صحيفة روسية: هل يمكن تشكيل تحالف ثلاثي روسي صيني إيراني يواجه الولايات المتحدة؟
كان السؤال الأبرز خلال الشهور الماضية هو مدى إمكانية إنشاء تحالف عالمي جديد قادر على مواجهة الولايات المتحدة، على خلفية الصراعات الكبرى التي تورطت فيها واشنطن، وفق ما جاء في صحيفة “فزغلياد” الروسية.
وذكر تقرير لغيفورغ ميرزيان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، نشرته “فزغلياد”، أن الزيارة التي أداها مؤخرا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الصين، فتحت الباب للحديث عن إمكانية تشكيل محور موسكو وبكين وطهران ليكون أساس هذا التحالف.
وأوضح الكاتب أنه قبل انطلاق العملية العسكرية في أوكرانيا، نبه الخبراء الأميركيون إدارة الرئيس جو بايدن لضرورة اختيار العدو سواء كانت روسيا أو الصين، لافتين إلى أن الصراع على جبهتين، إن لم يكن مدمرا، فسيكلف الولايات المتحدة الكثير.
وأشار ميرزيان إلى أن مشكلة واشنطن الحقيقية تكمن في خطر تصعيد الوضع ليس فقط على جبهتين، بل على 3 جبهات كونها تخوض اليوم صراعا مع موسكو وبكين وأيضا مع طهران بسبب الملف النووي.
زيارة لافتة
ووفق الكاتب، يشير الخبراء الإيرانيون إلى أنه خلال لقائه مع إبراهيم رئيسي، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ دعم بلاده لوحدة أراضي إيران وعدم قابليتها للتجزئة، وهي الخطوة التي تعدّ سابقة من نوعها.
وبيَّن الكاتب أنه من المتوقع زيارة الرئيس الصيني لموسكو هذا الربيع لمناقشة القضايا الاقتصادية، فضلا عن العملية العسكرية الروسية وأيضا التعاون العسكري التقني؛ حيث دفع التعاون الوثيق بين روسيا والصين وإيران الخبراء للحديث مرة أخرى عن احتمال تحول هذا المثلث إلى محور موسكو، بكين وطهران.
ووفق الكاتب؛ فقد كتبت وكالة “بلومبيرغ” (Bloomberg) في عام 2022 أن خصوم الولايات المتحدة الأساسيين ليسوا حلفاء بالمعنى التقليدي للكلمة، ولكن إذا انسجموا، سيصبحون قوة عظمى تتجاوز قوتها القدرات العسكرية الأميركية.
وأفاد “بلومبيرغ” أن مجرد احتمال ظهور هذا المحور سوف يثبط عزم واشنطن بالفعل عن القيام بخطوات مفاجئة ضد القوى الثلاث في نفس الوقت، رغم أن تشكيله حتى على هيئة “دبلوماسية الانسجام” لا يزال مستبعدا؛ وذلك لعدة أسباب أهمها عدم استعداد كل من الصين وإيران للتعهد بالتزامات رسمية.
ورأى ميرزيان أن إنشاء محور ثلاثي جديد ينمي فقط فرص التعاون بين الأطراف الثلاثة، لكنه يهدد بتفاقم علاقات الصين مع الولايات المتحدة، وهي المسألة التي تسعى بكين بكل طريقة ممكنة لتفاديها.
ونقل الكاتب عن إلينا سوبونينا، الخبيرة في مجلس الشؤون الدولية الروسي قولها إن إنشاء تحالف أو نوع من الاتحاد الكامل بين الصين وروسيا وإيران أمر غير وارد، ورجحت -مقابل ذلك- أن يتم الاقتصار على التعاون، على أساس مراعاة المصالح المشتركة.