قال تقرير لصحيفة فوكس (Vox) إن حملة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب تدعي أنها تعرضها لاختراقات من قبل إيران، ولكن من غير المؤكد بعد ما إذا وقع اختراق بالفعل، أو إذا كانت إيران وراءه. ولم تقدم حملة ترامب أي دليل قطعي على ادعاءاتها، وما زال مكتب التحقيقات الفدرالي يبحث الأمر.
ولكن من المؤكد -وفق كاتبة التقرير إلين يوانيس- أن إيران تحاول التأثير على الانتخابات، حيث أنشأ الحرس الثوري مواقع أخبار وهمية تنشر معلومات تحريضية، بما في ذلك أخبار عن إسرائيل وحماس والمرشحين الرئاسيين.
كما أن هناك محاولات صينية وروسية للتأثير على الانتخابات الأميركية -وفق الكاتبة- ويشير تقرير لشركة مايكروسوفت إلى أن الجهود الصينية تشمل برامج تستخدم وسائل التواصل لإثارة النقاشات حول قضايا حساسة كالاحتجاجات التي هزت الجامعات الأميركية دعما لغزة، بينما تركز الجهود الروسية بشكل كبير على نشر معلومات مضللة حول أوكرانيا وعلاقتها بالأجهزة الاستخباراتية الأميركية.
وحسب الكاتبة، تعود بداية قصة ادعاءات ترامب ليوم الجمعة، حين أعلنت مايكروسوفت إلقاءها القبض على مجموعات قراصنة يديرها الحرس الثوري، وقالت الشركة إن المجموعات وجهت في يونيو/حزيران رسالة تصيد احتيالي إلكترونية من حساب مستشار كبير سابق إلى مسؤول رفيع بحملة رئاسية، لمحاولة استخلاص معلومات منه، ولم تحدد مايكروسوفت اسم الحملة أو توضح ما إذا كانت المحاولة ناجحة.
وترمي طريقة التصيد الاحتيالي للبيانات، والمعروفة باسم “التصيد بالرمح” إلى استهداف مجموعة محددة من الأشخاص بهدف اختراق بياناتهم، وتتضمن بعث رسائل تحتوي على روابط خبيثة، وعند ضغط المتلقي على الرابط يتم تحميل برامج ضارة على جهازه، مما يسمح للقراصنة بالوصول إلى المعلومات المخزنة على هذا الجهاز.
كما وجدت مايكروسوفت أن الحرس الثوري استخدم المجموعات -المسماة بكوتون ساندستورم وليمون ساندستورم ومينت ساندستورم وبيتش ساندستورم- لإدارة حملة قرصنة واسعة النطاق خلال سنوات الانتخابات الماضية.
وبعد إعلان الجمعة، تلقت صحيفة بوليتيكو السبت رسالة إلكترونية فيها وثائق مفصلة عن حملة ترامب من مصدر مجهول، بما في ذلك مسودات الملفات الشخصية للمرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس، ومنهم المرشح الذي وقع عليه الاختيار عضو الكونغرس عن ولاية أوهايو جي دي فانس، ثم تلقت نيويورك تايمز رسالة مشابهة الأحد.
وأصدرت حملة ترامب ليلة السبت بياناً زعمت فيه أن “مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة” سرقت وثائق منها، وكتب ترامب في الوقت ذاته على منصته “تروث سوشيال” أن مايكروسوفت أكدت اختراق إيران لأحد مواقع حملته الإلكترونية، واتهمها بأنها وراء سرقة الوثائق مستندا إلى تقرير مايكروسوفت، وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي يوم الاثنين عن فتح تحقيق في ادعاءات ترامب.
وقالت الكاتبة إنه إذا ما كانت مجموعة مينت ساندستورم وراء محاولة اختراق الحملة، وما إذا كانت من بعث للصحف بالمستندات المسربة، فسيكون ذلك دليلا على نية إيران في التأثير على الناخبين ضد ترامب، والذي تعتبر سياساته تجاهها أكثر صرامة من سياسة الحزب الديمقراطي الحاكم، وقد أشرف ترامب أثناء رئاسته السابقة على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 واغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.