في إحدى مقابلاته مع الإعلامية أوبرا وينفري كشف الممثل الكوميدي جيم كاري، أنّ دخوله مجال التمثيل لم يكن صدفة بل كان حلمه الأكبر، ومع إخفاقاته في بداية حياته الفنية والتي أثارت شكوكه حول تحقيق حلمه، كتب لنفسه شيكا مزيفا بمبلغ 10 ملايين دولار ودوّن عليه “مقابل الخدمات التمثيلية التي قدمها”، واحتفظ به، ورغم أن الأمر في ذلك الوقت بدا دربا من دروب الخيال، فإن حلم كاري المكتوب تحول إلى حقيقة بالإصرار والعزيمة، وفي عام 1996 حصل بالفعل على دوره في فيلم “الغبي والأغبى منه” مقابل نفس المبلغ الذي كتبه في الشيك.
لا تفرّط في حلمك
هناك الكثير من الأسباب التي تدفعك إلى السعي وراء حلمك، حتى لو كنت تعتقد أنك لا تمتلك المؤهلات الكافية، ولأن تحقيق الأهداف يتطلب أكثر من مجرد التمني والأمل، يقدم الخبراء بعض الإستراتيجيات الفعالة التي قد تساعدك في التنقل على الطريق وصولا إلى تحقيق أهدافك:
تعرف على حلمك
لا يكفي أن يكون لديك فكرة غامضة عما تريده، بل عليك أن ترسم صورة واضحة في ذهنك عن أهدافك ورغباتك وطموحاتك، وكلما كان حلمك واضحا كانت كيفية تحقيقه واضحة بشكل أكبر.
ولوضع أهداف واضحة، قدم المستشار والمدير السابق للتخطيط المؤسسي لشركة واشنطن ووتر باور، جورج دوران، ورقة بحثية عام 1981 بعنوان “الأهداف الذكية”، ووفق دوران ينبغي أن تكون الأهداف:
محددة: فلا تقل “أريد أن أفقد وزني” بل اجعل الهدف أكثر تحديدا بقول “أريد أن أفقد 10 كيلو غرامات خلال شهرين”، إذ يعمل التصور المتسق والهدف الواضح على إعادة تشكيل بنية عقلك لتتوافق مع تطلعاتك.
قابلة للقياس: فلا يكون هدفك هو “تحسين مهاراتك في العزف على الغيتار”، اجعله قابلا للقياس، واستبدله بـ”ممارسة العزف على الغيتار لمدة ساعة واحدة يوميا على مدار 3 أشهر”.
قابلة للتحقيق: حدد أهدافا تتجاوز قدراتك ولكنها لا تزال في متناول اليد حتى لا تؤدي إلى الإحباط وخيبة الأمل.
مناسبة: تأكد أن أحلامك ذات معنى بالنسبة لك وحاول فهم السبب والهدف وراء سعيك لتحقيقها.
مقيدة زمنيا: حدد إطارا زمنيا محددا لإكمال الهدف، إذ إن تحديد المواعيد النهائية يخلق شعورا بالإلحاح، مما يساعدك على البقاء على المسار الصحيح ومنع التسويف، وقد وجدت دراسة نشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس الصحي أن 91% من الأشخاص الذين خططوا لنيتهم ممارسةَ الرياضة من خلال تدوين متى وأين سيمارسون الرياضة كل أسبوع، انتهوا إلى تحقيق هدفهم، بينما لم يحقق نفس النتيجة سوى 35% كانوا قد اعتمدوا على الدافع فقط.
اكتب حلمك
تحتاج كتابة الأهداف مستوى من الوضوح لا يتطلبه مجرد التفكير فيها، فعندما تفكر في أحلامك، فإنك تستخدم النصف الأيمن من دماغك، وهو مركز الخيال، ولكن إذا فكرت في شيء ثم كتبته، فإنك تستفيد كذلك من قوة النصف الأيسر القائم على المنطق.
وهذا ما أشارت إليه دراسة أجرتها أستاذة علم النفس بجامعة الدومينيكان في كاليفورنيا، غايل ماثيوز، عام 2007، وتوصلت إلى أن المشاركين الذين كتبوا أهدافهم وأحلامهم بشكل منتظم زادت احتمالية تحقيق أهدافهم بنسبة 42%، كذلك زادت احتمالية تحويل رغبات المشاركين إلى واقع عندما شاركوا أهدافهم المكتوبة مع صديق يؤمن بقدرتهم على النجاح أو انضموا إلى مجموعة أو برنامج للمتابعة.
السعي والعمل الجاد
يتطلب تحقيق الأحلام بذل المزيد من الجهد، وقد يبدو الأمر صعبا في بدايته ولكن يمكنك تقسيم حلمك إلى خطوات ومهام صغرى يمكن إدارتها وفي نفس الوقت تقودك إلى هدفك وتشعرك بالإنجاز، لا يقلل هذا النهج من الشعور بالإرهاق فحسب، بل يوفر أيضا خطة عمل واضحة.
المثابرة في مواجهة التحديات
إن ملاحقة الأحلام أشبه بماراثون وليست سباقا قصيرًا، لذا ركز على هدفك ولا تدع العقبات تقف في طريقك، مع الأخذ في الاعتبار أن الفشل جزء أساسي من كعكة النجاح، وقد أشاد الجميع بمحطات الفشل في حياة المخترعين والمشاهير أمثال توماس أديسون ولاعب كرة السلة المعروف مايكل جوردان، كما واجهت الروائية جي كي رولنيغ، العديد من الرفض قبل أن تجد النجاح في سلسلة “هاري بوتر” ولم تسمح للفشل بأن يوقفها، بل استخدمته كوقود نحو التقدم.
احتفل بتقدمك
لا تنتظر حتى تحقق حلمك النهائي لتحتفل بنجاحاتك، اعترف بتقدمك واحتفل به عند كل مرحلة، ليكون حافزا يذكرك بالمسافة التي قطعتها.
تصور نجاح حلمك وكأنه حقيقة
خذ بضع لحظات كل يوم لإغلاق عينيك وتخيل نفسك تعيش حلمك، فإذا كان حلمك أن تصبح مؤلفا تخيّل نفسك تحمل رواية منشورة باسمك وتتلقى تعليقات إيجابية من القراء، ووفق أبحاث أجريت على أنماط الدماغ، فإن التصور هو أحد أشكال التدريب الذهني الذي يساعد على تحقيق الأهداف، إذ تفسر الخلايا العصبية ما يرسمه الشخص في خياله على أنه حقيقة، لذا، عندما تتخيل نجاح حلمك بأكبر قدر ممكن من التفاصيل مع استخدام الحواس الخمس في التصور قدر الإمكان، يبدأ العقل في تصديق أنه حقيقي، ويدفعك إلى اتخاذ إجراءات إيجابية مطلوبة لتحقيق الهدف.
كن مستعدا لتقديم بعض التضحيات
هل تساءلت يومًا لماذا ينجح البعض في تحقيق أحلامهم بينما يفشل آخرون؟ السبب يكمن في أن الكثيرين ليسوا على استعداد لتحمل التكاليف. على سبيل المثال، إذا كان حلمك امتلاك منزل خاص، فعليك أن تكون مستعدًا لتقديم تضحيات مالية وتقليل الإنفاق على الكماليات لفترة من الزمن.
أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين
يقول رجل الأعمال الأميركي والمتحدث التحفيزي، جيم رون “إن الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم معظم وقتك هم من يشكلون شخصيتك”، ولهذا ينبغي إحاطة نفسك بأشخاص يلهمونك ويحفزونك، وحاول أن تتقرب من أشخاص حققوا النجاح في مجالهم واطلب مشورتهم وتعرف على أسرار نجاحهم، يساعد ذلك في صقل مهاراتك وإجراء التعديلات اللازمة على نهجك.
مجتمع الدعم
تذكر أنك محاط بالأصدقاء وأفراد أسرتك وأنهم مستعدون لتقديم الدعم وتزويدك بملاحظات قيمة ونصائح بناءة.