في ذكرى مرور نصف عام على الصراع في أوكرانيا نشرت صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية مقالا للمؤرخ الأميركي تيد ويدمر حاول فيه استخلاص الدروس من حرب القرم (1853-1855) بين روسيا وتحالف ضم بريطانيا وفرنسا والدولة العثمانية، قبل أن تتوصل الأطراف المتحاربة إلى اتفاق سلام.
واستخلص ويدمر -وهو محاضر في جامعة مدينة نيويورك- من حرب القرم التي خسرتها روسيا 5 دروس:
عندما اندلعت الحرب في شبه جزيرة القرم عام 1853 تبين أن كل التوقعات بشأنها لم تكن دقيقة، بما في ذلك الاعتقاد السائد آنذاك بأن الجيش الروسي لا يُقهر، خاصة عندما يكون القتال بالقرب من وطنه الأم.
وبدأت الحرب لأتفه الأسباب إثر نزاع بين الرهبان الروس والفرنسيين حول من يملك الحق بكنيسة المهد في بيت لحم، مما حدا بإمبراطور روسيا نيقولا الأول إلى غزو الإمبراطورية العثمانية.
كان الجيش الروسي قبل حرب القرم مهابا في أوروبا، لكن سرعان ما انكشف ضعفه، وكان يضم بين أفراده مجندين شبانا وأرقاء يعملون في الزراعة، وقد خسرت روسيا معظم الاشتباكات وأنهت الصراع بعد أن تلطخت سمعتها العسكرية.
سمح اختراع الكاميرا والتلغراف لجيل جديد من الشهود بتغطية حرب القرم بالتفصيل، حيث أولوا اهتمامهم لجرائم الحرب التي ارتكبت.
وأرسل الصحفيون من جبهات القتال أخبار وقصص المعارك إلى قرائهم في لندن وباريس والولايات المتحدة، ومن بين أولئك الصحفيين المراسل الألماني كارل ماركس المقيم في لندن آنذاك.
أنهت معاهدة باريس الأعمال العدائية في عام 1856، لكنها تركت العديد من المخاوف الأخرى دون معالجة، بما في ذلك سهولة اختراق حدود جنوب شرق أوروبا، وقد أطلقت حرب القرم العنان لتقلبات جديدة في سياسات القوى العظمى ولاندلاع سلسلة من الحروب الصغيرة.
بعد وفاة والده الإمبراطور نيقولا الأول في 1855 اعترف ابنه ألكسندر الثاني بالهزيمة بعد أن أدرك أن أداء روسيا مرتبط ببنيتها الطبقية الصارمة واعتمادها الشديد على الرقيق، فكان أن أصدر إعلانا حرر بموجبه العبيد.