“روسية إلى الأبد”.. بوتين يوقع مرسوما بضم 4 مناطق أوكرانية ومُسيرات إيرانية تقصف منطقة كييف
استكمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء رسميا ضم نحو 18% من مساحة أوكرانيا، في وقت تكافح فيه القوات الروسية لعرقلة هجوم أوكراني مضاد على أجزاء واسعة من المناطق التي جرى ضمها.
وفي أكبر توسيع للأراضي الروسية في ما لا يقل عن نصف قرن، وقع بوتين قوانين لضم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية ومنطقة خيرسون ومنطقة زاباروجيا إلى روسيا.
وأعلن مجلس الدوما، الغرفة الأدنى بالبرلمان الروسي، أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع 4 قوانين دستورية اتحادية بشأن دخول جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وزاباروجيا وخيرسون إلى روسيا الاتحادية”.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الكرملين تأكيده أن المناطق التي تم ضمها إلى روسيا ستبقى روسية إلى الأبد.
وأعلنت روسيا عمليات الضم بعد إجراء ما سمتها استفتاءات في مناطق تسيطر عليها من أوكرانيا. في حين قالت كييف وحكومات غربية إن التصويت ينتهك القانون الدولي، وكان قسريا ولا يمثل سكان المناطق التي أجري فيها.
ولا تسيطر القوات الروسية بشكل كامل على المناطق التي تم ضمها. ويصل إجمالي ما ضمته نحو 18% من الأراضي الأوكرانية، إلا أن الحدود الدقيقة لهذه المناطق غير واضحة.
وأظهرت خرائط عرضتها وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء انسحابات سريعة للقوات الروسية في شرقي أوكرانيا وجنوبيها حيث تتعرض لضغوط قوية من الهجوم الأوكراني المضاد.
مسؤول روسي بخيرسون: التقدم الأوكراني توقف
على الصعيد الميداني، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن كيريل ستريموسوف المسؤول الروسي في منطقة خيرسون بأوكرانيا قوله اليوم الأربعاء إن تقدم الجيش الأوكراني هناك توقف.
وقال ستريموسوف إن القوات الروسية في المنطقة تعيد تجميع صفوفها لشن هجوم مضاد وسط مكاسب أوكرانية سريعة، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة.
ونقلت الوكالة عنه قوله إن القوات الروسية “تجري عملية إعادة تجميع من أجل حشد قوتها وتوجيه ضربة انتقامية”.
وحققت القوات الأوكرانية انفراجة كبيرة في منطقة خيرسون الجنوبية هذا الأسبوع، مما أجبر القوات الروسية على التخلي عن مواقعها التي كانت تسيطر عليها منذ مارس/آذار الماضي.
وفي السياق ذاته، أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي أن الولايات المتحدة وبريطانيا تريدان نقل الأعمال القتالية من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية.
هجمات بمسيرات إيرانية على منطقة كييف
من جهة أخرى، جرح شخص في هجمات بطائرات مسيرة إيرانية الصنع استهدفت بلدة بيلا تسركفا على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب كييف، كما أعلن حاكم المنطقة اليوم الأربعاء، في هجوم هو الأول من نوعه في هذه المنطقة.
وقال الحاكم أوليكسي كوليبا على تلغرام “خلال الليل، نفذ العدو ضربات بطائرات مسيرة انتحارية من طراز شاهد-136 استهدفت بيلا تسركفا، وتسببت في حرائق”.
وأوضح أنه “وقعت 6 ضربات وانفجارات”. وأبلغ عن إصابة شخص وإلحاق أضرار بالبنية التحتية في هذه المدينة التي كان يقطنها نحو 200 ألف نسمة قبل الحرب، وتضم عدة وحدات عسكرية.
ومن جانبها، أشارت القيادة العسكرية الأوكرانية في الجنوب إلى أنها أسقطت 6 طائرات مسيرة من الطراز نفسه خلال الليل في منطقة ميكولايف.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أبلغت أوكرانيا بأولى هجمات روسية نفذت باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع، لكنها استهدفت حتى الآن بشكل أساسي جنوبي البلاد، بما في ذلك مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود.
وسلمت إيران المئات من المسيرات إلى روسيا، على الرغم من تحذيرات واشنطن، بحسب وسائل إعلام.
وقالت كييف في وقت لاحق إنها قررت تقليص الوجود الدبلوماسي الإيراني في أوكرانيا بسبب إمدادها روسيا بطائرات مسيرة، وبالمقابل أعربت طهران عن أسفها لقرار كييف، معتبرة أنه “مبني على تقارير غير معتمدة وأجواء مثارة من قبل وسائل إعلام خارجية” معادية لإيران.
سفير روسي يحذر من مخاطر الدعم العسكري لأوكرانيا
من ناحية أخرى، قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف إن قرار واشنطن إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا يشكل تهديدا لمصالح موسكو، ويزيد من خطر اندلاع صدام عسكري بين روسيا والغرب.
وأضاف أنتونوف على تطبيق تلغرام اليوم الأربعاء “نرى أن هذا يمثل تهديدا مباشرا لمصالح بلدنا الإستراتيجية”.
وأردف “توريد الولايات المتحدة وحلفائها المنتجات العسكرية (لأوكرانيا) لا يؤدي فقط إلى مزيد من إراقة الدماء والخسائر الجديدة، وإنما يزيد -كذلك- من خطر حدوث صدام عسكري مباشر بين روسيا والدول الغربية”.