فزغلياد: أميركا تعتمد القوة لفرض هيمنها على العالم (رويترز)

فزغلياد: أميركا تعتمد القوة لفرض هيمنها على العالم (رويترز)

نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية تقريرا يقول إن الولايات المتحدة قادت العالم إلى أزمة عالمية؛ بفرضها نموذجا غربيا على العالم بأسره يعتمد العولمة الليبرالية التي أدت إلى احتكار المال والتكنولوجيا، وتعزيز الهيمنة غير المشروطة للغرب على الاقتصاد والسياسة على مستوى العالم.

ويوضح التقرير أن نموذج العولمة الغربية قد يطلق العنان لا لنشوب حرب عالمية فقط، بل لحرب نووية قد تأتي على الأخضر واليابس وتدمر الحضارات الإنسانية في حد ذاتها، حسب الصحيفة الروسية.

 

العالم في انتظار تغييرات جذرية

ويقول التقرير إن العالم ينتظر تغييرات جذرية في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن الخبراء من جميع دول العالم، من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول “الجنوب العالمي”، يرون أن السنوات القادمة كفيلة بتحديد كيفية تطور الحضارة.

ويضيف أن العقد القادم سيحدد إذا كانت الحضارات الإنسانية قادرة على التعايش جنبا إلى جنب وفقا لقواعد موحدة ومقبولة عالميا في إطار عملية أطلق عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في “منتدى فالداي” اسم “التكامل”.

التكامل بديلا للهيمنة

وينسب التقرير إلى بوتين قوله “في حين تعدّ العولمة الليبرالية بمنزلة تجريد مختلف الدول في العالم من خصوصيتها وفرض النموذج الغربي على العالم بأسره، فإن التكامل يتمثل في أن تخدم إمكانات حضارة ما مصالح جميع الحضارات الأخرى من أجل تحقيق مكاسب مشتركة. وإذا كانت العولمة أمرا مفروضا ولا يمكن الهرب منه، فإن التكامل هو تطوير إستراتيجيات مشتركة تعود بالنفع على الجميع”.

 

ويرى التقرير أن الولايات المتحدة نفسها تخلّت عن نظام العولمة الليبرالي بعد انتشار سياسة الحمائية جراء الفشل في اجتياز تداعيات بعض الأزمات مثل فيروس “كوفيد-19”. كذلك أدت سياسة أميركا “الأنانية” التي تقوم على سرقة موارد الدول الأخرى، باستخدام سيطرتها على المؤسسات العالمية من أجل الضغط السياسي على هذه البلدان، إلى تزايد الصراع بين مراكز القوة الإقليمية، وفق التقرير الروسي.

 

منظمة شنغهاي واتفاقية أوكوس

وقال التقرير إن النموذج البديل القائم على “التكامل” لن يخلق صراعات، مستشهدا بـ”منظمة شنغهاي للتعاون”، على عكس النموذج الغربي المتمثل في اتفاقية “أوكوس” المبرمة بين أستراليا وبريطانيا وأميركا التي تهدف بشكل أساسي إلى الاحتواء العسكري والسياسي للصين.

ويعتقد التقرير أن نمو المنافسين لأميركا من العوامل التي تمهد للتغيرات؛ فقد دفعت أزمة العولمة واعتماد الولايات المتحدة سياسة عدوانية العديد من مراكز القوة الإقليمية إلى لعب لعبتها الخاصة، متحدية بها أميركا والقواعد غير المعلنة للعبة التي وضعها الأميركيون. ولا يتعلق الأمر هنا بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومطالبة الصين بتايوان وهيمنتها الاقتصادية في شرق آسيا، ورغبة إيران في استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة؛ بل بحلفاء أميركا الذين ينساقون في الوقت الحالي وراء مسار تنمية خاص، مثل تركيا والسعودية.

تجاهل الخطوط الحمراء

ولفت التقرير إلى أن اشتداد الأزمة التي يواجهها العالم حاليا ناتج من عدم التزام القوى المهيمنة بالخطوط الحمراء التي جنّبت العالم في السابق حربا عالمية نووية، واستشهد بما زعم من أن التحقيقات في تفجيرات “نورد ستريم” قد كشفت عن أن أميركا وبريطانيا هما المسؤولتان عن هذه التفجيرات، وكذلك الهجوم على جسر القرم، والزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان.

وفي الختام، ينوّه التقرير إلى أن العقد القادم سيكون حاسما وسيؤدي إما إلى إيجاد نموذج يكفل التعايش والتكامل أو إلى خوض حرب عالمية رابعة “باستخدام الحجارة والعصي”.

المصدر : الصحافة الروسية

About Post Author