غوتيريش بموسكو واتصال بين أردوغان وبوتين.. روسيا تستهدف إمدادات الأسلحة الغربية ودول تبحث المساعدات العسكرية لأوكرانيا
أكد مسؤولون أميركيون أن روسيا بدأت استهداف خطوط إمداد الأسلحة الغربية في أوكرانيا، وفي وقت تتواصل المعارك في إقليم دونباس (شرق) وفي جبهات أخرى، جرى اتصال بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بشأن الأوضاع في أوكرانيا، ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من موسكو لوقف إطلاق النار.
فقد نقل موقع “بوليتيكو” (Politico) عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن روسيا بدأت مهاجمة منشآت السكك الحديدية وخطوط شحن الأسلحة وسط أوكرانيا وغربها مع بدء هجومها الجديد على دونباس قبل أسبوع.
وأضاف الموقع الإخباري الأميركي أن الهجمات الروسية، على خطوط الإمداد، بدأت مع وصول أنظمة المدفعية الثقيلة والدبابات والعربات المدرعة بمليارات الدولارات لمساعدة أوكرانيا في دونباس.
ولفت “بوليتيكو” إلى أن البنتاغون سرّع من وتيرة نقل شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين، وأرسل أسلحة ثقيلة ومساعدات أخرى بحرا وجوا بقيمة مليار دولار.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن قبل أيام أن بلاده ستزود كييف بمدافع هاوتزر وطائرات مسيرة وذخائر لمساعدتها على صد الهجمات الروسية، كما تعهدت بريطانيا ودول أوروبية أخرى بتزويد القوات الأوكرانية بأسلحة ثقيلة تشمل المدافع والمدرعات وأنظمة الدفاع الجوية.
سكك الحديد
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير محطات سكك حديد فرعية في أوكرانيا كان يتم من خلالها تزويد القوات الأوكرانية في دونباس بالأسلحة والمعدات العسكرية الأجنبية.
في السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في مقابلة تلفزيونية أمس الاثنين- إن قوات بلاده استهدفت مرارا منشآت لتخزين الأسلحة الغربية غربي أوكرانيا، مضيفا أن موسكو تعد هذه الأسلحة الغربية “أهدافا مشروعة لأنشطة الجيش الروسي في سياق العملية الخاصة في أوكرانيا”.
من جهتها، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن روسيا تحاول استهداف الطرق التي تسلكها المساعدات العسكرية القادمة من الحلفاء.
وكانت موسكو أرسلت مذكرة إلى الولايات المتحدة تطالبها فيها بوقف تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أكد مسؤولون أميركيون أنه لا مؤشرات على أن روسيا استهدفت بالفعل إمدادات عسكرية غربية لأوكرانيا.
حرب عالمية ثالثة
وقد حذر وزير الخارجية الروسي من أن خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة جدي وحقيق، وينبغي عدم الاستهانة به.
وقال لافروف -في برنامج تلفزيوني- إن موسكو تعمل على إبعاد خطر نشوب صراعات نووية، على الرغم من المخاطر العالية، الوقت الراهن.
وأضاف أن واشنطن لا تبدي اهتماما بالتواصل مع بلاده بشأن أوكرانيا، مشددا على أن معالم الاتفاق مع كييف لإنهاء الحرب ستحددها مرحلة الأعمال القتالية حيث سيصبح حينها هذا الاتفاق حقيقة واقعة، على حد تعبيره.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -في تغريدة على تويتر- إن روسيا تتحدث عن خطر حقيقي لوقوع حرب عالمية ثالثة لأنها تستشعر الهزيمة في أوكرانيا.
وقف إطلاق النار
على الصعيد الدبلوماسي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم من موسكو خلال اجتماعه اليوم بوزير الخارجية الروسي، إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا في أقرب الآجال.
وقال غوتيريش إن التدخل الروسي في أوكرانيا انتهاك لأسس الأمم المتحدة، وطالب بوقف الحرب بسرعة، داعيا إلى إنشاء ممرات إنسانية فعالة ومدعومة من جميع أطراف النزاع.
أما لافروف فقال إن بلاده تؤيد مبادرة الأمم المتحدة لإجراء حوار، وتحدث عن تقديم موسكو مساعدات إنسانية للأوكرانيين بواسطة وزارة الدفاع، معتبرا أن الغرب يدعم التصرف الأحادي في المنظومة الدولية وليس مبادئ الأمم المتحدة.
وقد قال الكرملين إن الرئيس بوتين بحث -خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- الأوضاع في أوكرانيا.
بدورها، ذكرت الرئاسة التركية أن الرئيس أردوغان شدد على أهمية وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أشار إلى أهمية الإدارة الفعالة للممرات الإنسانية، وتأمين عمليات الإجلاء في أوكرانيا.
وأضافت أن أردوغان أوضح -خلال الاتصال مع بوتين- أن تركيا ستواصل بذل الجهود لإحلال سلام دائم في المنطقة، وأنه جدد اقتراحه برفع مستوى مفاوضات إسطنبول إلى مستوى القادة.
مساعدة أوكرانيا
في هذه الأثناء، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم إن أوكرانيا تحتاج مساعدات من الدول الحليفة لها لكي تنتصر اليوم، وستحتاج لمساعدات بعد الحرب.
وأضاف أوستن -خلال اجتماع المجموعة الاستشارية الأمنية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين الجوية جنوب غربي ألمانيا بمشاركة وزراء دفاع 20 بلدا- أنه يجري تقديم المساعدات لأوكرانيا بسرعة قياسية، وأكد أن هذه المساعدات تحدث فرقا في الميدان، متعهدا بالمضي في مساعدة كييف كي تدافع عن نفسها.
وتابع الوزير الأميركي أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة بعد ما وصفها بهزيمة روسيا في معركة كييف.
وفي وقت سابق، وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي الاجتماع بأنه عبارة عن مشاورات ولن يسفر بالضرورة عن أي نتائج ملموسة فورية.
وقد ذكرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” (Sueddeutsche Zeitung) الألمانية أن برلين ستتعهد بتزويد أوكرانيا بنظام “غيبارد” المضاد للطائرات، مضيفة أن وزيرة الدفاع كريستين لامبريشت ستقدم هذا العرض خلال الاجتماع الذي يعقد اليوم بقاعدة رامشتاين الجوية.
وكان وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن تعهدا أمس -عقب زيارتهما كييف- بتقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
التطورات الميدانية
في التطورات الميدانية، قالت الاستخبارات البريطانية -في تحديث جديد نشر اليوم- إن القوات الروسية تحاول على الأرجح تطويق المواقع الأوكرانية شديدة التحصين شرقي هذا البلد.
وأضافت أن القوات الروسية سيطرت على مدينة كريمينا، وتحاول التقدم نحو مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك في إقليم دونباس.
ووفقا لنفس التحديث، فإن القوات الأوكرانية تعمل على تعزيز خطوطها الدفاعية بمدينة زاباروجيا (جنوب شرق) تحسبا لهجوم روسي محتمل.
وكانت الاستخبارات البريطانية قالت أمس إن الروس لم يحرزوا سوى تقدم طفيف خلال الهجوم الذي بدؤوه مؤخرا في دونباس.
وبشأن الوضع في مدينة ماريوبول في أقصى جنوب إقليم دونباس، قال رئيس الانفصاليين في دونيتسك إن الجنود الأوكرانيين المتحصنين في مصنع آزوفستال للصلب يطلبون إجلاءهم مع أسلحتهم إلى تركيا.
وقد قتل شخص إثر قصف صاروخي روسي على مدينة زاباروجيا (جنوب شرق) ولقي اثنان مصرهما وأصيب آخرون في قصف مماثل في دونيتسك بإقليم دونباس (شرق) وفقا للسلطات الأوكرانية، كما قتل 3 في مدينة خاركيف التي لا تبعد كثيرا عن حدود دونباس، وتؤكد السلطات الأوكرانية أن القوات الروسية تحاصرها جزئيا.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها قصفت الليلة الماضية 87 هدفا عسكريا بأوكرانيا مما أسفر عن مقتل نحو 500 عسكري أوكراني، وقصفت مستودعين للذخيرة في منطقة خاركيف بصواريخ عالية الدقة، مشيرة أيضا إلى إسقاط 13 طائرة مسيرة وتدمير أنظمة دفاع جوي في مناطق متفرقة من أوكرانيا.
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية ذكرت أن خسائر القوات الروسية منذ بدء الحرب تجاوزت 22 ألف قتيل، مشيرة إلى أن القوات الروسية تطلق الصواريخ من خلال قاذفاتها الإستراتيجية كالسفن والغواصات.
من جانبها، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن رئيس الإدارة العسكرية في كييف أن حظر تجوال ليلي سيدخل حيز التنفيذ بالعاصمة من الاثنين إلى الجمعة هذا الأسبوع بسبب ما سماها الأعمال الاستفزازات الروسية. ويأتي ذلك بينما يتجول السكان منذ أيام بحريّة في شوارع المدينة.