وصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة مفاجئة هي الثانية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، ليجدد دعمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في حين قالت روسيا إنها قتلت ألفي “مرتزق” من أصل 7 آلاف يقاتلون إلى جانب أوكرانيا.

ونشر جونسون -الذي كثيرا ما عبّر بقوة عن دعمه لزيلينسكي- صورة له مع الرئيس الأوكراني، مصحوبة بعبارة “سيدي الرئيس فولوديمير.. من الجيد أن أكون في كييف مرة أخرى”.

 

 

وأحيط الاجتماع بالسرية لأسباب أمنية، وهو أحدث استعراض من جانب جونسون لدعم زيلينسكي منذ بدأت روسيا الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

وتأتي الزيارة بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على منح أوكرانيا ومولدوفا وضع مرشح لعضويته، وهي علامة فارقة في طريقهما المحتمل للتحول من كونهما جمهوريتين سابقتين في الاتحاد السوفياتي، إلى بلدين ضمن الاقتصادات المتقدمة في أكبر تكتل تجاري في العالم.

وإذا تمت الموافقة على مقترح المفوضية الأوروبية كما هو متوقع خلال قمة لزعماء الاتحاد الأسبوع المقبل، فسيكون ذلك بمثابة دفعة معنوية كبيرة لكييف، ومزيد من التحدي الغربي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد حربه على أوكرانيا.

وقد رحّب الرئيس الأوكراني بقرار المفوضية الأوروبية التوصية بترشيح بلاده لعضوية الاتحاد الأوروبي، واعتبر -في تغريدة- أن القرار هو الخطوة الأولى نحو عضوية بلاده في الاتحاد، وأن ذلك سيقرّب ما وصفه بانتصار بلاده في الحرب.

وقال رئيس مكتب زيلينسكي إن حكومته ستنفذ جميع الإصلاحات المطلوبة، وستبذل قصارى جهدها لجعل أوكرانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي.

European Commission Comments On EU Membership Applications
الاتحاد الأوروبي وافق على منح أوكرانيا ومولدوفا وضع مرشح لعضويته (الأناضول)

وفي حين أن بعض دول الاتحاد الأوروبي -ومنها هولندا والدانمارك- لا تدعم ترشيح المزيد من الدول لعضويته، فقد حصل زيلينسكي على دعم فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا أمس الخميس.

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن الاتحاد “ليس تحالفا عسكريا”.

كما قال إن بلاده على استعداد لاستعادة علاقتها مع الجميع بعد التدخل العسكري في أوكرانيا، معتبرا أن التدابير الروسية في دونباس مشروعة تماما، “على عكس التصرفات الأميركية في ليبيا أو العراق”، على حد تعبيره.

برنامج تدريب

وبحسب بيان صادر عن مكتب جونسون، فإن رئيس الوزراء البريطاني عرض خلال لقائه بزيلينسكي “إطلاق برنامج تدريب كبير للقوات الأوكرانية، يمكن أن يشمل تدريب ما يصل إلى 10 آلاف جندي كل 120 يوما”.

وقال جونسون -بحسب ما ورد في هذا البيان- “زيارتي اليوم في أوج الحرب، تهدف إلى توجيه رسالة واضحة وبسيطة للأوكرانيين: بريطانيا إلى جانبكم وستكون معكم حتى النصر”.

وأضاف “لهذا السبب اقترحت على الرئيس زيلينسكي برنامجا واسع النطاق للتدريب العسكري، يمكن أن يغير معادلة هذه الحرب من خلال توجيه أقوى القوات، أي تصميم الأوكرانيين على الانتصار”.

وكان جونسون زار كييف في 9 أبريل/نيسان، وكان آنذاك أول مسؤول من دولة في مجموعة السبع يزور أوكرانيا. وقدّمت لندن دعما عسكريا قويا لكييف منذ ذلك الحين.

British PM Johnson and Ukraine's President Zelenskiy attend a news briefing in Kyiv
جونسون اقترح على زيلينسكي برنامجا واسع النطاق للتدريب العسكري “يمكن أن يغير معادلة هذه الحرب” (رويترز)

زيلينسكي وعقوبات جديدة على روسيا

من جهته، عبّر زيلينسكي عن سعادته بلقاء جونسون للمرة الثانية في كييف، وقال “لقد أثبتت أيام عديدة من الحرب أن دعم بريطانيا لأوكرانيا قوي وحازم”، وأضاف “لدينا رؤية مشتركة لكيفية تحقيق أوكرانيا النصر”.

وقال إن بلاده تحتاج إلى مساعدات للدفاع عن نفسها، فضلا عن مساعدات اقتصادية، وأضاف “سنعمل سويا مع شركائنا لإعادة إعمار أوكرانيا”.

وقال رئيس مكتب زيلينسكي إن الطرفين ناقشا الحاجة إلى توريد الأسلحة الثقيلة وأنظمة الدفاع الجوي والدعم الاقتصادي، وفرض عقوبات إضافية على روسيا ووجوب محاسبتها.

روسيا: 7 آلاف “مرتزق” بأوكرانيا

على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الروسي الجمعة أن نحو 7 آلاف من “المرتزقة الأجانب” من 64 دولة، وصلوا إلى أوكرانيا منذ بدء النزاع، وأن ألفين منهم قد قُتلوا.

ومنذ بدء تدخل موسكو في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، سافر آلاف المتطوعين الأجانب -معظمهم من الأوروبيين- إلى هذا البلد لمساعدة القوات في كييف، وتصف روسيا هؤلاء المقاتلين بـ”المرتزقة” للإيحاء بأن المال هو دافعهم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “لوائحنا في 17 يونيو/حزيران تشمل مرتزقة وخبراء في الأسلحة من 64 دولة. منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، وصل 6956 إلى أوكرانيا، وتم القضاء على 1956 منهم، وغادر 1779” آخرون.

وأضافت الوزارة الروسية أن بولندا هي “الرائدة” بين الدول الأوروبية في تأمين وصول المقاتلين إلى أوكرانيا، تليها رومانيا وبريطانيا. وأرفق البيان بجدول بأعداد المقاتلين الأجانب الذين وفدوا إلى أوكرانيا بحسب الجنسية، والخسائر المسجلة، بحسب الجيش الروسي.

والدول التي منيت بأكبر الخسائر -بحسب موسكو- هي: بولندا (378 قتيلا)، والولايات المتحدة (214)، وكندا (162)، وجورجيا (120).

وحكم الانفصاليون الموالون لروسيا بالإعدام على 3 منهم، هم بريطانيان ومغربي.

 

خسائر روسية

من جانبها، قالت السلطات الأوكرانية -اليوم الجمعة- إن صواريخها أصابت زورق سحب للبحرية الروسية كان ينقل جنودا وأسلحة إلى جزيرة الأفعى في البحر الأسود، في حين قالت بريطانيا إن 15 ألف مليونير يحاولون مغادرة روسيا.

وذكر ماكسيم مارشينكو حاكم منطقة أوديسا (جنوب غربي أوكرانيا) أن صواريخ أوكرانية أصابت الزورق “فاسيلي بيخ” الذي كان ينقل جنودا وأسلحة إلى جزيرة الأفعى الأوكرانية (زميني)، والتي تحتلها روسيا (140 كلم جنوب مدينة أوديسا) منذ بدايات الحرب الدائرة بين موسكو وكييف.

وقالت القيادة البحرية الأوكرانية إن صاروخين من نوع “هاربون” (Harpoon) أصابا زورقا حربيا روسيا، وأضافت أن الزورق كان يحمل منظومة دفاع جوي من طراز “تور” (TOR) المضادة للطائرات.

وصاروخ هاربون من الأسلحة التي زودت بها الدول الغربية كييف في الأسابيع القليلة الماضية، لمواجهة الهجوم الروسي المستمر منذ نهاية فبراير/شباط الماضي.

Russian naval tugboat Vasiliy Bekh sails in Istanbul's Bosphorus
زورق السحب الروسي “فاسيلي بيخ” الذي استهدفته البحرية الأوكرانية (رويترز-أرشيف)

وفي الجنوب الأوكراني أيضا، قال فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 20 آخرون في قصف روسي على أحياء سكنية جنوبي مدينة ميكولايف، التي تبعد مسافة 100 كلم شمال غرب مدينة خيرسون التي تحتلها القوات الروسية.

معارك دونباس

وفي الشرق الأوكراني، أفاد سيرغي غايدي حاكم إقليم لوغانسك -لشبكة “سي إن إن” (CNN) الإخبارية- بأن إخلاء مصنع آزوت في مدينة سيفيرودونيتسك أمر مستحيل؛ بسبب القصف المدفعي الروسي المستمر على المنطقة الصناعية.

وأضاف غايدي أنه إذا خرج أي شخص من المصنع فستكون نسبة احتمال تعرضه للقتل عالية جدا، مشيرا إلى وجود أكثر من 560 مدنيا داخل المصنع، منهم 38 من الأطفال.

ومنذ أسابيع، تركز القوات الروسية وقوات الانفصاليين في منطقة دونباس -التي تضم إقليمي لوغانسك ودونيتسك- جهودها على استكمال السيطرة على كافة أرجاء دونباس، التي أعلن فيها الانفصاليون قبل سنوات جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا اعترفت بهما موسكو قبل أيام من شنّها الحرب في أواخر فبراير/شباط الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *