كشفت شركة “شاومي” (Xiaomi) الصينية عن روبوت على شكل إنسان ذي قدمين يسمى “سايبر ون” (CyberOne) في حفل إطلاقه في بكين.
فبعد أن أعلنت الشركة عن أحدث هواتفها القابلة للطي “مكس فولد 2” (Mix Fold 2)، صعد “سايبر ون” على خشبة المسرح لتحية الرئيس التنفيذي، لي جن، وسلّمه زهرة.
ويتمتع الروبوت بحركة ووقفة تتسمان بالبطء ومربكة إلى حد ما، مما يدفع إلى عقد مقارنات بينه وبين الروبوت “أطلس” من شركة “بوسطن داينامكس” (Boston Dynamics).
وربما يتذكر عشاق الروبوتات أيضًا أن شاومي أعلنت العام الماضي عن “سايبر دوغ” (CyberDog) الذي يعمل بشكل لافت مثل روبوتات بوسطن داينامكس المملوكة لشركة “هيونداي” (Hyundai).
ومع ذلك، فهذه المنتجات علامة على طموح شاومي في سوق الروبوتات، وكذلك على الاتجاه الأوسع لشركات الإلكترونيات الاستهلاكية لبناء الروبوتات، حتى وإن كان معظم التصميمات نموذجا تسويقيا للفعاليات التجارية.
الروبوتات والاقتصاد
حتى “تسلا” (Tesla) أعلنت أنها ستنضم إلى سوق الروبوتات، إذ صرح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك مؤخرًا بأن شركة السيارات الكهربائية ستكشف عن تفاصيل جديدة عن روبوتها “أوبتيموس” (Optimus) في سبتمبر/أيلول المقبل، وكان ماسك قال -خلال يوم الذكاء الاصطناعي في تسلا العام الماضي- إن الروبوتات مثل أوبتيموس من تسلا “ستقلب فكرتنا عن الاقتصاد”.
وقامت العديد من العلامات التجارية الكبرى الأخرى، بما في ذلك “إل جي” (LG) و”سامسونغ” (Samsung)، بعرض الروبوتات مؤخرًا في أحداث إطلاق منتجاتها الكبرى.
وكما هي الحال عندما عرض ماسك “أوبتيموس”، لا يُعرف الكثير عن مواصفات روبوت شاومي “سايبر ون” الذي تم الكشف عنه حديثًا.
شيء واحد نعرفه، هو أن شاومي تستثمر الكثير في تطوير الروبوتات الخاصة بها. كما أشار لي جن -خلال حفل الإطلاق- إلى أنه “تم تطوير كل من الذكاء الاصطناعي والقدرات الميكانيكية في سايبر ون بواسطة شاومي روبوتكس لاب (Robotics Lab). لقد استثمرنا بشكل كبير في البحث والتطوير في مجالات مختلفة، بما في ذلك ابتكار البرامج والأجهزة والخوارزميات”.
وفي بيان صحفي، لفتت شاومي إلى أن “الروبوتات البشرية تعتمد على الرؤية لمعالجة محيطها. وأنها مجهزة بوحدة رؤية عمق تسمى مي-سينس (Mi-Sense) ذاتية التطوير ومدمجة مع خوارزمية تفاعل تستخدم الذكاء الاصطناعي، وبذلك يستطيع سايبر ون إدراك الفضاء ثلاثي الأبعاد أيضًا من خلال التعرف على الأفراد والإيماءات والتعبيرات، مما يسمح لها ليس برؤية بيئتها فحسب، بل وبمعالجتها كذلك”.
التعرف على المشاعر
تقول شاومي أيضًا إن “سايبر ون” مزود بشريحة “مي آي” (MiAI) للتعرف على المشاعر الصوتية، التي تسمح له “بالتعرف على 85 نوعًا من الأصوات البيئية و45 تصنيفًا للمشاعر البشرية”.
ووفقًا لشاومي، تتضمن الشريحة اكتشاف مشاعر السعادة، كما أنها تتيح للروبوت أن يواسي الناس عندما يشعرون بالحزن.
ولكن لم تشرح الشركة كيف يفعل الروبوت ذلك في الواقع، على الرغم من الطريقة اللطيفة التي سلم بها “سايبر ون” تلك الزهرة إلى لي جن.
وإذا قارناه بروبوت أوبتيموس -وهو الاسم الذي أطلقه ماسك وهو مقتبس من اسم الروبوت الرئيسي في سلسلة أفلام الروبوتات المتحولة “ترانسفورمرز” (Transformers)- فيبدو أن أوبتيموس سيتولى المهام المتكررة والمملة التي يكره البشر القيام بها.
روبوت عاطفي وليس رياضيا
شاومي غامضة إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بالتطبيقات الواقعية لسايبر ون؛ فتقول الشركة إن الروبوت يمكن استخدامه في المستقبل لأي غرض، بدءا من التصنيع إلى الرفقة البشرية.
ولكن مع استمرار روبوت أطلس -من شركة بوسطن داينامكس- في إثارة الإعجاب بقدراته الرياضية، اتبعت شاومي عن قصد نهجًا مختلفًا، وهو ما تم تسليط الضوء عليه في مقطع فيديو ترويجي لسايبر ون.
ويتمتع روبوت شاومي بمهارة متوسطة وحركة ضعيفة، لهذا يبدو أنه مصمم -في المقام الأول- للتفاعل مع البشر على المستوى العاطفي. ولكن سنحتاج إلى أكثر من عرض تقني موجز لمعرفة إذا ما كان بإمكان شاومي الوفاء بهذا الوعد النبيل.
وبغض النظر عن الوظيفة التي سيقوم بها الروبوت، يبقى السؤال الذي يراود جمهور المهتمين بهذه التكنولوجيا: من سيطلق من هذه الشركات الروبوت الأول الذي يمكن أن يكون في المتناول؟