شركة “إنرغوتوم” (Energoatom) السوفياتية في بناء مفاعل الوحدة الأولى الذي تم الانتهاء منه وتسليمه في 25 ديسمبر/كانون الأول 1985.

وبخطة زمنية مجدولة على مدار نحو 16 عاما شيدت 6 مفاعلات للطاقة النووية بالمحطة، وكان تسليم آخر مفاعل في 17 سبتمبر/أيلول 1996.

وبخلاف زاباروجيا تمتلك أوكرانيا 4 محطات أخرى للطاقة النووية هي تشرنوبل، وريفني، وخميلنيتسكي، ومحطة جنوب أوكرانيا، كما تمتلك كييف 15 مفاعل ماء مضغوط “بي دبليو آر”، 8 منها فقط موصولة حاليا بالشبكة.

المصدر : نيويورك تايمز

About Post Author