300 يوم على اندلاع الحرب.. زيلينسكي في واشنطن لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية وبوتين يعقد اجتماعا عسكريا مهما
يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، في البيت الأبيض قبل أن يلقي الأخير كلمة أمام الكونغرس، في حين سيعلن بايدن مساعدة “كبيرة” جديدة لأوكرانيا، وفق ما أعلنت الناطقة الرئاسية الأميركية كارين جان-بيير في بيان.
وأكدت الناطقة الأميركية أن الزيارة -وهي أول زيارة خارجية لزيلينسكي منذ بدء الحرب الروسية على بلاده- تؤكد استمرار دعم الولايات المتحدة لكييف “طالما اقتضت الضرورة” مشيرة إلى أن المساعدات الجديدة ستتضمن نظام باتريوت للدفاعات الجوية المتطورة وقنابل دقيقة.
وكانت آخر مرة غادر فيها زيلينسكي أوكرانيا لحضور مؤتمر ميونخ للأمن في 19 فبرار/شباط، وفقا لجدول أعماله الرسمي.
وأوضحت جان-بيير إن زيارة زيلينسكي لواشنطن تأتي تلبية لدعوة من الرئيس بايدن، للتأكيد على الالتزام بدعم أوكرانيا أمنيا واقتصاديا وإنسانيا مهما استغرق ذلك من وقت.
وكان زيلينسكي أعلن في تغريدة على حسابه في تويتر أنه في ذاهب إلى الولايات المتحدة “لتعزيز قدرات أوكرانيا على الصمود والدفاع” مضيفا أنه سيناقش مع الرئيس الأميركي “التعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة” كما سيلقي كلمة أيضا في الكونغرس ويشارك في “عدد من الاجتماعات الثنائية”.
وتتزامن زيارة زيلينسكي مع مرور 300 يوم على اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا.
وكشف مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية أن بايدن سيعلن عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار تتضمن صواريخ باتريوت وقنابل دقيقة، مضيفا أن واشنطن لا تسعى للانخراط في حرب مباشرة مع روسيا وكل ما تفعله هو دعم الشعب الأوكراني.
وأضاف المسؤول الأميركي أن روسيا لم تظهر حتى الآن أي نية للانسحاب من أوكرانيا، ولم تظهر أي مؤشر منها لإنهاء الحرب بشكل منصف.
وغداة زيارته إلى باخموت بإقليم دونباس شرقي البلاد، قال زيلينسكي إنه سيفعل المستحيل من أجل حصول القوات التي تقاتل في باخموت على كل ما تحتاجه من قدرات عسكرية لتنفيذ مهمتها على أكمل وجه، وأضاف أن تلك القوات لا تدافع عن باخموت فحسب وإنما عن كامل إقليم دونباس وأوكرانيا.
اجتماع روسي
وتعليقا على زيارة زيلينسكي لواشنطن قال الكرملين إنه لا فرصة لمحادثات سلام مع استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، واعتبر أن تسليم أسلحة أميركية جديدة إلى أوكرانيا يؤدي إلى تفاقم الصراع.
في إطار آخر، قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد اليوم اجتماعا موسعا لقيادة وزارة الدفاع لبحث نتائج عمليات القوات المسلحة خلال هذا العام، وتحديد مهامها للعام المقبل. وأكد الكرملين أن خطاب بوتين اليوم سيكون “مهما وضخما للغاية”.
وكان بوتين قد قال إن بلاده تتعرض مرة أخرى للتحدي، واصفا الفترة الحالية بالصعبة والمهمة.
وقد حذرت روسيا الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، من تزويد أوكرانيا بنظام باتريوت. وقالت موسكو إن مثل الأسلحة الثقيلة الأخرى ستصبح “أهدافا مشروعة ذات أولوية” للقوات الروسية، بحسب المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا.
قصف متواصل
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الأوكراني عن استمرار القصف الروسي على مقاطعات ميكولايف ودنيبرو وزاباروجيا وخاركيف ومناطق سيطرة القوات الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك.
وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن القوات الروسية تسحب بعض وحداتها القتالية من بعض المناطق على طول الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، بالتزامن مع استمرار القصف الأوكراني على مواقع القوات الروسية ومع قصف متبادل عند ضفتي النهر.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الماضية 21 ضربة جوية على مواقع البنية التحتية والمناطق السكنية جنوب وشرق البلاد، وشنت أكثر من 60 هجوما من أنظمة صاروخية.
كما صدت القوات الأوكرانية -حسب هيئة الأركان- هجمات للقوات الروسية في خاركيف وفي اتجاهي باخموت وأفدييفكا شرقي أوكرانيا، مشيرة إلى أن القوات الروسية تواصل عملياتها الهجومية هناك.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على مرتفعات وخطوط أمامية جديدة في محور دونيتسك، كما أشارت إلى تدمير خزانات للنفط قرب أندرييفكا في مقاطعة خاركيف، مضيفة أن القوات الروسية استطاعت أن تؤمن لنفسها أيضا موطئ قدم في مدينة باخموت.
من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة إن خيرسون جنوبي أوكرانيا تشهد قصفا متبادلا بين القوات الأوكرانية والروسية.
على صعيد آخر، قالت وكالة ريا نوفوستي -نقلا عن مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا- إن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سيزور موسكو غدا. وأضافت أنه سيناقش في موسكو إمكانية إنشاء منطقة آمنة حول محطة زاباروجيا النووية.