أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، أنه لا يمكنه أن يتقبل أي تردد من الدول الغربية بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا، مشيرا إلى أن بعض القادة أكثر حرصا على الأعمال التجارية من اكتراثهم لجرائم الحرب. يأتي ذلك فيما قال مجلس مدينة ماريوبول إن القوات الروسية تستخدم محارق جثث متنقلة في المدينة لتدمير أي دليل على جرائمها.

وقال زيلينسكي -في خطاب عبر تقنية الفيديو أمام البرلمان الأيرلندي- إنه “عندما نسمع أحاديث جديدة بشأن العقوبات.. لا يمكنني تقبل أي تردد بعد كل ما فعلته القوات الروسية”، داعيا أيرلندا إلى إقناع شركائها في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو.

وفي حديثه عبر مترجم، قال زيلينسكي إن البنية التحتية المدنية الأوكرانية تتعرض للقصف بالصواريخ الروسية ليلا، واتهم موسكو بتعمد إثارة أزمة غذائية باستخدام الجوع “كسلاح”.

كما طالب بضرورة مساءلة روسيا ومحاسبتها على كل ما قامت به في بلاده، مؤكدا أن “الروسيين يدمرون كل شيء، وأنهم أوقفوا السفن التي تحمل صادرات المواد الغذائية”، ونبه إلى أن مدينة ماريوبول المحاصرة مسحت من الخريطة، فبات من الصعب العثور على الجثث تحت الأنقاض.

 

 

البابا يندد

وفي تطورات قضية بلدة بوتشا الأوكرانية، ندد بابا الفاتيكان فرانشيسكو “بوحشية تزداد فظاعة” ترتكب في أوكرانيا و”تشمل مدنيين” أيضا، في إشارة إلى “مجزرة بوتشا”.

وقال البابا “الأنباء الأخيرة عن الحرب في أوكرانيا.. تدل على فظائع جديدة مثل مجزرة بوتشا؛ وحشية تزداد فظاعة ترتكب أيضا في حق مدنيين ونساء وأطفال”.

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي -في حديث للجزيرة- أن هناك أدلة واضحة على أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا.

 

كما قالت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة إنه يجب التحقيق في عمليات القتل في بوتشا على أنها جرائم حرب.

واعتبرت الخارجية التركية أنه لا يمكن قبول استهداف المدنيين الأبرياء في بلدتي بوتشا وإربين، وأنها تنتظر تحقيقا مستقلا في تفاصيل ما جرى.

وقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بمحاولة عرقلة المحادثات بين روسيا وأوكرانيا من خلال تأجيج ما سماها “الهستيريا بشأن بوتشا”، كما نفت موسكو أي استهداف من قبل قواتها للمدنيين في “عمليتها العسكرية الخاصة” بأوكرانيا.

 

مزيد من العقوبات

على صعيد آخر، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين -اليوم الأربعاء- إن الاتحاد الأوروبي سيفرض المزيد من العقوبات على روسيا إلى جانب الحزمة الأخيرة التي أعلن عنها أمس، ومن المرجح أن تشمل إجراءات ضد واردات النفط الروسي.

 

وقالت للبرلمان الأوروبي -في عرض لأحدث حزمة عقوبات تشمل حظر شراء الفحم الروسي- إن “هذه العقوبات لن تكون عقوباتنا الأخيرة.. علينا الآن أن ننظر في النفط والعائدات التي تحصل عليها روسيا من الوقود الأحفوري”.

وقد ارتفع عدد الدبلوماسيين الروس الذين أعلنت عواصم أوروبية طردهم إلى 200 دبلوماسي، تعبيرا عن “احتجاجها” إثر اكتشاف العديد من الجثث في مدينة بوتشا الأوكرانية.

فقد أعلنت إيطاليا 30 مسؤولا روسيًّا أشخاصا غير مرغوب فيهم، في حين ذكرت إسبانيا أنها تعتزم طرد 25 مسؤولا روسيًّا، وطالبت سلوفينيا روسيا بخفض طاقم سفارتها إلى 33 فردا. وطردت الدانمارك ورومانيا والسويد ومؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي مجتمعة 47 دبلوماسيا، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء أمس الثلاثاء.

 

بدوره، أعلن المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصنيف عدد من الدبلوماسيين الروس العاملين مع مؤسسات أوروبية “أشخاصًا غير مرغوب فيهم”، لقيامهم بـ”أنشطة تتعارض” مع وضعهم الدبلوماسي، من دون أن يكشف عن موعد طردهم.

وطردت ألمانيا 40 دبلوماسيا روسيًّا باعتبارهم “أشخاصا غير مرغوب فيهم” على أراضيها، كما أعلنت وزارة خارجية لاتفيا طرد 13 دبلوماسيا وموظفا روسيًّا وإغلاق قنصليتي موسكو في مدينتي ليباجا وداوغافبيلس.

وقد ردت موسكو على هذه الخطوات بإعلان نائب وزير خارجيتها ألكسندر غروشكو -اليوم الأربعاء- أن بلاده تريد الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية على الرغم من طرد دبلوماسييها.

 

قصف وإطلاق نار

ميدانيا، ذكر مسؤول إقليمي روسي اليوم الأربعاء أن حرس الحدود في منطقة كورسك المتاخمة لأوكرانيا تعرضوا لإطلاق نار.

 

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 5 قواعد وقود باستخدام صواريخ عالية الدقة قرب مناطق راديهوف وكازاتين وبروسيانيا وميكولايف ونوفوموسكوفسك، وقصف القوات الجوية الروسية 24 منشأة عسكرية أوكرانية ليلا وإسقاط 4 طائرات مسيّرة بمناطق متفرقة.

ومن جانبها، أعلنت سلطات مقاطعة لفيف الأوكرانية إسقاط صاروخين روسيين مساء أمس الثلاثاء من دون تسجيل خسائر بشرية.

وقالت قيادة دنيبرو العسكرية إن غارات جوية روسية استهدفت مستودعا ومنشأة نفطية في دنيبرو وسط البلاد فجرا.

 

كما أفادت وزارة الدفاع الأوكرانية أن روسيا تواصل نقل المعدات العسكرية إلى بيلاروسيا برا وجوا.

جنوبا، في مدينة ميكولايف أفاد رئيس إدارة الولاية بسقوط قذيفة روسية على مستشفى للأطفال.

بدوره، قال وزير الدفاع الأوكراني إن روسيا سحبت قواتها من مدينتي تشيرنيهيف وسومي لإعادة ترتيب صفوفها.

من ناحية أخرى، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية في تقريرها اليومي إن قتالا عنيفا تشهده مدينة ماريوبول المحاصرة.

 

وقال مجلس المدينة إن القوات الروسية تستخدم محارق جثث متنقلة في المدينة لتدمير أي دليل على جرائمها.

كما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة تضم أكثر من 500 شخص غادرت المدينة ووصلت إلى زابوروجيا.

وكانت وسائل إعلام روسية بثت صورا قالت إنها لانتشار جنود من مشاة البحرية الروسية وقوات من الانفصاليين الموالين لموسكو في شوارع المدينة جنوبي إقليم دونباس.

وقالت المصادر ذاتها إن الصور توضح اقتحاما للقوات الروسية المشتركة للمدينة، في حين اتهمت موسكو القوات الأوكرانية بتكثيف قصفها للممر الإنساني المحاذي لماريوبول.

 

وقد أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن الخسائر التي كبدتها قواتها للجيش الروسي بلغت حتى الآن 18 ألفا و600 جندي، وإسقاط 150 مقاتلة و135 مروحية وتدمير 684 دبابة منذ بدء الحرب أواخر فبراير/شباط الماضي.

وأشارت الهيئة، في بيان لها اليوم الأربعاء، أن الجيش الأوكراني دمر بين 24 فبراير/شباط الماضي و6 أبريل/نيسان الجاري، 1861 مركبة مدرعة، و332 مدفعا، و107 منظومات صاروخية، و55 منظومة صواريخ دفاع جوي.

وحسب البيان، فقد تمكن الجيش الأوكراني من تدمير 1324 مركبة عسكرية، و7 سفن وزوارق حربية، و76 سيارة وقود، و96 طائرة مسيرة للجيش الروسي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *