روسيا تكشف حجم استخدامها “للذخيرة المتسكعة” وبريطانيا تتحدث عن “حادثة خطيرة” بأجواء البحر الأسود
أعلنت وكالة أنباء روسية، اليوم الخميس، أن موسكو استخدمت في أوكرانيا مئات المسيّرات الانتحارية محلية الصنع، في وقت كشفت فيه بريطانيا عن حادثة “غير مسبوقة” تعرضت لها إحدى طائراتها فوق البحر الأسود.
ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر مطلع أنه منذ بداية “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، استخدم الجيش الروسي بالفعل عدة مئات من “الذخيرة المتسكعة” محلية الصنع مثل مسيّرات من نوع “كيوب” (Cube) ونوعين من “لانسيت” (Lancet).
وأضاف المصدر أن هذه المسيرات -التي تطلق عليها جهات روسية “ذخيرة متسكعة”- تظهر كفاءة عالية في تدمير أنظمة الصواريخ الأوكرانية المضادة للطائرات، وأنواع مختلفة من محطات الرادار.
وأوضح المصدر أنه “من بين ما يضمن كفاءة هذه الطائرات المستوى المنخفض لطيفها الفيزيائي، بحيث يصعب رصدها بواسطة الرادار والأجهزة الحرارية، وفي نطاق الطيف المرئي أو الصوتي، كما أنه لا يمكن للمسلحين الأوكرانيين سماع صوت تحليق المسيّرة إلا في اللحظة الأخيرة، بعد فوات الأوان”.
وكان مسؤولون أميركيون كشفوا في وقت سابق أن روسيا تسلمت طائرات إيران المُسيَّرة من طراز “مهاجر 6″ و”شاهد 129″ و”شاهد 191” في شهر أغسطس/آب الماضي، الأمر الذي نفته إيران باستمرار.
نفي إيراني
وفي تصريح له اليوم الخميس، جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تفنيده لصحة هذه المعلومات، قائلا إن لدى بلاده “تعاونا دفاعيا مع روسيا لكن ليس من سياستنا إرسال أسلحة ومسيرات لتستخدم ضد أوكرانيا”.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن “الادعاء بإرسال صواريخ إيرانية إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا لا أساس له من الصحة”.
وأكد عبد اللهيان أنه أبلغ منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال اتصال هاتفي أن “سياسة إيران الواضحة هي معارضة الحرب في أوكرانيا”.
في المقابل، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه “رغم النفي الإيراني فإن طهران تزود روسيا بالطائرات المسيّرة”.
صاروخ روسي
وفي سياق متصل، كشف وزير الدفاع البريطاني أن طائرة روسية أطلقت صاروخا مرّ بالقرب من طائرة بريطانية كانت تقوم بدورية في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود.
وأوضح بن والاس في خطاب أمام البرلمان اليوم الخميس، أن صاروخا أطلق من طائرة روسية مر بالقرب من طائرة غير مسلحة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف أن بريطانيا أوقفت الدوريات بعد هذا الحادث، ونقلت مخاوفها إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وذكر أن روسيا بررت الحادث بسبب “عطل فني”، مؤكدا أن بلاده استأنفت فيما بعد الدوريات، مشيرا إلى أن التحليلات البريطانية في الحادث تتوافق مع التصريح الروسي بأن الحادث ناجم عن خلل فني.
جبهة خيرسون
ميدانيا، قالت وكالة “رويترز” إن القوات الأوكرانية تشدد الخناق على القوات الروسية في مدينة خيرسون، حيث تحتدم المعارك.
وتعتبر خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ بدء الحرب قبل 8 أشهر.
وبدأت الإدارة التي عيّنتها موسكو إخلاء المدينة وإجلاء آلاف المدنيين، وسط توقعات بهجوم أوكراني كبير.
وقد بث التلفزيون الرسمي الروسي لقطات لأشخاص يفرون بالقوارب عبر نهر دنيبرو، في ما يبدو أنه نزوح جماعي.
وقد أقرت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الأوكرانية اخترقت الدفاعات الروسية في خيرسون، لكنها أكدت أنها تصدت للهجوم وأعادت الوضع إلى ما كان عليه.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية تكبّدت خسائر على محور خيرسون، حسب تعبيره.
وفي إقليم دونباس، تواصلت المعارك، حيث هاجمت روسيا بطاريات مدفعية “هاوتزر”، وأنظمة دفاع جوي أوكرانية.
الضربات والضربات المعاكسة في الشرق أسفرت عن سقوط ضحايا وفق السلطات المحلية الموالية لروسيا التي تحدثت عن سقوط ضحايا في قصف أوكراني.
يأتي ذلك بينما يتصاعد الحديث عن تدخل المسيّرات في سير المعارك، مع تزايد الهجمات الروسية.