نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية تقريرا تناول مساعي البرلمان الأوروبي لإنشاء محكمة للنظر في الجرائم التي يزعم أن روسيا قد ارتكبتها في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن البرلمان الأوروبي تبنّى في 19 يناير/كانون الثاني من العام الجاري قرارًا أيده 472 نائبًا وعارضه 19، بينما امتنع 33 نائبًا عن التصويت عليه، التمست من خلاله مؤسسات الاتحاد الأوروبي حشد الدعم الدولي لإقامة محكمة خاصة للنظر في الجرائم الروسية المزعومة في أوكرانيا.
وقلّل التقرير، الذي أعدّه مراسل الصحيفة فاسيلي ستوياكين، من أهمية خطوة البرلمان الأوروبي، مشيرا إلى أن قراراته غير ملزمة، كما أن إنشاء محكمة من هذا القبيل يعدُّ ضمن صلاحيات مجلس الأمن الدولي دون غيره، والذي تُعتبر روسيا عضوًا دائمًا فيه تتمتع بحق النقض (الفيتو)، كما يتطلب دعما من الجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئات وجهات دولية وأممية أخرى من بينها المجلس الأوروبي ومجموعة السبع.
وقال مراسل الصحيفة إن إنشاء أي هيئة اعتمادًا على قرار البرلمان الأوروبي المذكور آنفا، حتى إن كانت محكمة، لن يساعد من الناحية العملية على اتخاذ أي إجراء قسري ضد موسكو والقيادة الروسية، بما في ذلك إصدار مذكرات توقيف بحق من قد تعدّهم المحكمة ضالعين في جرائم حرب.
ويرى ستوياكين أن الهدف من خطوة البرلمان الأوروبي هو الإيحاء للمجتمع الروسي المحلي والمجتمع الدولي بإمكانية محاكمة الرئيس بوتين والقيادة الروسية ككل وإدانتها بارتكاب جرائم حرب بحق الأوكرانيين.
ونقل عن أوليغ تساريف، العضو السابق في البرلمان الأوكراني، قوله إن الهدف من قرار البرلمان الأوروبي هو دفع روسيا إلى مواصلة الحرب، مضيفا أن “الهدف من إنشائها (المحكمة) هو تحفيز روسيا على القتال بقوة أكبر، لأن مساعينا العديدة للتوصل إلى اتفاق (سلام) ومطالبتنا بعقد مفاوضات قد أثارت مخاوف الغرب”.
ويرى الكاتب أن موضوع إنشاء المحكمة من شأنه توحيد صف النخبة الروسية، التي ستسعى إلى تحقيق النصر، محققة بذلك ما ذهب إليه مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي سبق أن قال إن روسيا دولة كبرى يشهد تاريخها على الحروب التي خاضتها من قبل، مشيرا إلى أنها خسرت بعض تلك الحروب لكنها سرعان ما كانت تستعيد كل شيء لاحقا، تماما مثلما فعلت مع نابليون وهتلر، وعليه فإن من السخافة الاعتقاد بأن روسيا قد خسرت هذه الحرب.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الغرب لا يسعى للسلام، بل يريد إطالة أمد الحرب لأن إضعاف روسيا يخدم مصالحه، وهو يخشى مما قد يترتب على هزيمتها من تداعيات خطيرة.
وخلص الكاتب إلى أن الغرب لا يسعى لإلحاق هزيمة ساحقة بروسيا، نظرا للعواقب الوخيمة التي قد تنتج عن ذلك، بل يسعى للتغلب عليها بإذلالها من دون التسبب في وقوع كارثة نووية ساحقة.