زيلينسكي يطالب المجتمع الدولي بتغطية عجز بلاده وبوتين يسعى لتسريع آليات اتخاذ القرار في الحرب
طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي اليوم الثلاثاء المجتمع الدولي ببذل جهود مالية لتغطية عجز الميزانية المتوقع لبلاده العام المقبل بقيمة 38 مليار دولار بسبب الحرب، في حين أكد نظيره الروسي فلاديمير بوتين حاجة بلاده إلى تسريع آلية اتخاذ القرارات في ما سماه العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وخلال مؤتمر دولي مخصص لإعادة إعمار أوكرانيا في برلين، حض زيلينسكي القادة الأوروبيين على تقديم دعم مالي أكبر لبلاده، بعد أكثر من 8 أشهر على إرسال بوتين قوات بلاده إلى أوكرانيا.
وقال زيلينسكي -في اتصال فيديو- “في هذا المؤتمر بالذات ينبغي اتخاذ قرار بشأن مساعدةٍ تغطي عجز ميزانية أوكرانيا العام المقبل”، مضيفا “أنه مبلغ كبير جدا، عجز بقيمة 38 مليار دولار”.
وأوضح زيلينسكي أن الهجمات الصاروخية الروسية دمرت أكثر من ثلث البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا؛ مشيرا إلى أنه لا يمكن تأجيل هذا الجزء من إعادة الإعمار إلى ما بعد الحرب.
من ناحيته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن إعادة إعمار أوكرانيا ستكون “مهمة جيل” يتعين أن تبدأ على الفور، حتى وإن تواصل الغزو الروسي.
ورأى أن المسألة “ليست أقل من وضع خطة مارشال جديدة للقرن 21، مهمة جيل يجب أن تبدأ الآن”.
من جهته، قال الرئيس الروسي إننا نحتاج إلى تسريع آلية اتخاذ القرارات في ما يتعلق باحتياجات العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وأضاف بوتين أنه من غير الممكن الاستغناء عن التنسيق داخل الهياكل الحكومية والأقاليم.
ميدانيا، وضعت القوات الروسية نصب أعينها انتزاع مساحات في دونباس، المنطقة الصناعية الواقعة شرقا، وذلك بعد إبعادها عن كييف في بداية الغزو ومن منطقة خاركيف (شمال شرق).
ففي باخموت (البلدة التي يسعى الروس منذ أسابيع للسيطرة عليها) شاهد أحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية تصاعد الدخان رغم المطر الغزير، وإسقاط صاروخ أوكراني لطائرة مسيرة روسية.
وقالت قيادة الأركان الأوكرانية إنها تمكنت من صد هجمات لقوات “فاغنر” في المنطقتين الجنوبية والشرقية من مدينة باخموت، وإنها أوقعت خسائر في صفوف القوات المهاجمة.
من جهة ثانية، قالت السلطات الموالية لروسيا في مدينة مليتوبول (جنوبي أوكرانيا) -التي تسيطر عليها حاليا القوات الروسية- إن سيارة مفخخة انفجرت على مقربة من مكاتب إحدى وسائل الإعلام المحلية، مما أدى إلى جرح 5 أشخاص.
كما قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون إن خطوط الدفاع الروسية في المقاطعة لم تتغير، وإن الجبهة قوية ومستقرة.
وأضاف ستريموسوف أن الانتصارات في ما سماه “المنطقة الرمادية” انتهت. في إشارة منه إلى التقدم الذي كانت أعلنته القوات الأوكرانية في خيرسون خلال الأسابيع الماضية.
في المقابل، أكدت القوات الأوكرانية استمرار عملياتها العسكرية في محوري سفاتوفا وكريمينا، في مقاطعة لوغانسك (شرق)، حيث قالت القوات الأوكرانية إنها الآن باتت على بعد أقل من 6 كيلومترات عن مدينة كريمينا.
وأشارت قيادة الأركان إلى إحرازها تقدما في جبهة هورليفكا (شرقي لوغانسك). ونقل مراسل الجزيرة في دونيتسك عن السلطات المحلية الموالية لروسيا في المقاطعة أن مدنيا أصيب بجروح جراء قصف أوكراني على مناطق مختلفة من بينها كيروفسكي وكوي بيشوفسكي.
كما أعلنت السلطات المحلية أن القوات الروسية هاجمت القوات الأوكرانية المحصنة في مدينة أفْدِييفكا.
وفي لوغانسك، أفادت السلطات المحلية بأن القوات الروسية تستهدف القوات الأوكرانية التي تمكنت من السيطرة على بعض البلدات خلال الساعات الماضية.
وأفادت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية بأن سيارة انفجرت قرب مبنى لمحطة تلفزة في ميليتوبول بزاباروجيا، وأشارت المعلومات إلى جرح 5 أشخاص جراء الانفجار.
نظام دفاعي قديم
وذكرت وكالة رويترز -نقلا عن مسؤولين أميركيين- أن واشنطن تدرس إرسال نظام دفاع جوي قديم من طراز “هوك” إلى أوكرانيا، لمساعدتها في التصدي للطائرات المسيرة وصواريخ كروز.
وأضاف المسؤول الأميركي أن نظام “هوك” للدفاع الجوي هو النسخة الأقدم من نظام “باتريوت”، مشيرا إلى أن تسليم أنظمة “باتريوت” لأوكرانيا لا يزال غير مطروح لدى الإدارة الأميركية.
في حين قالت وكالة إنترفاكس إن القوات الروسية أجرت الرحلة الأولى لمقاتلة حديثة من الجيل الخامس من طراز “سو-57” (Su-57) في منطقة موسكو.
وفي سياق آخر، يناقش مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء -في اجتماع مغلق- اتهامات روسيا لأوكرانيا بأنها تصنع “قنبلة قذرة”، وهي ادعاءات نفتها كييف والغرب، على ما أفادت به مصادر دبلوماسية.
وتعقد هذه المناقشة بمبادرة من روسيا التي أرسل سفيرها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا رسالة إلى كل من مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يكرر فيها اتهامات روسيا لأوكرانيا “بالاستفزاز”.
وتتكون القنبلة الإشعاعية أو “القنبلة القذرة” من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة تنتشر في الغبار عند الانفجار.