الدبابات الأميركية أبرامز والألمانية ليوبارد 2 خلال مناورة عسكرية في إسبانيا (الأوروبية)

الدبابات الأميركية أبرامز والألمانية ليوبارد 2 خلال مناورة عسكرية في إسبانيا (الأوروبية)

واشنطن- بعد أسابيع من حجج قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن بأن الدبابات الأميركية من طراز “إم 1 أبرامز”  (M1 Abrams) ستكون غير مناسبة للجيش الأوكراني، يتوقع أن يعلن البيت الأبيض اليوم الأربعاء نية الولايات المتحدة لإرسال 30 دبابة منها إلى أوكرانيا.

ولم يكشف الجانب الأميركي عن تاريخ التسليم، ولا كيفيته، أو أين ستتدرب القوات الأوكرانية على تشغيل الدبابات وصيانتها.

 

وكانت واشنطن أعلنت قبل أيام تسليم مركبات مدرعة من طراز “برادلي” (Bradley) لأوكرانيا، وسيتم تدريب أطقم عسكرية أوكرانية على استخدام هذه المركبات وصيانتها خارج أوكرانيا.

وتزامنا مع الإعلان الأميركي، يتوقع أن تعلن برلين كذلك نيتها إرسال عدد من دبابات “ليوبارد 2” (Leopard 2) إلى أوكرانيا، في حين أكدت بريطانيا منتصف الشهر الجاري أنها سترسل 14 من دباباتها “تشالنجر 2” (Challenger 2) إلى أوكرانيا.

وذكر بن هودجز، الجنرال المتقاعد الذي سبق أن قاد القوات الأميركية في أوروبا، هذا الأسبوع، أن الدبابات التي يزود بها الغرب أوكرانيا قد تكون رأس الحربة لاختراق الدفاعات الروسية نحو ماريوبول ومواصلة عزل شبه جزيرة القرم.

الدبابات الأميركية أبرامز والألمانية ليوبارد 2  خلال مناورة عسكرية في إسبانيا (الأوروبية)

انتهاء التردد الأميركي

يأتي إعلان واشنطن بالموافقة على إرسال 30 دبابة لأوكرانيا، بعدما قال مسؤولون عسكريون أميركيون مرارا وتكرارا إن إرسال الدبابات يعد عملية معقدة للغاية، إذ يصعب صيانتها، وإنها تستهلك كثيرا من وقود الطائرات لتشغيل محركاتها التوربينية، وهو ما لا يتوفر بسهولة في أوكرانيا.

ومن شأن الخطوة الأميركية أن تضع نهاية للانشقاق غير المسبوق بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين امتلكوا مواقف متناقضة بشأن إمداد أوكرانيا بالدبابات، إذ دعمت بولندا وعدة دول أخرى هذه الخطوة بشدة، في حين رفضتها واشنطن وبرلين، قبل أن تتغير مواقفهما خلال الساعات الماضية.

 

كان المسؤولون الألمان قالوا في البداية إنهم لن يكونوا أول من يرسل دبابات إلى أوكرانيا، ولن يفعلوا ذلك ما لم تقدم الولايات المتحدة دبابات أبرامز الخاصة بها، وأدى ذلك إلى الضغط على ألمانيا، وعلى الولايات المتحدة أيضا للمساهمة بدباباتهما.

ويعد تغير الموقف الأميركي جزءا من تفاهم دبلوماسي أوسع مع ألمانيا، توافق برلين بمقتضاه على إرسال عدد أقل من دباباتها ليوبارد 2، وتوافق كذلك على السماح بتسليم المزيد من الدبابات الألمانية الصنع من قبل بولندا ودول أخرى.

ويأتي هذا التحول في الموقف الأميركي في أعقاب مكالمة جرت يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري بين الرئيس بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز، وافق خلالها بايدن على النظر في توفير دبابات أبرامز على عكس تقدير البنتاغون المبدئي، الذي رأى أنه سيكون من الصعب جدا على أوكرانيا نشر الدبابات واستخدامها وصيانتها، وقال مسؤولون إن الأمر قد يستغرق سنوات حتى تصل الدبابات فعليا إلى ساحات المعارك الأوكرانية.

وتشير تقارير إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن توصل لاحقا إلى وجهة نظر مفادها أن الالتزام بإرسال دبابات أميركية أمر ضروري لتحفيز ألمانيا على إرسال دباباتها ليوبارد 2، وجادل المسؤولون في وزارة الخارجية والبيت الأبيض بأن منح ألمانيا الغطاء السياسي الذي سعت إليه لإرسال دباباتها الخاصة يفوق تردد وزارة الدفاع.

ويقول مسؤول ألماني كبير إن القضية كانت موضوع مفاوضات مكثفة بين واشنطن وبرلين لأكثر من أسبوع شملت مناقشات بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الألماني.

 

وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على موعد تسليم أول دبابة أبرامز، لكن بعض المسؤولين الأميركيين قالوا إن الأمر قد يستغرق 12 شهرا.

صورة لزيلينسكي في ندوته الصحفية مساء اليوم
زيلينسكي: سنكون سعداء للتعبير عن امتناننا لكل قرار دعم عسكري (الجزيرة- أرشيف)

ماذا بعد الدبابات؟

وفي حديثه للشعب الأوكراني مساء أمس الثلاثاء، تناول الرئيس فولوديمير زيلينسكي معضلة الدبابات، وقال “هناك كثير من الحديث عن الدبابات الآن، حول الدبابات الحديثة التي نحتاجها، ومع ذلك، يجب أن تنتهي المناقشات بقرارات، عندما يتم الوصول للقرارات، سنكون سعداء للتعبير عن امتناننا لكل قرار مهم”.

ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من 11 شهرا، أرسلت الولايات المتحدة وأوروبا إلى كييف عشرات المليارات من الدولارات في صورة مساعدات عسكرية، بما في ذلك المدفعية الثقيلة وقاذفات الصواريخ وملايين الذخائر وأنظمة الدفاعات الجوية ومركبات قتال المشاة، لكن من دون تقديم دبابات أو طائرات مقاتلة.

وأصبحت حاجة أوكرانيا للدبابات أكثر إلحاحا في الأشهر القليلة الماضية، حيث انتقلت الحرب إلى مرحلة مختلفة نهاية الصيف، بعدما تمكنت أوكرانيا من شن سلسلة من الهجمات المضادة الناجحة، وتفوقت على القوات الروسية وأجبرتها على العودة إلى الشرق في عدد من المناطق.

ويرى خبراء عسكريون أنه إذا نجحت أوكرانيا في جلب أعداد كبيرة من الدبابات المتقدمة من بقية دول الناتو التي تمتلك بعضها الدبابات الألمانية والأميركية المتقدمة، فقد تتمكن من طرد القوات الروسية من نحو 20% من الأراضي الأوكرانية التي لا تزال محتلة بعد 11 شهرا من بدء الحرب الروسية.

ويخطط المسؤولون الأوكرانيون لشن هجوم مضاد في الأشهر المقبلة لاستعادة الأراضي، بما في ذلك الجنوب، حيث أقامت روسيا جسرا بريا من روستوف إلى شبه جزيرة القرم، وتخطط روسيا، التي تحشد مئات الآلاف من القوات الإضافية، لهجوم كبير على طول خطوط التماس.

 

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن دبابة ليوبارد 2 هي الأنسب لأوكرانيا بسبب توفرها في العديد من البلدان المجاورة، وإمكانية بناء سلاسل الإمداد والصيانة بسرعة.

وتستخدم العديد من الدول الأوروبية دبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع، وتنتشر ألفا دبابة منها في عدد من دول الناتو في مختلف أنحاء القارة الأوربية، وطالبت أوكرانيا بتوفير دبابات في الأسابيع الأخيرة، ووصفتها بأنها ضرورية لمواجهة تفوق روسيا في الأسلحة وأعداد القوات.

المصدر : الجزيرة

About Post Author