يحتوي العسل المجنون على مواد يحتاجها الجسم مثل الكالسيوم والبوتاسيوم كما يساهم في الحفاظ على صحة الأنسجة (بيكسابي)

يحتوي العسل المجنون على مواد يحتاجها الجسم مثل الكالسيوم والبوتاسيوم كما يساهم في الحفاظ على صحة الأنسجة (بيكسابي)

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم مقطعاً لإنقاذ دب يافع من حالة هذيان وعدم اتزان حاد يُعتقد أنه أصيب بها بعد تناول كمية زائدة من “عسل الجنون” (أو العسل المجنون) وذلك في مقاطعة دوزجي شمال غرب تركيا.

وأظهرت المقاطع التي تداولت الشهر الماضي أن الدب الصغير كان يترنح ويئن وهو جالس في مؤخرة شاحنة صغيرة، بعد أن أنقذ الناس هذا الحيوان المنهك من الغابة ونقلوه إلى عيادة بيطرية.

 

الحالة التي عانى منها الحيوان تحدث بعد استهلاك “عسل الجنون” الذي يطلق عليه اسم “ديلي بال” في تركيا ويُنتج بكميات صغيرة من قبل النحالين في جبال كاتشكار فوق البحر الأسود.

وهو المكان الوحيد في العالم بخلاف سفوح جبال الهيمالايا، حيث تُنتج الأنواع المحلية من زهور الرودودندرون عسلاً داكناً مُر المذاق وغنيا بنوع من السموم العصبية القوية يُسمَّى علمياً “جرايانوتوكسين”.

ما هو عسل الجنون؟

على سفوح الجبال في نيبال وتركيا، ينتج النحل مزيجا غريبا وخطيرا من العسل بسبب نوعيات محددة من الزهور التي يستخدم رحيقها. ويُعد عسل الجنون نوعا نادرا من السوائل الطبيعية.

وبالمقارنة مع مئات أنواع العسل الأخرى التي تنتج حول العالم، فإن عسل الجنون عادة ما يكون أكثر احمرارا وأشد مرارة من الأنواع الأخرى وينتج من قِبَل أكبر فصائل نحل العسل في العالم والذي يُسمى علميا باسم “آبيس لابوريوسا” أو (Apis dorsata laboriosa).

وما يميز عسل الجنون هو آثاره الفسيولوجية الشديدة، إذ إنه يسبب الدوار والنشوة بعد تناوله بجرعات منخفضة، وقد تسبب الجرعات العالية منه حالات شديدة من الهلوسة والقيء وفقدان الوعي والنوبات، وفي بعض الحالات النادرة قد يفضي إلى الموت.

 

عادة ما يتناول هذا النوع من العسل كعلاج تقليدي لارتفاع ضغط الدم والعجز الجنسي وعدد من الحالات الأخرى، بحسب صحيفة “ذا غارديان” (The Guardian) البريطانية.

ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى خفض ضغط الدم إلى مستويات خطرة، ويسبب الغثيان والإغماء وعدم انتظام ضربات القلب، وفي حالات نادرة الموت.

وبالفعل ينقل العشرات سنوياً إلى مستشفيات تركيا بسبب التسمم بعسل الجنون.

صعوبة جني العسل سبب سعره المرتفع

الوصول إلى هذا العسل النادر قد يكون صعبا للغاية أيضاً. أحد أسباب ذلك أن نباتات “الرودودندرون” تنمو بشكل أفضل في الارتفاعات الشاهقة وغالباً ما يبني النحل خليته على المنحدرات بالقرب من أماكن النباتات، مما يعني أن على الحاصدين تسلق سفوح الجبال لجني العسل.

ومع ذلك، فإن الحاصدين يصرون على البحث الدائم عن أقراص عسل الجنون مهما كلف الأمر، وذلك لتحقيق الربح بسبب أسعاره المرتفعة.

 

وذكرت الصحف العالمية مثلاً أن كيلوغراماً واحداً من عسل الجنون عالي الجودة يمكن بيعه بحوالي 360 دولاراً أميركيا في المتاجر بتركيا.

بينما أشارت مجلة ناشيونال جيوغرافيك الطبيعية إلى أن أقل من نصف كيلوغرام واحد من العسل قد يصل إلى حوالي 60 دولارا في الأسواق السوداء الآسيوية.

وبشكل عام، قيمة العسل المجنون أعلى بكثير من العسل العادي.

كذلك يرجع السعر المرتفع لعسل الجنون جزئيا إلى أن الكثير من الناس يعتقدون أن له قيمة غذائية وخصائص طبية أكبر بكثير من العسل العادي.

وفي منطقة البحر الأسود وخارجها، يستخدمه الناس لعلاج حالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتهاب المفاصل والتهاب الحلق، على الرغم من أن الأبحاث العلمية عن الفوائد الطبية للعسل المهلوس أو عسل الجنون لا تزال في حاجة لمزيد من النتائج لحسم فوائده.

الأنواع المحلية من زهور الرودودندرون تنتج عسلاً داكناً مُر المذاق وغنيا بنوع من السموم العصبية القوية (غيتي)

الفوائد المحتملة لعسل الجنون

وبحسب موقع “يميك.كوم” (Yemek) التركي، فإن لعسل الجنون فوائد عديدة، من بينها أنه يتمتع بقدرة علاجية لأمراض مثل الزكام والإنفلونزا والسعال، وأيضاً يُعد فعالاً في مكافحة أمراض أخرى مثل التهاب المعدة والتهاب الشعب الهوائية والتهاب البلعوم.

 

كما أنه يساعد في الحالات التالية:

  • مفيد في خفض ضغط الدم المرتفع.
  • مفيد في خفض نسبة الكوليسترول.
  • يوفر راحة سريعة من آلام المعدة والصداع.

إضافة لما سبق فهو يساهم في تنظيم الجهاز العصبي، ويساعد في حل مشاكل مثل الاضطرابات العصبية والتعب والأرق.

كما يقوي جهاز المناعة، ويحمي الجسم من الميكروبات بسبب احتوائه على خصائص مضادة للأكسدة.

ونظرا لاحتوائه على الكثير من المواد التي يحتاجها الجسم مثل الكالسيوم والبوتاسيوم، فإنه يساهم كذلك في الحفاظ على صحة الأنسجة.

وفي دول شمال شرق آسيا، يعتقد بعض المشترين أن عسل الجنون يعالج ضعف الانتصاب وهو ما قد يفسر سبب إصابة غالبية حالات التسمم بهذا النوع من العسل بين الرجال منتصف العمر، بحسب تقرير نُشر في مجلة “آر إس سي أدفانسس” (RSC Advances) للأبحاث عام 2018.

 

عسل الهلوسة والجنون اليوم

في وقتنا الحاضر، لا يزال مربو النحل في نيبال وتركيا يحصدون العسل المسبب للجنون، على الرغم من أنه يمثل جزءا صغيرا من إجمالي إنتاج العسل في البلاد.

ويسمح كلا البلدين بإنتاج وبيع وتصدير عسل الجنون، لكنه يُعد مكوناً غير قانوني في دول أخرى مثل كوريا الجنوبية التي حظرت هذه المادة عام 2005.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author