قبل أيام، صدر المقطع الدعائي للفيلم الهندي “لال سينغا شادا” (Laal Singh Chaddha) الذي يعود به النجم عامر خان للسينما بعد غياب، يشاركه البطولة كارينا كابور خان ومنى سينغ، على أن يُعرض في أغسطس/آب المقبل بالتزامن مع عيد الاستقلال في الهند. وهو أحد أكثر أفلام بوليود المنتظرة هذا العام كونه مأخوذ عن قصة فيلم “فورست غامب” (Forrest Gump) للنجم توم هانكس.

وبالعودة للخلف وتحديدا إلى عام 1994، شهدت صناعة السينما واحدا من أهم الأفلام، وهو “فورست غامب” الذي نجح بأن يحتل المرتبة الـ11 بقائمة موقع “آي إم دي بي” (IMDb) الفني لأفضل الأفلام بتاريخ السينما الأميركية، كذلك حصد 6 جوائز أوسكار و3 جوائز غولدن غلوب وجائزة البافتا البريطانية، فيما تجاوزت إيراداته 678 مليون دولار.

 

وقد دارت أحداثه في إطار جمع بين الدراما الإنسانية والرومانسية وقليل من الكوميديا، إذ تمحورت حول رجل وصمه المجتمع منذ أن كان طفلا بالقدرات العقلية والحركية المحدودة، غير أن إيمان والدته به وإصرارها على التعامل معه باعتباره فتى عادي لن يمنعه شيء أو أحد من تحقيق أحلامه، وهذا ما يمنحه الثقة بنفسه ويُمكّنه من النجاة من سهام المتنمرين.

 ممثل استثنائي

في تصريح لعامر خان قال “لطالما أحببت فيلم “فورست غامب” كسيناريو، إنها قصة رائعة عن هذه الشخصية، قصة عن الحياة تُشعرك بالرضا، إنه فيلم لجميع أفراد الأسرة”.

وبالنسبة لعشاق عامر خان ومتابعي أفلامه، فهو نجم يمكن وصفه بالاستثنائي، كونه لا يتمتع فقط بكاريزما هائلة، وإنما كذلك بجرأة في ما يتعلق باختياره لمواضيع أفلامه، ومن ثمّ إخلاصه لأدواره مهما تطلب ذلك من مجهود.

 على سبيل المثال اضطر خان لخسارة 20 كيلوغراما خلال 6 أشهر من أجل دوره في “لال سينغا شادا” (Laal Singh Chaddha) بالإضافة إلى الركض لمسافة 13 كيلومترا يوميا، لأن حبكة العمل تطلبت منه حالة بدنية معينة وشاملة للساق، مما حتّم عليه تعاطي جرعة ثابتة من مسكنات الألم في سبيل التحمّل.

 

يُذكر أن خان ليس بطل العمل فقط وإنما المنتج أيضا، علما بأن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها شخصية رجل بطيء الذهن ويتمتع بتفاؤل طفولي، إذ فعلها مسبقا خلال بطولة فيلم “بي كيه” (PK) الذي عُرض في 2014 وجنى إيرادات بلغت 140 مليون دولار مما أهّله ليصبح الأعلى ربحا على الإطلاق في الأسواق الدولية بتاريخ بوليود.

 ويُعد فيلم “لال سينغا شادا” تعاونه الثاني مع الممثلة كارينا كابور بعد فيلمهما الناجح معا “3 بُلهاء” (3 Idiots) الذي صدر في 2009 وحاز على المرتبة الـ87 بقائمة موقع “آي إم دي بي” (IMDb) الفني لأفضل الأفلام بتاريخ السينما الأميركية.

 

عامر خان يتحدى نفسه

ويبدو أن “فورست غامب” ليس التحدي الوحيد أمام خان، فبعد الانتهاء من فيلمه “لال سينغا شادا”، يستعد الآن لمهمة سينمائية أخرى لا تقل تشويقا. وهو اقتباس جديد؛ لكن عن السينما الإسبانية هذه المرة، وتحديدا فيلم “أبطال” (Campeones) أو كما يُعرف بالإنجليزية بـ(Champions)، الذي صدر في 2018 وتمحور حول فريق من ذوي الإعاقات الذهنية، نجح بالفوز بـ12 بطولة إسبانية بين عامي 1999 و2014.

وكان عامر خان قد ابتعد عن السينما طوال 4 سنوات منذ فيلمه “سفاحين الهند” (Thugs of Hindostan) الذي شاركه بطولته النجم أميتاب باتشان، ولم يحقق أي نجاح يُذكر سواء فني أو جماهيري أو مادي، حتى إن صحيفة “إكسبريس” (Express) الهندية صنفته ثاني أسوأ عمل هندي بعام 2018. وهو ما يُزيد التحدي أمام عامر خان ويضعه نُصب أعين الجميع، فهل ينجح باسترجاع مكانته وإعجاب مُحبيه؟

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *