طهران.. لقاءات واتفاقات بين رئيسي وأردوغان قبيل قمة إيرانية روسية تركية
شهدت طهران اليوم الثلاثاء لقاءات بين الرئيسين الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان تلاها توقيع اتفاقيات ثنائية، وذلك قبيل وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد قمة ثلاثية ستكون ملفات سوريا وأزمة الغذاء والطاقة على رأس أولوياتها.
واستقبل الرئيس الإيراني نظيره التركي اليوم بمراسم رسمية في طهران تخللها عزف النشيد الوطني للبلدين وتحية الرئيس الضيف لحرس الشرف، ثم التقاط الصور، قبل الانتقال لإجراء المباحثات الثنائية.
كما وصل بوتين الى طهران مساء اليوم استعدادا لعقد قمة مع نظيريه الإيراني والتركي تتمحور حول النزاع في سوريا، مع التطرق إلى تداعيات حرب روسيا في أوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد صرح بأن القمة ستعطي دفعة لدعم العلاقات وتطوير التعاون الاقتصادي، كما ستركز على أمن المنطقة والحل السياسي، في حين أعرب الكرملين عن أمله في التوقيع قريبا على اتفاقيات مع الجانب الإيراني تشمل التعاون الإستراتجي الشامل بين البلدين.
رئيسي وأردوغان
وفي مؤتمر صحفي مشترك قال الرئيس الإيراني إن زيارة أردوغان لطهران تمثل منعطفا مهما في العلاقات بين البلدين، مضيفا أنهما ناقش القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
كما قال رئيسي إنه يأمل أن تسهم الوثيقة الإستراتيجية التي تم توقيعها اليوم في توطيد العلاقات بين إيران وتركيا.
وأكد رئيسي على “محاربة الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة ولكن ينظر إليه الغرب بازدواجية”، وقال إنه أكد مع نظيره التركي على وحدة الأراضي السورية.
بدوره، قال أردوغان في المؤتمر الصحفي إن تركيا وإيران ستخطوان قدما لدعم العلاقات في مجال الطاقة والصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب.
وأضاف أن تركيا وإيران لديهما هدف مشترك في الوصول بحجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 30 مليار دولار.
وأكد الرئيس التركي أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة تقييم لمسار أستانا بخصوص سوريا وتفعيله مجددا.
وبخصوص مكافحة الإرهاب، قال أردوغان إن تنظيمات “حزب العمال الكردستاني” و”جماعة غولن” بلاء خطير لتركيا وإيران، وينبغي التعاون لمكافحتها حسب تعبيره، مشيرا إلى أن بلاده فرضت مكافحة التنظيمات الإرهابية في ميثاق حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO).
لقاء خامنئي
وخلال لقائه الرئيس التركي أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن الحفاظ على وحدة سوريا أمر مهم، محذرا من أن أي عمل عسكري فيها سيصب في مصلحة الجماعات الإرهابية، حسب تعبيره.
واعتبر خامنئي أن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر عليها وعلى تركيا والمنطقة.
وأضاف المرشد الإيراني أن بلاده تعتبر أمن تركيا وحدودها من أمنها، وتتعاون معها في مجال محاربة الإرهاب، حسب تعبيره.
في السياق نفسه، أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) اليوم الثلاثاء بأن وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد سيزور طهران الليلة، وأنه سيلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لبحث القضايا الإقليمية وذات الاهتمام المشترك.
اتفاقيات ثنائية
من ناحية أخرى، ذكرت وزارة النفط الإيرانية أن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط وقعت مذكرة تفاهم مع شركة غازبروم الروسية اليوم الثلاثاء بقيمة نحو 40 مليار دولار، وذلك قبيل وصول بوتين إلى طهران.
وبحسب الوزارة، ستساعد غازبروم على تطوير حقلي كيش وبارس الشمالي للغاز و6 حقول نفطية أخرى، كما ستشارك في استكمال مشروعات الغاز الطبيعي المسال وإنشاء خطوط أنابيب لتصدير الغاز.
وقال المدير التنفيذي للشركة الوطنية الإيرانية للنفط محسن خجسته إنه لا يمكن إقصاء إيران من سوق النفط، والعالم يحتاج إلى النفط الإيراني، معتبرا أن بلده آمن ومستقر ويمكنه أن يزود العالم بالطاقة، حسب تعبيره.
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إنه ستتم مناقشة العملية التركية في شمال سوريا ضد “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تفيد تقارير بأنها مدعومة من روسيا أيضا.
وأضاف أن “المحادثات ستحاول حل الأمور المتعلقة بصادرات الحبوب”، وذلك قبيل أيام من توقيع اتفاق مرتقب بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة لاستئناف شحن الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.
أما في الشق الروسي الإيراني فيتوقع خبراء أن يبحث الجانبان بشكل معمق الجهود المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.
وكشف البيت الأبيض قبل فترة قصيرة أن روسيا تعتزم الحصول على طائرات مسيرة إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا، لكن وزير الخارجية الإيراني نفى صحة هذه الأنباء.
وقال مستشار بوتين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف للصحفيين في موسكو “التواصل مع خامنئي مهم للغاية، تطور حوار ثقة بينهما حول أهم القضايا المطروحة على الأجندة الثنائية والدولية، مواقفنا بخصوص معظم القضايا متقاربة أو متطابقة”.
من ناحية أخرى، نقلت رويترز عن مسؤول إيراني كبير قوله إن بلاده تحتاج لحليف قوي مثل روسيا، ولا سيما مع تطور العلاقات الجيوسياسية بعد حرب أوكرانيا.