تقول صحيفة “الغارديان” (The Guardian) البريطانية إن التقدم السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي يعد بتحقيق مكاسب اجتماعية ضخمة، لكنه يقدم أيضا مجالا جديدا لطمس الخطوط الفاصلة بين الحقيقة والزيف، والصواب والخطأ.
وأضافت الصحفية في افتتاحية لها حول الوحدة الإسرائيلية التي تسمي نفسها “وحدة خورخي” وتقوم بالتدخل في الانتخابات في كثير من دول العالم بتزييف المعلومات باستخدام الذكاء الصناعي، أن نظريات المؤامرة التي انتشرت عبر الإنترنت خلال جائحة كوفيد-19، وأعمال الشغب في مبنى “الكابيتول هيل” بعد مزاعم كاذبة بأن الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 مسروقة، تهدد بتقويض الديمقراطيات.
وأوضحت أن الأداء الصحي للديمقراطيات يعتمد على جودة المعلومات التي تؤطر النقاشات، لكن الرقمنة وظهور وسائل التواصل الاجتماعي والأشكال المتزايدة التعقيد للذكاء الاصطناعي توفر فرصا جديدة لتسميم الخطاب العام.
وتقول الافتتاحية إنه لسوء الحظ، وكما يوضح التحقيق الذي شاركت فيه الغارديان و30 من وسائل الإعلام الكبيرة في العالم هذا الأسبوع حول “وحدة خورخي”، فإن هذه الأساليب أصبحت صناعة تنمو باستمرار.
وكان التحقيق السري حول الوحدة الإسرائيلية قد كشف أنه إلى جانب الجهات الفاعلة التي ترعاها الدولة، تستفيد أعداد متزايدة من الشركات الخاصة من نشر المعلومات المضللة نيابة عن العملاء السياسيين والشركات.
يُذكر أن الوحدة الإسرائيلية تتلاعب بالمناظرات عبر الإنترنت، وتستخدم برنامجا متطورا لإنشاء عشرات الآلاف من الصور الرمزية المزيفة وتشغيلها في بلدان متعددة، وغالبا ما تتدخل في النزاعات التجارية.
وقالت الغارديان إن مؤسسات التنظيم والرقابة العامة يجب عليها، مع قفزات التكنولوجيا، مواكبة هذه التطورات في التضليل، وضمان أن تصبح المنصات التقنية أكثر مسؤولية تجاه بيئاتها التي تنشئها عبر الإنترنت.
وأضافت أنه في عصر الاستقطاب، تقوّض المعلومات المضللة افتراض حسن النية الضروري للنقاش الديمقراطي والإجماع.
وطالبت بإيلاء المزيد من الاهتمام بأنشطة المنظمات مثل “وحدة خورخي”، وتخصيص المزيد من الموارد لإخراجها من العمل.