أعلن الكرملين اليوم الثلاثاء أن المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا مؤخرا تخضع بالكامل لحماية ترسانتها النووية، وقال مسؤول روسي إن بلاده لن تسمح بتوسع الناتو شرقا أو تهديد أمنها، وذلك بينما يجري فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) مناورات “روتينية” لاختبار استعداده لضربة نووية محتملة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -في اتصال مع صحفيين- إن “هذه الأراضي أجزاء غير قابلة للانتزاع من روسيا الاتحادية (…) وتحظى بالقدر نفسه من التأمين شأنها شأن بقية الأراضي الروسية”.
وكان المتحدث الروسي يشير إلى مناطق دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس (شرق)، وزاباروجيا وخيرسون (جنوب).
وفي الشهر الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار ضم هذه المناطق الأربع عقب تنظيم استفتاءات فيها، وذلك رغم تنديد أوكرانيا وحلفائها الغربيين بهذه الخطوة التي وصفوها بغير الشرعية.
وفي وقت سابق، قال المسؤولون الروس إن موسكو ستعدّ أي هجوم على المناطق الأوكرانية التي ضمتها هجوما على أراضي الاتحاد الروسي.
في هذه الأثناء، قال فاليري فاديف مستشار الرئيس الروسي للجزيرة إنه يجب أن يكون واضحا للغرب أن روسيا لن تسمح بتوسع الناتو شرقا أو تهديد أمنها. وأضاف أن ذلك هو الهدف الذي يتحدث عنه الرئيس بوتين منذ 15 عاما، وإنه تحقق، وفق تعبيره.
وكان سعي أوكرانيا للانضمام للحلف الأطلسي من بين المبررات الروسية لشن الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي غداة بدء الناتو مناورات “ستيدفاست نون” (الظهيرة الصامدة) في قاعدة عسكرية شمال شرقي بلجيكا.
وأكد الحلف عبر مسؤوليه أن أنشطة التدريب النووية الدورية التي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري كان مخططا لها قبل بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأنها ليست مرتبطة بالوضع الحالي، غير أنها ترمي إلى اختبار مدى استعداد الدول الأعضاء لأي ضربة نووية محتملة.
وفي السياق، قال قائد حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس بوش” الأدميرال دينيس فيليز إن بلاده تؤكد مجددا أنها ودول الحلف ستدافع عن كل شبر من أراضيها.
وتأتي المناورات الأطلسية في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الغربية من احتمال لجوء موسكو للسلاح النووي، في ظل إخفاق الجيش الروسي في الحرب الدائرة في أوكرانيا.
في سياق آخر، قال المتحدث باسم الكرملين اليوم الثلاثاء إنه ليست لدى الرئاسة الروسية معلومات بشأن التقارير عن شراء مسيّرات إيرانية، مضيفا أن هذه أمور تخص وزارة الدفاع.
وتابع بيسكوف -ردا على تقارير عن استخدام القوات الروسية مسيّرات إيرانية لضرب أهداف عسكرية ومدنية أوكرانية- “خلال عملياتنا بأوكرانيا نستخدم معدات روسية تحمل أسماء روسية”.
ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون أن “مسيرات انتحارية” إيرانية من طراز “شاهد-136” نفذت في الأيام القليلة الماضية غارات على العاصمة كييف ومدن أخرى، وتحدث سلاح الجو الأوكراني أمس الاثنين عن إسقاط 26 منها.
وفي حين دعت الرئاسة الأوكرانية الغرب إلى تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي في أقرب وقت ممكن، قال البيت الأبيض إن إيران تكذب عندما تقول إن روسيا لا تستخدم طائرات مسيرة إيرانية لشن هجمات على أوكرانيا.
ووفقا لمسؤولين أوكرانيين، فإن روسيا قد تكون طلبت من إيران 2400 من هذه المسيرات.
من جهة أخرى، أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس في لوكسمبورغ الحزمة السادسة من الدعم العسكري لأوكرانيا بقيمة 500 مليون يورو، في شكل أسلحة ودعم لوجيستي. وفي سابقة كبرى، تقرّر تدريب 15 ألف جندي أوكراني في أراضي دول الاتحاد، وسيكون مركز تلك المهمة في بولندا.
وفي ختام الاجتماع، أوضح مسؤول السياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل أن أولوية الاتحاد الأوروبي هي دعم أوكرانيا واستمرار فرض العقوبات على روسيا.