جنود أوكرانيون يطلقون قذائف مدفعية تجاه القوات الروسية خارج باخموت على خط المواجهة (رويترز)

جنود أوكرانيون يطلقون قذائف مدفعية تجاه القوات الروسية خارج باخموت على خط المواجهة (رويترز)

أعلنت روسيا تكبيد القوات الأوكرانية خسائر فادحة بمقتل 500 جندي وخسائر كبيرة بالمعدات، في حين أعلنت أوكرانيا صد 130 هجوما خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما أكد المستشار الألماني أن بوتين لن ينجح في “عدوانه”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات يوم أمس السبت، حيث تم القضاء على أكثر من 500 جندي أوكراني وتدمير عشرات الآليات العسكرية.

 

وذكرت كذلك أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت أمس مروحية من طراز “إم آي – 8” تابعة لسلاح الجو الأوكراني، كما تم تدمير مراكز قيادة خاصة بالطائرات المسيرة، وفقا لقناة “آر تي” الروسية.

وفي حين تواصل القوات الروسية جهودها لتطويق مدينة باخموت التي تشكل رمزا ومركزا للحرب في شرق أوكرانيا، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها اليومي إنه تم صد “أكثر من 130 هجوما معاديا” خلال الساعات الـ24 الماضية في عدد من قطاعات الجبهة، لا سيما في كوبيانسك وليمان وباخموت وأفدييفكا.

وأضافت أن “العدو يواصل محاولاته لتطويق مدينة باخموت” من دون أن تضيف أي تفاصيل.

وأكد المتحدث باسم القيادة الشرقية في الجيش الأوكراني سيرغي تشيريفاتي لشبكة “سي إن إن” (CNN) أن القرى الواقعة شمال وغرب باخموت تعرضت للهجوم. وكان قد صرح في وقت سابق بأن الوضع في باخموت “صعب لكنه تحت السيطرة”.

 

والمعركة حول مدينة باخموت الصناعية مستمرة منذ الصيف، وقد أصبحت المدينة رمزا لأنها في قلب القتال بين الروس والأوكرانيين.

وأكد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر المنتشرة على خط الجبهة في باخموت الجمعة، أن قواته “حاصرت عمليا” المدينة ودعت الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى إصدار أوامر بسحب المقاتلين الأوكرانيين منها.

وأكد معهد دراسات الحرب، وهو مجموعة من الخبراء الأميركيين، السبت أن القوات الروسية استولت على مواقع في باخموت قد تسمح لها بتجاوز بعض الدفاعات الأوكرانية.

وأضاف أن “الروس قد يحاولون محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت لكن القيادة الأوكرانية أعطت إشارة بأنها تفضل الانسحاب بدلا من المجازفة بتطويقها”.

 

جزيرة القرم

من ناحية أخرى، أعلن سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، أن استرداد شبه الجزيرة لن يتم إلا عسكريا، مشيرا إلى أنه كانت الأولوية في السابق لتحرير شبه جزيرة القرم عبر الحوار السياسي والدبلوماسية، وهو ما تغير في الوقت الحالي.

 

وأضاف أن مجلس الأمن الأوكراني يحتاج إلى اعتماد الوثائق ذات الصلة، وعلى مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني التصويت لصالحها.

واعتبر دانيلوف، في مقابلة مع قناة محلية أوكرانية، أن تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بمنطقتي، دونيتسك ولوغانسك، بالنسبة لأوكرانيا أمر خطير.

شولتز: بوتين لن ينجح في عدوانه

وفي السياق ذاته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إنه من الضروري أن يفهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن ينجح في عدوانه وعليه سحب قواته، موضحا أن هذا هو أساس المحادثات.

وأشار شولتز، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)، إلى أن مقترحات أوكرانيا تظهر أنها مستعدة للسلام، ولكن هناك قرارات يجب اتخاذها من قبل الرئيس الروسي.

وأضاف بعد لقاء له مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن خطوة سحب الرئيس الروسي قواته من أوكرانيا يجب أن تكون أساسا لأي محادثات سياسية.

 

وفي شأن آخر، قال شولتز إن على ألمانيا إنتاج الأسلحة الرئيسية التي تستخدمها بشكل دائم وتوفير الصيانة لها.

ونوه إلى أن برلين تمكنت من زيادة واردات الغاز المسال من غرب أوروبا وبناء موانئ جديدة في شواطئها الشمالية.

بدورها، قالت فون ديرلاين إن قرار أوروبا التخلي عن الطاقة من روسيا يعتبر تاريخيا، وأنه ليس لدى الاتحاد أي دليل على أن الصين تزود روسيا بالأسلحة.

وقد بدأت في قلعة ميسبيرغ، بولاية براندبورغ الألمانية، أعمال الاجتماع نصف السنوي للحكومة الألمانية، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وتتصدر الاجتماع ملفات عدة؛ أبرزها تعزيز الثقة في العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والاتحاد الأوروبي، والحرب على أوكرانيا، وأزمة الطاقة.

 

تقديرات بريطانية

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، إنه يتم تسليح جنود الاحتياط الروس بالجواريف بسبب نقص الذخيرة.

وقالت الوزارة، في تقريرها الاستخباراتي اليومي، عبر تويتر، إنه في الشهر الماضي، قال جنود احتياط روس إنه تم توجيه الأوامر لهم بمهاجمة موقع خرساني أوكراني وإنهم كانوا مسلحين بـ”الأسلحة النارية والجواريف” فقط.

وأضافت الوزارة أنه “تم نسج أسطورة حول قوة الفتك لأداة الحفر الروسية (إم بي إل 50) في روسيا”.

وأضافت الوزارة أنه “لم يتغير سوى القليل منذ أن تم تصميم أداة الحفر الروسية “إم بي إل 50″ في عام 1869، واستمرار استخدامها كسلاح يسلط الضوء على وحشية القتال منخفض التقنية والذي أصبح يميز الكثير من الحرب”.

وقالت الوزارة إن الأدلة الأخيرة تشير إلى زيادة القتال المباشر في أوكرانيا، وإنه ربما كان هناك “دعم أقل من نيران المدفعية لأن روسيا تفتقر إلى الذخيرة”.

 

وتنشر وزارة الدفاع البريطانية تحديثات يومية منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، في محاولة لمواجهة الرواية الروسية، في حين يتهم الكرملين لندن بشن حملة تضليل.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author